المعمل المركزي للمبيدات له دور فاعل في تطوير وسلامة المنظومة الزراعية، وتسجيل وإقرار ومراجعة المركبات الكيميائية المطروحة في الأسواق أو التي يتم استيرادها من الخارج، وهي المسألة التي تخضع لاشتراطات ومعايير صارمة، وهي النقاط التي تطرقت إليها الدكتورة هالة أبو يوسف – وكيل المعمل المركزي للمبيدات، وكيل اللجنة الإعلامية بمركز البحوث الزراعية – متناولةً إياها بالشرح والتحليل خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
المعمل المركزي للمبيدات
نبذة تاريخية
في البداية تحدثت الدكتورة هالة أبو يوسف عن سبب إنشاء المعمل المركزي للمبيدات موضحةً أنه جاء تفعيلًا للاتفاقية المبرمة بين وزارة الزراعة ومنظمة الفاو العالمية، والموقعة منذ عام 1959، ما يوضح حجم الاهتمام بهذا الملف.
وأوضحت أن الافتتاح الرسمي لمقر المعمل المركزي للمبيدات تم فعليًا عام 1970، ليضم تحت مظلته 10 أقسام متخصصة تتعامل مع هذا الملف، بداية من وضع المبيد داخل عبوات التعبئة، ومرورًا بطرق الاستخدام الصحيحة للمبيد، وانتهاءًا بتداولها ومتبقياتها وسبل التعامل مع الراكد منها.
أدوار ومهام المعمل
تطرقت “أبو يوسف” إلى دور المعمل المركزي للمبيدات، موضحةً أنه يبدأ بتسجيل المبيد، قبل الدخول للأسواق المصرية، تماشيًا مع القواعد الصارمة، التي وضعتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية، فيما يخص آليات التعامل مع هذا الملف.
ونوهت عن أبرز الاشتراطات التي وضعتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية، والتي تقضي بتجريب المبيد المراد تسجيله لمدة عامين كاملين على كل آفة، موضحةً أنه إذا كان المبيد متخصص في آفتين، فمعنى هذا أنه يتوجب حصوله على تسجيلين منفصلين، وذلك لضمان سلامة وجودة المبيد، وتقليل الفاقد من المحصول.
وبررت “أبو يوسف” أهمية المبيدات، موضحةً أنها تتبدى بالنظر لحجم الخسارة الاقتصادية والفاقد من المحصول حال وقوع الإصابة، والتي تتراوح بين 30 إلى 40%، وهو رقم مقلق ويستدعي مزيدًا من الوعي، والاهتمام بسبل وقواعد تطبيق إجراءات مكافحة الآفات الزراعية.
تجارب واختبارات ما قبل التسجيل
أكدت أن التجارب التي تخضع لها على المبيدات قبل تسجيلها، تتم كتجارب “حقلية” داخل المعاهد والمعامل المركزية المتخصصة، فيما يخضع المبيد نفسه للتحليل، للتأكد من مطابقة نسبة المادة الفعالة الموجودة فيه، مع ما يوجد داخل العبوات التي سيتم طرحها.
ولفتت إلى محور آخر يتم النظر إليه بعين الاهتمام، عند تحليل المبيدات قبل تسجيلها، ألا وهو الخواص الطبيعية، موضحةً أن المبيدات يتم إنتاجها بصور مختلفة “سائلة، بودر، حبيبات”، لكل منها مواصفاته المختلفة، التي تضعها منظمات عالمية متخصصة، مثل الفاو والـ”WHO”، ما يحتم ضرورة التأكد من مدى مطابقة هذه المواصفات “الكيميائية والطبيعية”.
وأشارت “أبو يوسف” إلى استمرار دور المعمل المركزي للمبيدات بعد التسجيل، موضحةً أن لكل مبيد بصمة خاصة به وحده، وهي البصمة التي يتم مطابقة كل رسالة استيرادية بناءًا عليها، للتأكد من خواصه وصفاته الكيميائية والطبيعية، وعدم تجاوزه لنسب الشوائب المسموحة، التي أقرتها المنظمات العالمية.
اختبارات السمية الحادة والبيئية
أكدت أن دور المعمل المركزي للمبيدات لا يتوقف عند هذا الحد، موضحةً أنه يمتد لإجراء الدراسات الخاصة “السمية الحادة للمبيد”، للوقوف على مدى شدة سمية المبيد، والتي توضع على أساسها بعض المحاذير، حيث يتم تجريبها على “الفئران”، فيما يتم الإعلان عن نتائجها خلال 24 ساعة.
وأشارت إلى أن الأمر عينه يتم للتأكد من مدى “السمية البيئية”، موضحةً أن هذا المعيار يأتي في مقدمة أولويات واهتمامات المعمل المركزي للمبيدات، ويسبق في أهميته مدى فاعلية المبيد، حيث يتم دراسة درجة سمية المبيد على الثدييات والكائنات غير المستهدفة، مثل الأسماك والنحل ودودة الأرض النافعة.
فترة ما قبل الحصاد
استطردت شرحها لمهام المعمل المركزي للمبيدات، موضحةً أنه يهتم أيضًا بفترة ما قبل الحصاد، وهي المعلومة التي يتم تدوينها على كل عبوة، وتجدد مرة كل 6 سنوات، فيما يتم تجديد تسجيل المبيد مرة كل 3 سنوات، بالنظر إلى الاعتبارات البيئية التي تتأثر وتؤثر في هذه المعادلة وفي مقدمتها “التغيرات المناخية”.
الاستخدام في بلد المنشأ
لفتت “أبو يوسف” إلى أهم الاشتراطات التي يتم النظر إليها قبل تسجيل أي مبيد، ألا وهو أن يكون هذا المركب الكيميائي بذات صفاته وخواصه مستخدمًا في بلد المنشأ، وهي واحدة من النقاط التي يتم تقديمها ضمن ملف ضخم، يشمل كافة البيانات الخاصة به، كالمادة الفعالة، ونسبة السمية “الحادة والبيئية”، وهي المرجعيات التي يتم الاستناد إليها في كافة المنظمات العالمية التي يتعامل مع المعمل المركزي للمبيدات.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
بدون استخدام المبيدات.. تخزين القمح بطريقة “الجو المحكم محدد العوامل الغازية”
مكافحة الحشائش.. التوقيت الأمثل لتنفيذها واشتراطات نجاح “العزيق”