دودة الطحين واحدة من البدائل غير التقليدية التي تم الالتفات إلى فوائدها، للتغلب على مشكلة ارتفاع أسعار العلائق التقليدية المتعارف عليها، والتي طفت على السطح كأحد التداعيات السلبية للحرب “الروسية – الأوكرانية”، التي ألقت بظلالها القاتمة على تكلفة مدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، وعززت سبل التوجه لطرائق مختلفة نسبيًا.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة حنان أحمد – الأستاذ بمعهد الإنتاج الحيواني، رئيس بحوث قسم بحوث استخدام المخلفات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف استخدامات ومزايا دودة الطحين بالشرح والتحليل.
بدائل الأعلاف الحشرية
دودة القز وذبابة الجندي الأسود
في البداية تحدثت الدكتورة حنان أحمد عن أفضل بدائل الأعلاف غير التقليدية، التي أجازتها الأبحاث العلمية، وأكدت التجارب العملية فوائدها وانعكاساتها الإيجابية على مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني.
وأوضحت رئيس قسم بحوث استخدام المخلفات أن هناك العديد من البدائل الحشرية غير التقليدية، التي أظهرت التجارب نتائجها الباهرة، على صعيد مضاعفة حجم الإنتاجية، وتحسين معايير الجودة المتوقعة منها.
وضربت الدكتورة حنان أحمد المثل بدودة القز ويرقات ذبابة الجندي الأسود، واللتان أثبتتا مدى قدرتهما على أن تحلا محل الأعلاف التقليدية كـ”الذرة وفول الصويا”، علاوة على انخفاض الكلفة الاقتصادية لتربيتهما، مقارنة بحجم المكاسب المتوقعة منهما.
دودة الطحين
البديل الأمثل لمشروعات شباب الخريجين
تطرقت أستاذ معهد الإنتاج الحيواني إلى واحدة من أهم بدائل الأعلاف، التي يمكن الاعتماد عليها كمصدر يدر المزيد من الدخل لشباب الخريجين.
وسلطت الدكتورة حنان أحمد الضوء على دودة الطحين، بوصفها أحد أبرز مصادر البروتين الحشري الآمنة، والتي يمكن استغلالها لتدبير وإنتاج العديد من المنتجات الهامة.
وأكدت أن دودة الطحين أو “دودة القباني” المعروفة علميًا باسم “حشرة الظلام”، عادة ما تتواجد تحت مساقي المياه والنقاطات المنتشرة بعنابر تربية الدواجن.
بيئة بسيطة و3 مخرجات اقتصادية
ولفتت إلى أن تربية وإكثار دودة الطحين لا تحتاج سوى إلى “علبة بلاستيكية” وبيئة غذائية بسيطة من ردة الخبز، على أن يتم تغييرها كل 15 يومًا، واستبدال البيئة التي تتغذى عليها، لتوفير المواد التي تعتمد عليها في استكمال دورة حياتها بشكل صحيح.
وأشارت إلى أن تغذية دودة الطحين، تعتمد بالإجمال على مخلفات الخضروات، مثل “بشر الجزر” و”بشر الخيار”، والتي يتم وضعها داخل البيئة المخصصة لإكثارها.
وكشفت عن الإمكانات والمزايا المذهلة التي تتمتع بها دودة الطحين، موضحة أن دورة حياتها وأطوارها العمرية المختلفة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، وخلال تلك الفترة يتم الحصول على 10 أضعاف الكمية التي بدأ بها المشروع.
وأضافت أن كجم واحد من يرقات حشرة الظلام، يتضاعف وصولًا إلى 10 كجم، في نهاية فترة الثلاثة أشهر، مؤكدةً أنه ينتج عنها بروتين حشري عالي الجودة بنسبة 56%، علاوة على الأوميجا 3 التي تعد أحد البدائل الغذائية الهامة للرياضيين.
وأكدت أن مخلفات البيئات التي تم استخدامها وتغييرها خلال فترة الإكثار، تحتوي على نسبة بروتين لا تقل عن 20%، لافتة إلى إمكانية استغلالها كعلائق لمشروعات تربية الأرانب الجبلية، والتي أبدت التجارب نتائجها المذهلة على النموات ومعدلات الجودة النهائية.