التغذية هي تناول الطعام لتلبية إحتياجات الجسم الغذائية وهي تشمل جميع العمليات التي تتعلق بكيفية حصول الكائن الحي على غذائه مما يساعد في دعم الوظائف الحيوية مثل النمو والحركة والحفاظ على الخصائص الطبيعية والكيمائية للجسم فهي ليست مجرد الحصول على الغذاء ولكن ضمان الحصول على تغذية سليمة وجيدة.
والتغذية الجيدة هي نظام غذائي متكامل ومتوازن في العناصر الغذائية المختلفة من كربوهيدرات لتوفير الطاقة اللازمة للنشاط البدني والذهني والبروتين لبناء العضلات والأنسجة والدهون الصحية لضمان الإستفادة من الفيتامينات الذائبة في الدهن والذي يدخل أيضا في تركيب الأغشية الخلوية, خاصة الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميجا-٣ وأميجا-٦.
فهذة الأحماض تلعب دورا هاما في نقل الإشارات العصبية وتسهل التواصل بين الخلايا العصبية, كما تدخل هذة الأحماض الدهنية الأساسية في تخليق الناقلات العصبية- وهي مواد كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية- ونقص هذة الأحماض الدهنية تؤدي إلي إضطرابات في التطور العصبي عند الأطفال, وأخيرا الفيتامينات والمعادن التي تدعم الجهاز المناعي عند الأطفال.
ومن النماذج الجيدة لوجبات صحية للمدارس وجبة متوازنة قد تحتوي على فاكهة أوخضروات وحبوب كاملة مثل الخبز الأسمر ومصدر بروتيني متكامل متمثل في الجبن كامل الدسم أوالبيض كمصدرلبروتين جيد ومتكامل ومصدر للكوليسترول الجيد الذي يدعم الوظائف الإدراكية عند الأطفال فهو يحتوي على الكولين الذي يلعب دورا مهما في تكوين الناقلات العصبية مثل الأستيل كولين, والذي يؤثر على الذاكرة والتعلم عند الأطفال وأيضا للكولين دورهام في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية.
ويراعى عند إعداد الوجبة المدرسية عدم إحتوائها على السكريات أوالدهون المشبعة لتقليل التعرض لمخاطر السمنة على الأطفال وكذلك يؤدي إرتفاعها في الوجبة الغذائية إلى ضعف تدفق الدم في الأوعية الدموية مما يضعف الوظيفة المعرفية لديهم.
وقد يكون التمر واللبن كامل الدسم خيار أخرمن الخيارات الغذائية الصحية الجيدة, حيت يحتوي التمر على العديد من المعادن الهامة كالبوتاسيوم والماغنسيوم والحديد وكذلك بعض الفيتامينات الضرورية مثل حمض الفوليك الذي يدعم الصحة العامة للطفل كما يحتوي التمرعلى نسبة عالية من الكربوهيدرات مما يجعله مصدر جيد للطاقة وكذلك غني بالألياف الذي تدعم صحة الأمعاء والذي تعمل كبريبيوتيك يستخدم من قبل البكتريا النافعة في الأمعاء مما يقلل من خطر الأصابة بالإمساك الشائعة عند الاطفال كما أن التمر غني بمضادات الاكسدة التي تحمي خلايا الجسم من التلف وإقتران تناول التمر مع اللبن الكامل الدسم يجعلة وجبة متكاملة حيث يصبح اللبن مصدر للكالسيوم اللازم لبناء العظام والأسنان وأيضا مصدر للبروتين اللازم لبناء العضلات ويحتوي أيضا على الدهون الصحية التي تدعم صحة الدماغ ويعمل على تطوير الوظائف العقلية كما أن اللبن غني بفيتامين “د” الذي يوجة الكالسيوم لبناء العظام والأسنان ويمنع ترسب الكالسيوم على جدر الشرايين مما قد يحدث ضيق لهذة الشرايين وضعف تدفق الدماء بها مما يؤثر على الذاكرة. كما قد تكون زبدة الفول السوداني مع الخبز الأسمرخيار أخر جيد للوجبة المدرسية حيث إنها تعد مصدر جيد للبروتين والدهون الصحية.
أو قد تكون سناكس غذائية خفيفة مخبوزة وصحية منتجة بإستخدام أسماك غنية بالأوميجا-٣ مثل سمك البساريا حيث تم إنتاج مثل هذة السناكس من قبل باحثين بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية والتي كان لها تقبل جيد وتحتوي على نسبة عالية من البروتين ومصدر للأحماض الدهنية الصحية ومصدرللمعادن مثل الكالسيوم والحديد والزنك والفسفوروالسيلينيوم مع ثبات تأكسدي جيد.
وتبعا لتقريربرنامج الأغذية العالمي لعام ٢٠٢٢م فإن حوالي ٤١٨ مليون طفل يحصلون على الوجبات المدرسية حول العالم, وتتمثل مهمة برنامج الأغذية العالميWFP في دعم الحكومات لضمان حصول جميع الأطفال في المراحل التعليمية المختلفة على وجبات مدرسية تساعدهم على التعلم وتقوي مهارات التذكروالتفكير السليم حيث أن الجوع يؤثرعلى تلك المهارات. فهناك ملايين من الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس وخاصة الفتيات ممن يحرمون من التعليم لأن آسرهم تحتاج إليهن لتساعدهم في عمليات الزراعة والمهام المنزلية, إلى جانب هؤلاء الأطفال الذين تعاني بلادهم من الحروب فيكونوا عرضة للإنقطاع عن المدرسة.
من هنا يتعاون برنامج الأغذية العالمي مع أكثر من ١٠٠ دولة لإنشاء برامج وطنية مستدامة للوجبات المدرسية ويشجع البرنامج ملكية الحكومات الوطنية لهذة البرامج وتشمل المساعدة التقنية وإبتكارنظم جديدة وإختبارها, ويكون مؤداة أن يشجع الأسرعلى تسجيل أبنائهم بالمدارس لضمان حصولهم على الوجبات المدرسية مما يوفر حوالي ١٠٪ من الميزانية التي ترصدها الأسر لتغذية أطفالهم.
وقد نجح ذلك في ٤٨ دولة من المائة دولة التي يشملهم البرنامج, وهذا ينمي من رأس المال البشري والذي هو عبارة عن محصلة صحة السكان ومهاراتهم ومعرفتهم وخبراتهم وعاداتهم. وإستراتيجية برنامج الأغذية العالمي في الفترة ما بين ٢٠٢٠ إلى ٢٠٣٠ هو وضع سياسيات ورؤية للعمل مع الحكومات والشركاء بشكل مشترك للتأكد من إتاحة وجبات ذات جودة عالية للأطفال بالمدارس مصاحبا لمجموعة كبيرة من الخدمات الصحية والغذائية.
بالإضافة إلي دوربرنامج التغذية العالمي لابد أن تقوم الحكومات بربط التغذية المدرسية بإنتاج المزارع المحلية مما يساعد في تحسين النظم الغذائية المحلية مما يضمن إستمرارية مشروع تغذية المدارس وكذلك دعم الزراعة المحلية. إلى جانب ذلك لابد من تدخلات تكميلية وأهمها هو التعليم والتثقيف الغذائي والذي يضمن نشر الوعي والثقافة الغذائية بين أطفال المدارس وأسرهم مما يضمن عدم لجوء هؤلاء الأطفال إلى الأغذية السريعة التي تهدم الهدف الأساسي للتغذية المدرسية, وأيضا تعليم الممارسات الصحية السليمة عند تناول الوجبات المدرسية والطعام بوجه عام وأبسطها غسل اليدين قبل تناول الوجبة المدرسية والحفاظ على الوجبات فى اكياس نظيفة بعيدة عن الملوثات من ذباب أو أتربة حتى يأتي البرنامج التغذوي بأهدافه المرجوة. أيضا من الضروري نشر الوعي الصحي بالنسبة لأنواع حساسية الغذاء والتي أنتشرت بشكل كبير في الأونة الأخيرة فلابد من التعريف بحساسية اللاكتوزوالذي يسببها سكر اللاكتوز في اللبن والذي من السهل تجنبها إذا ما قام الطفل بتناول الزبادي كبديل آمن للبن, وأيضا حساسية القمح وما تسببة من تلف لخلايا الأمعاء وأن البديل الآمن هو تجنب تناول الأغذية المحتوية على الجلوتين الموجود في القمح بإستبدال القمح بالأرز أو الحمص كبديل رخيص وآمن للخبز وأن يتم تعليم طالب المدرسة كيفية قراءة مكونات الغذاء المكتوبة على عبوة الغذاء لتلافي تناول مكون يسبب له نوع من أنواع حساسية الغذاء, قد يكون هذا المكون هو الجلوتين أو الفول الصويا أو المكسرات.
إعداد
د. رحاب عبد السلام مصطفى
باحث اول بقسم الاغذية الخاصة والتغذية
معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية
اقرأ أيضا
اشتراطات وخطة مكافحة “الدودة القارضة” على محصول الفراولة
محصول المانجو.. خطة التعامل مع “التزهير المبكر” واشتراطات “التطهير والرش الحشري”
قواعد تحجيم الموالح وعلاقتها بعملية التقليم وحقيقة استخدام الهرمونات
لا يفوتك
دور الارشاد الزراعي في مواجهة التحديات وزيادة الانتاجية الزراعية