أكد الدكتور أحمد خورشيد، مؤسس معهد تكنولوجيا الأغذية، أن تعليمه كان بالكامل في المدارس والجامعات الحكومية، بدءًا من المرحلة الابتدائية حتى حصوله على درجة الدكتوراه.
وأوضح أن التعليم في زمانه لم يكن يتطلب دروسًا خصوصية، حيث كان الطلاب يتعلمون بشكل طبيعي في المدارس.
وأشار إلى أنه تلقى عروضًا كثيرة من جامعات خاصة للعمل بها، لكنه فضّل الاستمرار في المؤسسات الحكومية، حيث تم ترشيحه للعودة إلى مركز البحوث والعمل في مجاله المتخصص، وهو الغذاء وصناعة الخبز.
التحصيل العلمي والطموح الأكاديمي
يتذكر الدكتور خورشيد تفاصيل رحلته التعليمية، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة في عام 1962، ثم التحق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وحصل على البكالوريوس بتقدير “جيد جدًا مع مرتبة الشرف”.
ولفت إلى أن نظام التقديرات في ذلك الوقت لم يكن يتضمن تقدير “امتياز”، نظرًا لصعوبة الحصول على درجات عالية.
وأكد أنه كان متفوقًا منذ صغره، وكان مرشحًا لدخول كلية الطب، لكنه وجد نفسه أكثر ميلًا للزراعة، حيث رأى فيها “الحياة” والمستقبل الذي يستطيع أن يخدم به المجتمع.
تأثير البيئة الأسرية على مسيرته العلمية
نشأ خورشيد في أسرة تقدر التعليم وتعتمد على الأخلاق والعمل الجاد كان والده موظفًا في وزارة الأشغال، وهو ما وفر للأسرة حياة كريمة بمرتبه، إلى جانب امتلاكهم لأرض زراعية كانت تدر عليهم دخلًا إضافيًا.
كد أن والده كان حريصًا على غرس القيم الأخلاقية في أبنائه، حيث تعلم منه قيمة الأمانة والكرامة، وكان دائمًا يوصيهم بأن “الرزق الحلال هو الأهم”.
كان الدكتور خورشيد واحدًا من بين أربعة إخوة، جميعهم حصلوا على تعليم عالٍ ووظائف مرموقة، حيث عمل أحد إخوته أستاذًا بجامعة عين شمس، بينما كانت شقيقته مديرة مدرسة مشيرٕا إلى أن والده كان يفرح بنجاح أبنائه، وكان يعتبر تفوقهم الدراسي إنجازًا عائليًا مشتركًا.
القيم الأخلاقية والتمسك بالرزق الحلال
٣يسترجع الدكتور خورشيد أحد المواقف التي تعكس مدى التزامه بالقيم الأخلاقية التي تربى عليها، حيث يروي أنه أثناء التسوق في أحد المتاجر الكبرى، اكتشف أن المحاسبة قد سجلت له فرخة واحدة على الفاتورة بدلًا من فرختين. بدلاً من الاحتفاظ بها دون دفع، عاد إلى المتجر وقدم ثمن الفرخة الثانية، رغم استغراب العاملين هناك من تصرفه.
يؤكد خورشيد أن هذا السلوك نابع من قناعته العميقة بأن الرزق يجب أن يكون حلالًا 100%، وهو مبدأ تعلمه من والديه. كما يستشهد بآية قرآنية تعكس هذا الإيمان العميق: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب”، موضحًا أن الإنسان عندما يسير على الطريق الصحيح، فإن الله يفتح له أبواب الرزق من حيث لا يتوقع.
التعليم المجاني والمنح الدراسية
يشير الدكتور خورشيد إلى أن التعليم في زمانه كان شبه مجاني، حيث لم تكن هناك تكاليف كبيرة باستثناء شراء الكتب والأدوات الدراسية. كما يوضح أنه حصل على “منحة التفوق” أثناء دراسته الجامعية، وهي مكافأة مالية شهرية كانت تُمنح للطلاب المتفوقين، وكانت قيمتها تتراوح بين ٦ذا قيمة كبيرة حينها.
الختام: رسالة حول الأمانة والعمل الجاد
في نهاية حديثه، يشدد الدكتور خورشيد على أهمية الالتزام بالقيم الأخلاقية في العمل والحياة، مشيرًا إلى أن الأمانة والجدية في العمل هما أساس النجاح. كما يؤكد أن الإنسان عندما يضع مخافة الله نصب عينيه، فإنه سيجد البركة والرزق في حياته دون الحاجة إلى البحث عن طرق غير مشروعة.