لازالت مشكلة الحشائش تؤرق المزراعين وتسبب قلق بالغ لديهم لقدرتها الكبيره علي احداث الضرر باراضيهم التي تقل خصزبتها وقيمتها التسويقيه ومحاصيلهم التي يقل انتاجها وجودتها والتي يتكبدون اموال كبيرة في سبيل الحصول علي محصول وفير منها. ويعاني مزارعوا الاراضي الجديده بعكس مزارعي الاراضي القديمه مشاكل جمة في مكافحة الحشائش ليست قاصرة علي طرق المكافحة بل تمتد الي نوعية المبيدات التي يمكن ان تستخدم بكفاءة علي الحشائش لان بعض المبيدات قد تفقد قدرتها علي مكافحة الحشائش عند استخدامها في الاراضي الرملية.لذلك فان هناك ما يحب مراعاته ومعرفته قبل الشروع في استخدام المبيدات في الاراضي الجديدة.
والحشائش هي نباتات غير مرغوب فيها أو إنها نباتات تنبت في غير موضعها اى تنمو فى مكان لا يراد لها ان تنموبة. وهي تلك النباتات الغريبة التي تنمو مع المحصول الاصلي المزروع حتى لو كانت نباتات ذات قيمة اقتصادية فقد يعتبر محصولا ما حشيشة اذا وجد ناميا مع محصول اخر.ويعمل المزارع دائما على التخلص من هذه الحشائش ومقاومتها لمنع منافستها لمحصوله المنزرع تفاديا لنقص وربما لضياع انتاجه. وقد يصل انتشار الحشائش في بعض الحقول الى الدرجة التي يصعب او يستحيل زراعتها.حيث تسبب الحشائش خسائر تتراوح ما بين 20-30 % وتفوق خسائها تلك الناجمه عن الافات الاخري.
ولا شك أن هذه الحشائش تنافس المحاصيل على الغذاء أو الماء والضوء وأيضا فإن بعضها يفرز مواد سامة تضعف نمو المحصول نفسه مما يؤدى الى تقليل إنتاج هذا المحصول وكذلك تقلل من صفات وجودة المنتج. وجدير بالذكر أنه معروف عالميا أن الحشائش تفوق أى أضرار تنشأ من الآفات الأخرى مجتمعة مثل الحشرات والنيماتودا ومسببات الأمراض النباتية المختلفة وكذلك القوارض. وليس من السهل التخلص من الحشائش فلهذه النباتات قدرات خارقة، تمكنها من بسط نفوذها في المنطقة من جديد وبسهولة حتى مع أصعب الظروف البيئية مثل الاراضي الصحراوية هذا فضلا عن دقة بذورها المتناهية التي يمكن حتى للهواء أن يحملها، والتي لها قدرة على الحياة في التربة لسنوات طويلة، كما أن للتربة دور كبير في المحافظة على أنواع الحشائش، وذلك بأن تجعل من نفسها بنك للبذور.
مكافحة الحشائش في الأراضي الرملية
الحشائش تشكل مشكلة خطيرة في أراضى الاستصلاح الجديدة ، ويرجع السبب في ذلك الى زيادة أنواع الحشائش الموجودة وكذلك أعدادها لأن تلك الحشائش تشمل الحشائش الصحراوية الموجودة أصلا بالمنطقة. بالإضافة الى تلك االتي ترد مع السماد العضوي (البلدي) الوارد من الأراضي القديمة محملا بملايين البذور الخاصة بحشائش الوادي.وكذلك نقل التربة بما تحملة من بذور من اراضي الوادي الي الاراضي الجديدهوهذا يزيد من تواجد تلك البذور خاصة اذا كانت تلك التربة مصابة ببذور الحشائش بشدة. هذا بالإضافة الى سهولة انتشار الحشائش المعمرة مثل النجيل والحلفا والسعد في تلك الأراضي الخفيفة. ويمكن مكافحة هذه الحشائش سواء بالطرق الميكانيكية أو الطرق الكيماوية. وعلى كل حال فان العزيق قد يعطى نتائج جيدة في مكافحة الحشائش الحولية آلا انه نادرا ما يعطى نتائج جيدة مع الحشائش المعمرة مما يستلزم ضرورة استخدام مبيدات الحشائش المتخصصة في مكافحتها.
وجدير بالذكر أن سلوك مبيدات الحشائش في الأراضي الرملية يختلف جوهريا عنها في الأراضي الثقيلة لعدة أسباب منها :
1- القدرة الادمصاصية للأراضي الرملية منخفضة بسبب انخفاض محتواها من المادة العضوية وأيضا انخفاض نسبة الطين بها ، ومن ثم انخفاض قدرتها على ادمصاص جزئيات مبيدات الحشائش على حبيبات هذه التربة مما يؤدى لزيادة الكمية المفقودة من مبيد الحشائش عن طريق غسيلها من التربة مع مياه الرى وبذلك ممكن أن تصل بتركيزات عالية الى منطقة بذور أو جذور نباتات المحصول والتى قد تكون حساسة لهذا المبيد ( تلغى صفة الاختيارية لهذا المبيد) وعندئذ ممكن أن تسبب عدم إنبات بذوره وقت الزراعة، أو قد تسبب سمية نباتية للبادرات النامية. ويمكن التغلب على هذه المشكلة بتقليل الجرعة الموصى بها من مبيد الحشائش وكذلك اختيار المبيدات قليلة الذوبان في الماء , وكذلك اختيار المبيدات الأقل سمية لهذا المحصول ( ذات مدى أمان واسع ) .
2- ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة في المناطق الصحراوية سوف يؤدى لزيادة الفقد من مبيدات الحشائش عن طريق التطاير خصوصا تلك المبيدات ذات الضغط البخاري المرتفع، ومن ثم يجب الحذر عند استخدام تلك الأنواع، وإذا كان لابد من استخدامها فيجب على الأقل تطوير طرق تطبيقها بحيث نقلل الفقد الى الحد الأدنى. فمثلا عند تطبيق مبيد عالي التطاير مثل التريفلان فيجب تقليبه في التربة فورا بمجرد رشة بالإضافة الى ري الحقل المعامل بأسرع وقت.
3- ارتفاع شدة الضوء في المناطق الصحراوية سوف يؤدى الى زيادة فقد المبيد عن طريق التحطم الضوئي مما يستلزم سرعة الرى بعد المعاملة بمبيد الحشائش مباشرة أو سرعة تقليبة داخل التربة بعد التطبيق مباشرة باستخدام الدسك مع مراعاة أن يكون الخلط في الطبقة السطحية من التربة ( 3 – 5 سم ) .
4- تحت كل هذه الظروف السابقة فان نشاط الاحياء الدقيقة في التربة الرملية سوف يكون قليل بالمقارنة بأراضي الوادي الخصبة الغنية بالمواد العضوية ، وبالتالي صعوبة تحطيم مبيدات الحشائش بالتربة بواسطة تلك الاحياء الدقيقة وبذلك تظل لفترة طويلة بالتربة كما هى بدون تحطم وبذلك ممكن أن يكون لها اثر باقي طويل وضار للمحاصيل اللاحقة. لذلك لابد من النظر بعين الاعتبار للمبيد الذي تختاره تحت هذه الظروف وكذلك المحصول الذي سيزرع بعد ذلك وكذلك فترة بقاء المحصول الحالي في التربة المعاملة.
5- المحاصيل التى تنمو في الظروف القاسية ارتفاع درجة الحرارة ، ونقص الرطوبة والمواد الغذائية ) دائما تنمو تحت ضغط وبذلك تصبح اكثر حساسية لكثير من مبيدات الحشائش ، ولذلك يجب الحذر الشديد في اختيار المبيد المناسب وكذلك استخدامه بالجرعة المناسبة.
6- طريقة الرى في مناطق الاستصلاح بالاراضي الجديدة تختلف عنها في الوادي، حيث يستبدل الرى السطحي بالرى بالرش سواء باستخدام البيفوت أو السيدرول ، أو الرى بالتنقيط مما يتيح إضافة مبيد الحشائش مع مياه الرى ، وبناء عليه يمكن اختيار مبيدات حشائش ذات خواص طبيعية وكيماوية معينة تتمشى مع الطريقة الجديدة للتطبيق.
وجدير بالذكر أن طرق تطبيق مبيدات الحشائش في المناطق الصحراوية لابد وأن تتغير أيضا لتتمشى مع الظروف الجديدة ، ولقد أمكن فعلا استخدام آلات رش تستهلك اقل كمية ماء للفدان ( 20 لتر ماء للفدان ) وفى نفس الوقت تعطى افضل توزيع متجانس لمحلول الرش وكذلك تخفيض الجرعة المستخدمة بنسبة 50% ويتمثل ذلك في استخدام باشبورى الحجم الصغير جدا VLV ، أواستخدام الميكرون هربى (MICRON HERBI) أواستخدام وحدات الميكروماكس (MICROMAX) وبذلك يمكن تقليل حجم الماء اللازم لعملية الرش.
أهم الأسس التى لابد أن تراعى عند تطبيق مبيدات الحشائش
1- من الضروري تطبيق مبيد الحشائش بطريقة مثلى وذلك بمراعاة اتباع الطريقة المثلى لتحضير المبيد سواء كان في صورة صلبة أو سائلة على أن يتم ذلك بإضافة كمية المبيد اللازمة للفدان تدريجيا الى جردل صغير يحتوى على 2 لتر ماء حتى يصبح كالعجينة والتى تخفف بالماء حتى تصبح مثل الكريمة ( معلق متجانس للمبيد او محلول متجانس)، عندئذ يضاف هذا المعلق اوالمحلول الى برميل سعة 200 لتر ماء يحتوى على 100 لتر ماء ثم يكمل بإضافة 100 لتر/ماء أخرى وتصبح هذه الكمية كافية للفدان في حالة استخدام الرشاشات الظهرية وأفضل نوع هو رشاشة CP3 والخاصة لرش مبيدات الحشائش بطريقة متجانسة وهى تستخدم في رش الحدائق وكذلك في رش المحاصيل الحقلية في محتلف انواع الاراضي. كما ينصح بأنة في حالة الأضطرار لاستخدام الرشاشات الآلية مثل موتور الرش سعة 600 لتر فيجب الرش بحوالي 400 لتر من محلول الرش للفدان. ولو أن ذلك غير مستحب لعدم تجانس عملية الرش في الغالب ، أو يستخدم 200 لتر/ فدان في حالة استخدام آلات الرش المحمولة على جرار وهو أفضلها على الإطلاق في تطبيق مبيدات الحشائش في المحاصيل الحقلية .
2- بعد رش مبيدات الحشائش على التربة (بعد الزراعة وقبل الرى ) يجب الرى فورا في معظم الأحيان أو لمدة يوم على الأكثر حتى يمكن غسيل المبيد من الطبقة السطحية وذلك لأن معظم المبيدات الشائعة الاستعمال في مصر تتبع مجموعة مركبات من السهل أن يحدث لها تحطم ضوئى اذا تعرضت لضؤ الشمس مباشرة .
3- عند استخدام المركبات التى تضاف على التربة قبل الزراعة فيجب تقليبها فى التربة باستخدام المحراث القلاب وفى مدى نصف ساعة على الأكثر من التطبيق وحتى لا تفقد عن طريق التطاير لهذه المركبات. بعض هذه المبيدات يمكن الاستعاضة عن خلطه فى التربة وهى عملية مكلفة بأن يتم الرش بعد الزراعة ثم الرى مباشرة بعد رش المبيد.
4- المركبات المستخدمة بعد انبثاق البادرة يراعى أنها تشمل نوعين من المركبات : مبيدات بالملامسة ومبيدات جهازية
أ- مبيدات بالملامسة غير اختيارية: فهى تقضى على أى نموات خضراء بدون تمييز ويجب أن يراعى ذلك أثناء التطبيق حتى لو استدعى الامر استخدام أقماع خاصة من البلاستيك لحماية الأشجار (الموالح أو العنب مثلا) من وصول أى رذاذ إليها.
ب- مبيدات بالملامسة اختيارية : ترش على النباتات والحشائش وهى قائمة ويراعى أن يكون الرش متجانس تماما حتى لا يزيد التركيز على بعض النباتات والذى قد يؤدى الى ظهور سمية نباتية كذلك لابد أن ترش في التوقيت المناسب والذى يحدده عمر الحشيشة وكذلك عمر المحصول نفسه وذلك حتى لا يضار المحصول لو تم الرش قبل أو بعد هذا العمر المحدد.
5- بالنسبة لمبيدات الحشائش الجهازية والتى تنتقل بسهولة داخل النبات والتى تعتبر أفضل المبيدات في مكافحة الحشائش الحولية والمعمرة حيث يمكنها الانتقال من خلال أوعية اللحاء لتنزل الى الأجزاء الموجودة تحت سطح التربة لتقتلها ولذلك يمكن نظريا منع تجديد نمو هذه الحشائش , وهذه المركبات لا يجوز خلطها بمبيدات حشائش بالملامسة وخصوصا إذا كانت سريعة التأثير والسبب في ذلك يرجع الى أن اتلك المبيدات سوف تقتل خلايا اللحاء وبذلك يقف انتقال المبيد الجهازى لأسفل فورا وتكون نتيجة هذه الخلطة هو الموت السريع للحشائش ولكنها سرعان ما تجدد نموها ثانية من الأجزاء الموجودة تحت سطح التربة في أسرع وقت.
6- من الأفضل استخدام الخلائط المناسبة من مبيدات الحشائش لمكافحة الحشائش في محصول معين لأن استخدام مبيد واحد لا يكفى لمكافحة العديد من أنواع الحشائش الموجودة في حقل معين لذلك يجب إضافة مبيد آخر يكافح الحشائش المقاومة والتى لا تتأثر بالمبيد الأول مع التحذير الشديد من استخدام خلائط لمبيدات الحشائش لم تجرب من قبل .
مقال
قواعد مكافحة الحشائش في الأراضي الرملية
ا.د. عادل فكار وكيل المعمل المركزي لبحوث الحشائش للارشاد والتدريب