بعد الحديث عن نشأته وتعليمه، تطرق الدكتور أحمد خورشيد إلى أسرته الصغيرة، موضحًا أنه لديه ولد وبنت. وأشار إلى أن ابنه مهتم بمجال الزراعة، لكنه يفضل الابتكار والتوجه نحو المشروعات غير التقليدية التي تُحدث تأثيرًا وتحقق شهرة.
ثم انتقل الحديث إلى دوره كمؤسس ومدير لمعهد تكنولوجيا الأغذية، وهو معهد تابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة.
أوضح خورشيد أنه قبل تأسيس المعهد لم يكن هناك كيان بحثي متخصص بهذا الشكل، بل كانت هناك فقط بعض الأنشطة المتعلقة بالحبوب. ومع تطور العمل، تم إنشاء قسم متخصص في أبحاث الخبز، وهو ما شكّل البداية الفعلية للمعهد.
تطوير معهد تكنولوجيا الأغذية وتحقيق العالمية
مع مرور الوقت، توسع المعهد ليشمل عدة أقسام متخصصة، منها أبحاث الألبان، اللحوم، الأغذية الخاصة، وهندسة التصنيع الغذائي.
وأكد الدكتور خورشيد أن هذا التطور منح المعهد سمعة دولية، حيث أصبح له تأثير محلي وإقليمي، وتم تنظيم مؤتمرات دولية بالتعاون مع الدول العربية.
أشار إلى أن العديد من خريجي المعهد التحقوا بمؤسسات مهمة مثل وزارة التموين وهيئة السلع التموينية، مما يعكس نجاح المعهد في تخريج كوادر مؤهلة.
واستكمالًا للحديث عن الأهمية الاستراتيجية للمعهد، ركّز الدكتور خورشيد على دور الخبز في حياة المصريين، مشيرًا إلى أن مصر ربما تكون الدولة الوحيدة التي تطلق عليه اسم “العيش”، في إشارة إلى كونه عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية.
رحلة الدكتوراه والعمل في الخارج
أوضح الدكتور خورشيد أنه بدأ العمل على مشروع تأسيس معهد تكنولوجيا الأغذية بعد عودته من بعثته للحصول على الدكتوراه، والتي تمت خلال فترة الثمانينات أو التسعينات، بدعم من الدكتور يوسف والي، وزير الزراعة آنذاك.
وأشاد والي بجهوده وساهم في توفير الدعم اللازم لإنشاء المعهد، مؤكدًا على أهمية البحث العلمي في تطوير قطاع الأغذية.
كما تحدث عن تجربته كمستشار زراعي لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2000.
وخلال فترة عمله بالخارج، أتقن عدة لغات، منها الإنجليزية، الروسية، والإسبانية، مما ساعده على التفاعل مع مختلف المؤسسات البحثية حول العالم.
البعثات الخارجية والبحث عن المعرفة
تحدث الدكتور خورشيد عن الفرص التي أتيحت له خلال دراسته، حيث تلقى عروضًا من جامعات أمريكية، لكنه اختار متابعة دراسته في الاتحاد السوفيتي، بعد أن قامت الدولة المصرية بترشيحه وتحملت جميع التكاليف.
وأوضح أن هناك فترات كانت فيها البعثات تتجه نحو الغرب، ثم تحولت نحو الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية خلال حقبة الرئيس جمال عبد الناصر.
أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي، تلقى عرضًا للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه قرر استكمال دراسته أولًا. وأوضح أنه كان يُعد تقارير عن الدول التي يزورها، متضمنة معلومات عن مزاياها الزراعية، وكيف يمكن لمصر الاستفادة منها.
تطبيق مفهوم “الميزة النسبية” في الزراعة
أحد المفاهيم التي شدد عليها الدكتور خورشيد هو “الميزة النسبية”، والتي تعني التركيز على المجالات التي تمتلك فيها مصر تفوقًا طبيعيًا أو اقتصاديًا، مثل المناخ، نوعية التربة، أو العمالة الماهرة.
وأكد أن هذا المفهوم يجب أن يُطبَّق بقوة في مصر لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
كجزء من استكشافه للميزات الزراعية حول العالم، تحدث عن زيارة قام بها إلى إحدى القرى في جنوب الاتحاد السوفيتي، حيث لاحظ أنهم يستخدمون نباتًا محليًا لتحلية الشاي بدلًا من السكر، والذي تبين لاحقًا أنه نبات “الاستيفيا”، وهو مُحلي طبيعي موطنه الأصلي أمريكا اللاتينية.
أدرك على الفور أهمية هذا النبات، وقرر التواصل مع المسؤولين في مصر لدراسة إمكانية زراعته محليًا، نظرًا لتوافق ظروفه المناخية مع المناخ المصري.
البحث عن الابتكار والاستفادة من التجارب العالمية
اختتم الدكتور خورشيد حديثه بالتأكيد على أهمية البحث عن الابتكار والتعلم من تجارب الدول الأخرى.
وأشار إلى أن رحلاته العلمية لم تكن مجرد بعثات دراسية، بل كانت فرصًا لاكتشاف أفكار جديدة يمكن تطبيقها في مصر.
وشدد على أن نجاح أي قطاع يعتمد على تطوير الأبحاث والاستفادة من الخبرات العالمية، وهو ما كان يسعى إليه طوال مسيرته الأكاديمية والمهنية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
كاميرا الفرسان تلتقي مع مؤسس معهد تكنولوجيا الأغذية
شاهد أيضًا..
موضوعات ذات صلة..
د.محمد الجارحي: جمعت بين الزراعة والطب البيطري وساهمت في مشروع بدائل الألبان
موضوعات قد تهمك..
الطيور المحمية ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي
الأسمدة الحيوية.. اشتراطات نجاحها وفوائد رش “الطحالب الخضراء” و”سيليكات البوتاسيوم”