يعد محصول فول الصويا واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي توسعت مصر في زراعتها، نظرًا لدخوله كمكون رئيسي في العديد من الصناعات الغذائية، بالإضافة لكونه أحد مصادر إنتاج الزيوت، التي تُعد قاسمًا مُشتركًا وسلعة أساسية لغالبية الأسر المصرية.
ويتميّز عن بقية الأنواع الأخرى من البقول بأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية الضرورية لجسم الإنسان لصنع البروتين، هذا يجعله مصدرا ممتازا للبروتين الكامل وخصوصا للنباتيين.
وللحديث عن أهميته الاقتصادية ، استضاف برنامج نهار جديد على قناة مصر الزراعية ،الذي تقدمه الإعلامية مها سميح ، الدكتور طارق صابر باحث أول بمركز البحوث الزراعية.
وقال الدكتور طارق صابر، إن فول الصويا واحد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة على المستوى العالمي؛ نظرا لاحتوائه على 40% من البروتينات ولذا يستخدم كأحد مدخلات صناعة الأعلاف، وكذلك 20% زيت، كما أنه من المحاصيل البقولية المخصبة للتربة نظرا لاحتوائه على 20% وحدة آزوت.
وأضاف، أن محصول فول الصويا من المحاصيل ثنائية الغرض ، وذلك بمعني أنه عند زراعته يوجد لدينا خيارين أوردها لمصانع الزيوت لاستخدامها في صناعة الزيت أو تجار الأعلاف لخلطها في أكل الماشية ، كما يعد من المحاصيل المخصبة للتربة، لافتا إلى أن محصول فول الصويا كان مهمش قبل قيام وزارة الزراعة بالبدء في الزراعات التعاقدية .
وأوضح الباحث بمركز البحوث الزراعية ،أن وزارة الزراعة بدأت تتجه لزراعته لأننا نستورد 4 مليون طن بذرة من فول الصويا ،مما دفع وزارة الزراعة للتفكير ببدء التوسع في زراعته من 20 ألف فدان إلى 200 ألف فدان .
أهمية الزراعة التعاقدية
قال إنه تم تفعيل منظومة الزراعة التعاقدية في عام 2022، بتنظيم العمل بمركز الزراعات التعاقدية للقيام بأعمال تسجيل العقود والتوعية والإرشاد والترويج لمنظومة الزراعة التعاقدية وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات وإتاحتها للمتعاملين في سوق الإنتاج الزراعي، وتم تفعيل ذلك بالإعلان عن الأسعار قبل الزراعة بوقت مناسب حتى يتسنى للفلاح تقدير الموقف وحساب إقتصاديات إختيار المحصول، حيث تم التوسع في التعاقد على العديد من المحاصيل الإستراتيجية، خاصة المحاصيل التي تعتمد مصر على الاستيراد منها بشكل كبير كفول الصويا وعباد الشمس والذرة الشامية وغيرها.
ويعتبر تطبيق الزراعة التعاقدية هو أحد أهم الآليات لكسر حلقات الإحتكار وتصحيح مسار العملية التسويقية وتأمين عائد مجز للمزارع وتشجيعه للتوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية وخاصة المحاصيل التصنيعية كالأعلاف الزيتية التي يصعب تداولها فى السوق المحلي.
استخدامات محصول فول الصويا الغذائية
يستخدم فول الصويا في أكثر من 200 صناعة غذائية، مثل الصلصات، والحساء، واللحوم المفرومة، والأجبان النباتية، والعصائر الصحية، والحلويات، والمشروبات الباردة والساخنة. كما أنه يستخدم كمادة خام لإنتاج العديد من المنتجات الغذائية، مثل الزيوت النباتية، والمستحضرات الحيوانية، والأغذية الخفيفة.
10 توصيات لزراعة محصول فول الصويا
1- مصادر التقاوي:
الحصول على تقاوي من مصدر موثوق من خلال 3 مصادر رئيسية وهي ” الاقسام البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية ، الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي ، الشركات الخاصة العاملة في مجال إنتاج التقاوي “، والإناف كالتالي :
جيزة 35:
صنف جديد مستنبط بالتهجين مقاوم لدودة ورق القطن ويحتاج 105- 110 أيام من الزراعة حتى النضج وتنجح زراعته بكلا الوجهين البحري والقبلي وتتراوح إنتاجيته بين 1.5-1.6 طن للفدان.
جيزة 82:
صنف مستنبط بالتهجين مبكر النضج بعد 95- 100 يوم من الزراعة ، تجود زراعته بالأراضى القديمة والجديدة بالوجه القبلي ،أما منفرد أو محملاً مع محاصيل أخرى ،تتراوح إنتاجيته بين 1.2- 1.4 طن/فدان.
جيزة 83:
صنف مستنبط بالتهجين مبكر النضج بعد 95- 100 يوم من الزراعة عالي المقاومة لدودة ورق القطن،تجود زراعته بالوجه البحري أما منفرد أو محملاً مع محاصيل أخرى، تتراوح إنتاجيته بين 1.3- 1.5 طن/فدان.
جيزة 111:
صنف مستنبط بالتهجين مقاوم لدودة ورق القطن ، ينضج بعد نحو 115- 120 يوماً من الزراعة، تنجح زراعته بجميع محافظات الجهورية حتى الوادي الجديد والأراضي الجديدة بجنوب الوادي ،لا ينصح بتأخير زراعته عن أخر شهر مايو ، إنتاجيته 1.7 طن للفدان بالأراضي القديمة ، 1.2 -1.4 طن/فدان بالأراضي الجديدة.
جيزة 22:
صنف مستنبط بالتهجين عالى المحصول متوسط المقاومة لدودة ورق القطن، ينضج بعد حوالي 115 يوماً من الزراعة، لذا ينصح بزراعته بمحافظات مصر الوسطى والعليا ولا ينصح بتأخير زراعته عن أخر شهر مايو ، تتراوح إنتاجيته بين 1.5- 1.7 طن للفدان بالأراضي القديمة، 1.2- 1.4 طن/فدان بالأراضي الجديدة بجنوب الوادي.
2- ميعاد الزراعة
يزرع فول الصويا بصفة عامة خلال شهر مايو وفي حالة الزراعة لإنتاج التقاوي تتم زراعته خلال النصف الثاني من نفس الشهر.
3- الأرض المناسبة :
محصول فول الصويا يحتاج لنوعية خاصة من الأرض ، حيث أنه لاتجود زراعته بالأراضي الملحية ، وأو الأراضي غير جيدة الصرف .
4- تجهيز الأرض
يجب العناية بتسوية الأرض حيث يؤدي عدم التسوية إلى عدم تجانس ارتفاعات الخطوط والى ركود مياه الري في البقع المنخفضة مما يؤدي الى انخفاض نسبة الإنبات وضعف واصفرار النباتات ،بالمثل فإنه في الخطوط المرتفعة يكون نمو النباتات ضعيفاً نتيجة عدم توافر الرطوبة المناسبة ، في كلتا الحالتين يتأثر المحصول وتتدهور صفات البذرة المخصصة للتقاوي ، لذلك تحرث الارض جيداً وتزحف ثم تخطط بمعدل 10- 12 خطاً في القصبتين.
5- التقاوي:
يحتاج الفدان نحو 30 كجم ولا ينصح باستخدام تقاوي غير معتمدة منعاً لانتشار الامراض وتدهور المحصول.
6- التلقيح البكتيري:
يعتبر فول الصويا من المحاصيل البقولية التي تستجيب للتلقيح البكتيري بالعقدين ، تقوم العقد البكتيرية التي تتكون على الجذور بتثبيت آزوت الهواء الجوى لتستفيد به النباتات مما يؤدي الى زيادة محصول البذور وتحسين نوعيته من حيث حجم البذور ومحتواها من البروتين ، بالإضافة إلى توفير كميات كبيرة من الأسمدة الآزوتية تصل الى حوالي 60 كجم آزوت للفدان، تختلف في التربة حوالي 25 كجم/فدان للمحصول التالي.
7- طرق زراعة فول الصويا
يزرع فول الصويا بالطريقة العفير المحسن التي يسبقها رية كدابة أو الخضير (الحراتي).
أما الزراعة بطريقة العفير العادية (بدون الرية الكدابة) فينتج عنها تكون قشرة صلبة على سطح التربة تؤدي إلى كسر البادرة وانخفاض كبير في نسبة الإنبات، بالتالي عدم تحقيق الكثافة النباتية المطلوبة للصنف و انخفاض إنتاجية الفدان.
– الطريقة العفير بعد رية كدابة:
تعطى الأرض رية كدابة وبعد الجفاف المناسب تتم الزراعة على الريشتين في جور على أبعاد 15 سم في حالة التخطيط 10 خطوط في القصبتين أو على أبعاد 20 سم في حالة التخطيط 12 خطاً في القصبتين مع وضع 3-4 بذور فى الجورة ثم الخف على نباتين ، يراعى أن تتم الزراعة في الثلث العلوي من الخط ثم تغطى وتروى الأرض بعد الزراعة مباشرة.
الطريقة الخضير (الحراتي):
تروى الأرض رياً غزيراً وينتظر حتى تجف الجفاف المناسب بحيث يصبح بالتربة نسبة من الرطوبة أعلى مما في حالة زراعة القمح الحراتي ولا يوصى بترك الأرض لتجف أكثر من ذلك منعاً لانخفاض نسبة الإنبات والتكشف.
وتتم الزراعة إما في جور كما ذكر في الطريقة العفير أو بفج الثلث العلوي للريشة العمالة من الخط ثم سرسبة البذور وتغطيتها بالتربة الرطبة مع الضغط الخفيف عليها لمنع تشقق وجفاف التربة فوق البذور وفي حالة جفاف التربة أكثر من اللازم (فوتت) يمكن إعطاء رية خفيفة (تجرية) بعد الزراعة مباشرة.
وفي كلتا طريقتي الزراعة يجب ملاحظة أن تتم الزراعة فى الثلث العلوي من الخط ألا يزيد عمق البذور عن 3سم في حالة الزراعة العفير، 5سم في الزراعة الخضير حيث يؤدي زيادة العمق عن ذلك الى تعذر اختراق البادرات للتربة وتكشفها فوق سطح التربة ويؤدي نقص العمق عن ذلك (زراعة سطحية) إلى انخفاض نسبة الإنبات نتيجة تعرض البذور للجفاف.
يؤدي اتباع التوصيات السابقة الى التأكد من تحقيق العدد الأمثل للنباتات وهو (25) نبات بالمتر الطولي من الخط ، في حالة التخطيط بمعدل (10) خطوط في القصبتين (20) نبات بالمتر الطولي من الخط في حالة التخطيط بمعدل (12) خطاً في القصبتين وذلك للاصناف المنزرعة وبهذه الطريقة تتحقق الكثافة المثلى وهى (140-150 ألف نبات) في الفدان بالنسبة للأصناف المنزرعة 175 -210 ألف نبات الأصناف مبكرة النضج.
– التحميل على محاصيل أخرى:
يتم تحميل فول الصويا على محاصيل صيفية أخرى بهدف إيجاد مساحات غير تقليدية وبالتالي زيادة المساحة المزروعة وزيادة انتاجية وحدة المساحة من فول الصويا وزيادة معدل استغلال الأرض والعائد الاقتصادى.
يمكن تحميل فول الصويا على الذرة الشامية (بيضاء او صفراء) او زراعته بين أشجار الفاكهة حديثة العمر ، كذلك يمكن تحميل فول الصويا على القصب الغرس الربيعى ويحتاج الفدان المحمل بفول الصويا على الذرة الشامية إلى حوالى 20 كجم فول صويا وحوالى 6-8 كجم ذرة شامية عند التحميل بنظام (2 خط ذرة شامية:4 خطوط فول صويا ) للحصول على انتاجيه عاليه من فول الصويا وتتم الزراعة لفول الصويا المحمل قبل زراعة الذرة الشامية بثلاث أسابيع.
8- الخدمة عقب الزراعة:
-الخف:
يتم الخف بعد تكامل التكشف ،ففي حالة الزراعة في جور يترك 2-3 نباتات ، فى الجورة الواحدة حسب المسافات بين الجور ،أما في حالة الزراعة سرسبة فتخف النباتات على مسافة 4-5 سم ، يؤدي التأخير في الخف عن ثلاثة أسابيع بعد الزراعة إلى ظهور الأثر السيء للتنافس بين النباتات وهو استطالة السيقان (سرولتها) وميلها للرقاد وانخفاض المحصول وتدهور صفات البذور.
-الترقيع:
عند الزراعة في المواعيد المناسبة يتم تكشف البادرات عادة بعد (8-10) أيام بالأراضي القديمة وبعد 5-7 أيام بالأراضي الجديدة ،أما إذا صادفت الزراعة جوا بارداً فقد يتأخر التكشف قليلاً.
ويجب الترقيع ببذور من نفس الصنف في موعد غايته أسبوعين من الزراعة في حالة الضرورة فقط.
9- الري:
يعتبر محصول فول الصويا من المحاصيل الحساسة لمياه الري لذلك يجب أن يتم بإحكام وعلى الحامي وتعطى الرايات بالنظام التالي:
– يراعى التبكير برية المحاياه على أن تكون رية خفيفة (تجرية) بعد 10-12 يوماً من الزراعة في الأراضي القديمة وبعد 5- 6 أيام بالأراضى الجديدة لتحسين التكشف وتنشيط تكوين العقد الجذرية على النبات وذلك في طريقتي الزراعة العفير والحراتي.
– يوالى الري بعد ذلك كل 15 يوماً في أراضي الوادي وكل 5-8 ايام في الأراضي الجديدة حسب قوام التربة هذا ويوقف الرى عند بداية نضج المحصول وعلاماته بدء اصفرار الأوراق في الجزء السفلي من النبات وتساقط بعضها وتمام امتلاء القرون وتحول بعضها إلى اللون البني ويكون ذلك قبل الحصاد بثلاثة أسابيع.
– يراعى عدم تعطيش النباتات ولا سيماً في فترتى التزهير والعقد حيث أن تعطيش النباتات يؤدي إلى ضعف نموها وصغر حجم البذور وضمورها وبالتالي قلة المحصول وتدهور صفات البذرة المخصصة للتقاوي.
– يجب تجنب الري الغزير حيث يؤدي الى اصفرار النباتات نتيجة لتعرضها لأمراض أعفان الجذور والذبول وغسيل العناصر الغذائية.
10- التسميد:
أ- يضاف السماد الفوسفاتي قبل الزراعة واثناء تجهيز وخدمة الارض بمعدل 150 كجم سوبر فوسفات الكالسيوم 15٪ فو2أ5، او 60 كيلو جرام سماد سوبر فوسفات مركز (37٪) فو2أ5 بالأراضي القديمة وتزداد هذه الكمية بنسبة 50٪ في الأراضي الجديدة.
ب- تضاف جرعة تنشيطية من السماد الآزوتي مقدارها 15 وحدة آزوت للفدان عند الزراعة أو أمام رية المحاياة بالأراضي القديمة ، تزداد إلى 20 وحدة بالأراضي الجديدة إلى أن يتم الكشف على العقد البكتيرية في عمر 25-30 يوماً من الزراعة ،فإذا وجد على جذر النبات الواحد 8 عقد أو أكثر في المتوسط ذات لون احمر من الداخل يكون التلقيح ناجحاً ولا يضاف أي سماد آزوتي بعد ذلك.
– وأما في حالة عدم تكون العقد البكتيرية الفعالة بالأراضي القديمة تضاف كمية 40 وحدة آزوت أخرى على دفعتين متساويتين قبل الريتين التاليتين وفي الأراضي الجديدة تزداد الكمية الى 80 وحدة تضاف على أربع جرعات متساوية قبل الريات الأربع التالية.
– ينصح بعدم الإسراف في إضافة الأسمدة الآزوتية في حالة زراعة فول الصويا ،عقب محصول البطاطس أو الطماطم أو المحاصيل البقولية الشتوية (الفول – العدس- البرسيم) حيث يؤدي ذلك إلى زيادة النمو الخضري على حساب المحصول وتقليل نشاط العقد البكتيرية.
– ينصح بأضافة 50كجم سلفات بوتاسيوم للفدان أمام الرية الثانية أو الثالثة خاصة في الأراضي الجديدة كما لا ينصح باستخدام سماد اليوريا في الأراضي الرملية والجيرية.
أقرأ أيضا
أهم التوصيات الفنية..لمزارعي محصول فول الصويا خلال شهر مايو
خريطة إنتاج فول الصويا العالمية والمحلية والتوصيات الفنية الواجب مراعاتها
تداعيات التغيرات المناخية على فول الصويا واشتراطات نجاح الري ومكافحة “الاصفرار والأعفان”