المخلفات الزراعية واستراتيجيات وتقنيات تعظيم الاستفادة المتحققة منها، ورفع درجة وعي المزارعين بسبل استخدامها كقيمة مضافة تقلل من تكاليف مدخلات الإنتاج، وتعظم في الوقت عينه حجم الإنتاجية والربحية الاقتصادية المتوقعة، كانت ضمن أبرز الملفات التي تطرق إليها الدكتور فوزي محمد أبو دنيا، المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، ورئيس قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية الأسبق – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
استخدام المخلفات الزراعية في تحسين الأعلاف وتغذية الحيوان
في البداية أوضح الدكتور فوزي محمد أبو دنيا أن المخلفات الزراعية المتنوعة مثل كسر الفول وكسر الأرز والبطاطا والبطاطس، يمكن أن تستخدم كبديل فعال للذرة المستوردة من الخارج، ما يسهم في توفير العملة الصعبة، ويعود بالنفع على القطاع الريفي الذي يمثل حوالي 79% من سكان مصر، مشيرًا إلى أن نحو 80 إلى 90% من إجمالي الثروة الحيوانية في مصر مملوكة لصغار المزارعين، ما يعني أن الاتجاه صوب استغلال وتحسين استخدام المخلفات الزراعية، يعزز فرص وإمكانية تقليل حد الاعتماد على الأعلاف المركزة المستوردة، ويضاعف إنتاجية الحيوانات.
وأوضح “أبو دنيا” أن الحيوانات المحلية متأقلمة على الظروف البيئية التي تعيش فيها، وأنواع الأعلاف المتاحة في الريف المصري، ما يجعلها أكثر كفاءة عند استخدام المخلفات الزراعية كأعلاف، مشيرًا إلى فوائد التحسين الوراثي والذي يسهم في زيادة معدلات إنتاجية الألبان واللحوم، لافتًا إلى إنتاجية الأبقار المصرية التي كانت تتراوح فيما مضى بين 10 إلى 15 كيلو من اللبن يوميًا، وهو الرقم الذي انخفض بسبب الاعتماد على استراتيدجيات تغذية غير سليمة، وموضحًا أن برامج التحسين الوراثي للحيوانات مثل الفريزيان في أوروبا، أدت إلى مضاعفة حدود إنتاجيتها من الألبان، لتصل بعض السلالات إلى 30 و40 كيلو يوميًا.
دور تحسين الوراثة وزيادة إنتاجية الحيوانات
لفت المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، إلى أهمية تحسين الوراثة للحيوانات المحلية لتعظيم الاستفادة منها في الإنتاج الحيواني، مشيرًا إلى أن برامج التحسين الوراثي التي تم تطبيقها في الدول الغربية، مثل أمريكا وأوروبا، ساهمت في رفع كفاءة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها، سواء في الألبان أو اللحوم، مع تقليل عدد الحيوانات التي تحتاج إلى الرعاية، وهو الإجراء الذي لا يعود بالنفع على المستوى القومي فقط من حيث زيادة معدلات الإنتاجية المتوقعة، وإنما يتواصل ويمتد إلى تحسين المستوى الاجتماعي للمزارعين وأسرهم، وهو المردود الذي يتسع صداه وينعكس بالتبعية على مستوى تعليم أبنائهم وتلبية احتياجاتهم المعيشية.
تقليل الهدر في الأعلاف وتحسين كفاءة استخدامها
أشار “أبو دنيا” إلى واحدة من أهم المشكلات التي يواجهها المزارعون، والمتمثلة في ارتفاع نسبة الهدر والفقد من الأعلاف، خاصة عند استخدام الأعلاف الخضراء مثل عيدان الذرة، مؤكدًا أن نحو 80% من العلف معرض للهدر والفقد إذا لم يتم تقطيعه بالشكل الصحيح، شريطة توافر مكائن صغيرة بسيطة يمكن استخدامها لتقطيع الأعلاف، بطريقة تقلل من نسبة واحتمالات الهدر إلى أقل من 2%، مضيفًا أن مزارعي بعض المحافظات مثل المنوفية، بدأوا بالفعل باستخدام هذه الآلات، ما ساهم في تحسين كفاءة استخدام الأعلاف.
التحديات في تقديم الأعلاف الجافة والخضراء
وأكد المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني أن تقديم الأعلاف الجافة والخضراء بشكل غير مناسب قد يؤدي إلى هدر كبير، حيث قد يقوم الحيوان بإلقاء العلف تحت قدميه مما يجعله ملوثًا وغير قابل للاستخدام، مشيرًا إلى أن الحيوانات غالبًا ما ترفض تناول الأعلاف الملوثة، ما يؤدي إلى فقدان جزء كبير منها، مشددًا على أن الحل يكمن في تقطيع الأعلاف الخضراء والجافة باستخدام الآلات المتاحة، ما يسهم في تقليل الفاقد وزيادة الكفاءة.
وقدم رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات الزراعية الأسبق حزمة من النصائح الفنية، موكدًا أن استخدام الأعلاف الخضراء والجافة مثل “الدينيبة” و”السورجام”، مشيرًا إلى أن الاعتماد على هذه الأنواع من الأعلاف، يتيح المرونة الكافية وحلولًا مستدامة للمزارعين، في مواجهة التحديات المناخية والتغيرات الموسمية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
إعادة تدوير المتبقيات الزراعية واستراتيجيات مضاعفة القيمة الاقتصادية
بدائل الأعلاف.. 3 فوائد مباشرة لاستخدام “أوراق التوت” كعلائق للدواجن