الزبيب هو العنب المجفف وينتج في مناطق كثيرة من العالم، مثل فلسطين الأردن والولايات المتحدة وأستراليا وتشيلي والأرجنتين والمكسيك واليونان وتركيا وسوريا وإيران وتوغو وجامايكا وجنوب أفريقيا.
يختار الزبيب من أنواع العنب ذي السكر العالي واللب المتماسك من ذوي البذر أو من العنب السلطاني عديم البذر، ويعتبر العنب الأبيض بأنواعه المختلفة من أفضل أنواع العنب الصالحة لصنع الزبيب، لكونه يمتاز بقشرته الرقيقة ونكهته الجميلة. تشكل السكريات 90% من وزن الزبيب، ويجفف العنب في الشمس أو في الظل بطرق خاصة فيصبح زبيباً.
في المملكة المتحدة وأيرلندا ونيوزيلندا وأستراليا، تُخصص كلمة «زبيب» (raisin) للإشارة إلى العنب الكبير المجفف داكن اللون، بينما تُستخدم كلمة “سلطاني” (Sultana) للإشارة إلى العنب المجفف ذهبي اللون، أما كلمة «كشمش» (currant) فتستخدم للإشارة إلى عنب الكورنث الاسود المجفف عديم البدو الصغير.
كما كان استخدام الزبيب منتشر في مناطق الشرق الأوسط منذ القدم، إذ كان يستخدم كعملة نقدية ومكافأة في المسابقات الرياضية، إضافةً لذلك فقد كان يستخدم في حالات التسمم الغذائي.
إنتاج الزبيب
بلغ الإنتاج العالمي من الزبيب في عام 2016 حوالي 1.2 مليون طن متري، حيث جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بنسبة 24٪ من الإنتاج العالمي.
أنواع الزبيب
تعتمد أصناف الزبيب على نوع العنب المستخدم وهو يُصنع بأحجام وألوان متنوعة تشمل الأخضر والأسود والبني والأزرق والأرجواني والأصفر.
الزبيب العادي: وهو المعروف والمأخوذ من العنب الأبيض وهو من أفضل أنواع العنب الصالحة لصنع الزبيب.
زبيب الطعام: أما زبيب الطهي فيؤخذ من أصناف العنب الأقل جودة، ويعامل بماء الرماد والكبريت قبل التجفيف
الزبيب البناتي: وهو أعناب صغيرة مجففة، تصنع من صنف ينمو في اليونان منذ سنة 75 بعد الميلاد.
وهناك أنواع أخرى حسب المنشأ: 1/ الزبيب الإيراني. 2/ الزبيب الأمريكي. 3/ الزبيب الشيلي.
القيمة الغذائية
- يحتوي الزبيب على العديد من العناصر الغذائية ما يجعله يمثل وجبة خفيفة متكاملة حيث يحتوي الزبيب على سكريات تصل إلى حوالي 72% من وزنه، ومعظمها من الفركتوز والجلوكوز. يحتوي أيضاً على حوالي 3% بروتين و3.7% – 6.8% ألياف غذائية. كذلك العناصر المعدنية مثل: الحديد، والبوتاسيوم، والنحاس، والمنجنيز والبورون، والفيتامينات مثل فيتامين ب6.
- الزبيب مثل البرقوق المجفف والمشمش المجفف غني ببعض مضادات الأكسدة، ولكنه يحتوي على نسبة أقل من فيتامين سي مقارنة بالعنب الطازج. الزبيب يحتوي على كمية منخفضة من الصوديوم ولا يحتوي على الكولسترول.
تشير البيانات المقدمة في الدورة العلمية السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب الحادية والستين في عام 2012 إلى أنه عند الأفراد الذين يعانون من ارتفاع طفيف في ضغط الدم، قد يؤدي الاستهلاك الروتيني للزبيب (ثلاث مرات في اليوم) إلى خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ، مقارنةً بتناول أنواع أخرى شائعة من الوجبات الخفيفة.
المحتوى السكري
الزبيب حلو بسبب تركيزه العالي من السكريات (حوالي 30٪ من وزنه فركتوز و28٪ جلوكوز). يمكن أن تتبلور السكريات داخل الفاكهة عند تخزينها بعد فترة طويلة، مما يجعل الزبيب الجاف رملي القوام، لكن هذا لا يؤثر على قابليته للاستخدام. يمكن إذابة حبيبات السكر عن طريق سلق الفاكهة في ماء ساخن أو سوائل أخرى بشكل سريع.
فوائد الزبيب المجفف
يوجد العديد من فوائد الزبيب المجفف منها ما يلي:
الحفاظ على صحة القلب:
تشير العديد من الأدلة أن الزبيب يساعد على الحفاظ على صحة القلب، إذ يعمل على التخفيض من مستويات الكولسترول الضار، كما يقلل من مستويات السكر في الدم.
كما يعد الزبيب من الأطعمة التي تحتوي على كميات منخفضة من الصوديوم وعالية من .البوتاسيوم، الأمر الذي يجعله مهم في الحفاظ على صحة القلب
الحفاظ على صحة الأسنان واللثة:
أظهرت الدراسات أن الزبيب يحتوي على مواد كيميائية نباتية يمكن أن تعزز صحة الأسنان واللثة. المواد الكيميائية النباتية الموجودة في الزبيب، بما في ذلك حمض اللينوليك، وحمض اللينولينيك تساهم في محاربة البكتيريا في الفم وتحافظ على صحة الأسنان. لذا يمكن تناول الزبيب بدلاً من الأطعمة الخفيفة السكرية للحافظ على ابتسامة صحية.
التخفيف من الإمساك وتحسين وظيفة القولون:
يحتوي نصف كوب من الزبيب على 2.7 جم من الألياف، أو ما يقارب من 6 إلى 12% من الاحتياجات اليومية، حسب العمر والجنس.
محتوى الزبيب من الألياف غير الذائبة في الماء التي تعمل على امتصاص السوائل من الجسم وتليين وزيادة حجم الكتلة البرازية مما يسهل التخلص منها وبالتالي حل مشكلة الإمساك.
إضافة لذلك فإن الزبيب المجفف يعمل على إزالة السموم من الجهاز الهضمي، وبالتالي منع حدوث أية أمراض معوية أو نمو بكتيري.
التخفيف من حموضة المعدة:
يحتوي الزبيب المجفف على كميات جيدة من المغنيسيوم والبوتاسيوم التي يعد كل منهما مضاد طبيعي للحموضة.
منع فقر الدم والأرق:
يحتوي الزبيب المجفف على كميات جيدة من الحديد وفيتامين ب، اللذان يدخلان بشكل أساسي في تصنيع خلايا الدم الحمراء، فنصف كوب من الزبيب يحتوي على 1.4 ملليغرام من الحديد، وهو ما يشكل حوالي 7 % من الاحتياج اليومي الموصي به لمعظم الإناث البالغات، و 17 % للرجال البالغين.
يعد الأرق أحد أعراض فقر الدم، وبالتالي فإن تناول بعض الزبيب المجفف الغني بالحديد سيضمن ليلة نوم هادئة.
التخفيف من الحمى:
-نظرا لاحتواء الزبيب المجفف على كميات جيدة من المواد الفينولية ومضادات الأكسدة، فإنها تعمل على محاربة أية عدوى بكتيرية أو فيروسية قد تسبب الحمى.
تعزيز طاقة الجسم:
يعد الزبيب المجفف من المواد التي تمد الجسم بالطاقة بشكل سريع وذلك لاحتوائها على كميات جيدة من السكريات (نصف كوب من الزبيب يحتوي حوالي 216 سعرة حرارية)، إضافة لذلك فإنه يساعد على امتصاص الأغذية الأخرى التي تحتوي على البروتينات.
غالبًا ما يُنصح بالزبيب كوجبة خفيفة للتحكم في الوزن لأنه يساعد في التحكم في الجلوكوز، وحسن أداء الجهاز الهضمي وتنظيم ضغط الدم.
الحفاظ على مستويات ضغط الدم الطبيعية:
يحتوي الزبيب المجفف على كميات جيدة من البوتاسيوم التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وبالتالي الحفاظ على مستويات الضغط في الجسم.
تعزيز مناعة الجسم:
يحتوي الزبيب المجفف على كميات جيدة من مضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة الجذور الحرة، كما تحتوي على بعض الخصائص المضادة للجراثيم الأمر الذي يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المختلفة.
الوقاية من هشاشة العظام:
كل نصف كوب من الزبيب يحوي حوالي 36 ملليغرام من الكالسيوم. وهذا ما يقارب 5 % من الاحتياجات اليومية.
الكالسيوم ضروري للعظام والأسنان السليمة والقوية. لذا فقد تنصح المرأة بعد انقطاع الطمث، بتناول الزبيب كوجبة خفيفة غنية بالكالسيوم الذي يساعد على منع تطور هشاشة العظام الذي قد تكون معرضة له.
– يحتوي الزبيب على كمية عالية من البورون حيث يحتوي المئة جرام منه على 3,2مللجم من البورون الذي يعمل مع فيتامين (د) والكالسيوم للحفاظ على صحة العظام والمفاصل والوقاية من هشاشة العظام.
التخفيف من التهابات المفاصل:
يعمل الزبيب على التخفيف من التهابات المفاصل، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تقلل من الالتهابات.
الأثار الجانبية لتناول الزبيب المجفف:
بشكل عام يعد تناول الزبيب المجفف آمن لمعظم الأشخاص، إلا أنه قد يسبب تناوله بكميات كبيرة حدوث العديد من الآثار الجانبية مثل:
- الزيادة في الوزن: على الرغم من أن الزبيب المجفف يساعد على تخفيف الوزن، إلا أنه عند تناوله بكميات كبيرة فإنه سيسهم في زيادة غير مرغوب فيها في الوزن، وذلك بسبب احتوائه على كميات كبيرة من السكريات.
- عسر الهضم: وذلك لاحتواء الزبيب على الألياف الغذائية التي يسبب تناول الكثير منها ظهور بعض وبعض الأعراض المزعجة، مثل: صعوبة الهضم، وانتفاخ البطن. التشنجات
- السرطان: يرجع ذلك بسبب استخدام المبيدات الحشرية في رش العنب، وتعقيم مخازن الزبيب بالمواد الكيميائية لمنع نمو الحشرات في المنطقة.
- يسبب ذلك تناول بعض الكميات من المبيدات الحشرية التي قد يسبب بعضها نمو بعض أنواع السرطانات في الجسم، لذلك ينصح عادةً بتناول الزبيب العضوي، إذ لا يستخدم فيه عادة أية مبيدات حشرية.
تجفيف العنب وإنتاج الزبيب:
يعتبر الزبيب من المنتجات المجففة الشائعة ويتم الحصول عليه بتجفيف أنواع معينه من العنب تتميز بارتفاع نسبة المواد الصلبة الذائبة وقوة الغلاف الخارجي سواء باستخدام التجفيف الشمسي أو الصناعي وحسب المواصفات القياسية المصرية يعرف الزبيب بأنه ناتج تجفيف واحد أو أكثر من أصناف العنب الطازج عديم البذور أو التي تحتوي على البذور والتي تصلح للتجفيف.
وبالنسبة للعنب المعد للتجفيف تشترط المواصفات القياسية المصرية الاشتراطات العامة التالية:
- أن تكون حبات عناقيد العنب المعد للتجفيف من صنف الطومسون عديم البذور (العنب البناتي) أو المسكات والبذور أو غيرهما.
- أن تكون سليمة تامة النضج ذات قوة حفظ طبيعية.
- أن تكون خالية من الحشرات وأطوارها المختلفة.
خطوات تجفيف العنب:
- جني المحصول عند تمام النضج حيث تصل نسبة المواد الصلبة الذائبة ومركبات النكهة إلي أقصاها.
- غمر عناقيد العنب في محلول ساخن من الصودا الكاوية تركيزه 5,% لمدة ثواني وذللك للتخلص من الطبقة الشمعية التي تغطي حبات العنب حتي تسهل عملية تبخير الماء أثناء التجفيف.
- تغسل عناقيد العنب بالماء البارد حتى يتم إزالة أثار القلوي تماما.
- تجري عملية الكبرته بالغمر في أحد محاليل حامض الكبريتوز بحيث تصل نسبة ثاني أكسيد الكبريت إلى 800 – 1500 جزء في المليون في المنتج النهائي حتى يمكن الحصول على زبيب لونه فاتح ومرغوب.
- تفرد العناقيد على صواني خشبية وتوضع في مكان مشمس لمدة 5 – 15 يوم مع التقليب ثم تكمل عملية التجفيف في الظل حيث ترص الصواني فوق بعضها وتترك حتى يتم استوائها وتنتهي عملية التجفيف عندما تصل نسبة الرطوبة في الزبيب إلى 15 – 18 % وفي حالة استخدام التجفيف الصناعي ترص عناقيد العنب بعد إجراء عملية الكبرته علي صواني خاصة وتوضع في المجفف ذي الأنفاق علي درجة حرارة 155 – 165 ْف وتستغرق عملية التجفيف حوالي 20 – 25 ساعة.
- بعد انتهاء عملية التجفيف ترص العناقيد في صناديق وتكبس جيدا مع مراعاة عدم تكسرها حتي يسهل إزالتها بعد ذلك وتترك لمدة 2 -3 أسابيع حتي يتم تتجانس الرطوبة ودرجة الحلاوة في الزبيب ثم يفصل الزبيب من العناقيد يدويا أو آليا باستخدام ماكينات خاصة.
- يعبأ الزبيب الناتج في عبوات مناسبة تحافظ على الخواص المميزة للمنتج ويوضع عليها البيانات التي تحددها المواصفات القياسية المصرية.
إعداد
د/ حسناء محمود أبوطالب
باحث أول بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية –
معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية -مركز البحوث الزراعية
اقرأ أيضا:
حقيقة فرض رسوم جبرية على مصدري الفراولة المجمدة
الزراعة: الإقليمي للأغذية والأعلاف يجري تجارب جديدة على خامات للأعلاف غير التقليدية
لمزارعي محاصيل الأعلاف الخضراء .. إليكم نشرة توصيات شهر أبريل
