دودة الحشد الخريفية أو الدودة القاتلة كما أصطُلح على تسميتها بموطنها الأصلي، نظرًا للدمار الذي تُحدثه بأغلب الحاصلات الزراعية المعروفة، وفي مُقدمتها بالطبع محاصيل الحبوب الاستراتيجية، ما يُضاعف الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، وهو الأمر ما استدعى زيادة الوعي بطُرق مُكافحتها والتغلب عليها، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين بهذا الملف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علي سليمان – رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية، عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية بوزارة الزراعية – ملف هذه الآفة الضارة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على خطورتها الاقتصادية، وشروط نجاح عمليات المُكافحة، وأبرز التوصيات الفنية للقضاء عليها قبل الوصول لمرحلة استفحال الإصابة واستخدام المُبيدات.
دودة الحشد الخريفية.. نبذة عن “الحشرة الأمريكية القاتلة”
في البداية قدم الدكتور علي سليمان نبذة تاريخية بسيطة عن دودة الحشد الخريفية، والتي ظهرت للمرة الأول بموطنها الأصلي “أمريكا” عام 1879، لتقاوم كافة الظروف وتعزز قدرتها على الاستمرار والتكيف، حتى القرن الحادي والعشرين، قبل وصولها إلى إفريقيا عام 2016، عن طريق المحاصيل الزراعية، لتغزو أغلب دول القارة السمراء، والذي تزامن مع تحذيرات منظمة الفاو، لتصل إلى حدودنا الجنوبية في أقل من عام، وتظهر في السودان مطلع 2017.
وتحدث عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية عنها كأحد أخطر الآفات التي تُهدد المحاصيل الزراعية بصفة عامة والاستراتيجية منها بشكل خاص، وهو الأمر الذي أثبتته الدراسات، وبرهنته الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، في الدول التي تعرضت للإصابة بها.
دودة الحشد الخريفية.. 100 كم طيران و260 عائل و12 جيلًا في العام
دلل على مدى خطورة هذه الآفة، والذي يتمثل في وجود ما يزيد عن 260 عائل لها، وفقًا لما أقرته أحدث الدراسات العلمية، حيث لا تقتصر إصابتها على محصول مُحدد أو فصيلة نباتية بعينها، وإنما تُهاجم كل ما هو أخضر سواء كان محصولًا حقليًا أو خضر أو فاكهة.
وأكد “سليمان” على أن خطورة دودة الحشد الخريفية، لا تقتصر على عدد عوائلها الضخم فقط، وإنما تمتد لسرعة انتشارها القياسية، والتي تمنحها القدرة على الطيران لمسافة 100 كم في الليلة الواحدة، ما يعني إمكانية انتقالها من مكان لآخر، وتخطيها للحدود الفاصلة بين الدول في مدى زمني قصير، فيما تُمثل قدرتها على التناسل علامة أخرى من مكامن تفردها بين الآفات التي تُهدد المحاصيل الزراعية، حيث يُمكنها إفراز 12 جيلًا على مدار العام.
محاور خطة صد هجوم دودة الحشد الخريفية على الأراضي المصرية
وكشف عضو لجنة إدارة الأزمة كواليس الاستراتيجية التي استخدمتها الدولة وأجهزتها المعنية، والتي اعتمدت على 3 محاور رئيسية كالتالي:
1. تأخير دخولها للبلاد لحين تأهيل المُزارعين لكيفية التعامل معها
2. إعداد برامج المُكافحة الملائمة وإنتاج المبيدات اللازمة للقضاء عليها
3. تأخير تقدمها وانتقالها من محافظة لأخرى
4. النزول بحجم الأضرار والخسائر الناتجة عنها إلى حدودها الدنيا
5. السيطرة على هذه الآفة والتأكد من عدم تجاوز خسائرها للحدود المقبولة
موضوعات قد تهمك:
الذرة الرفيعة.. أخطر 6 آفات تُهدد المحصول وطرق مكافحة العصافير والغربان
محصول الفراولة.. “60 ألف جنيه للفدان” شروط الحصول على دعم البنك الزراعي
عضو لجنة إدارة الأزمة: كسرنا كل التوقعات
لفت إلى أن الدولة كسرت كافة توقعات الخبراء الأمريكان، الذين تنبأوا باجتيازها للحدود المصرية خلال 3 أشهر من ظهورها بالسودان، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، حتى تم رصد أول بؤرة إصابة لها بعد عامين كاملين، وتحديدًا في فبراير 2019.
وثمن “سليمان” الجهود المُكثفة التي قامت بها وزارة الزراعة، خلال الفترة الفاصلة ما بين غزو دودة الحشد الخريفية للسودان وظهورها داخل الأراضي المصرية، والتي استمرت لعامين كاملين، نجحت خلال مراكزنا البحثية في وضع البرامج المناسبة وإنتاج المبيدات اللازمة لمُكافحتها، بالإضافة لإعداد الكوادر العلمية اللازمة من باحثين ومهندسين.
إقرأ أيضًا:
محصول البنجر.. 3 أخطاء تؤدي لانخفاض نسبة السكر ومُعدلات وتوقيت إضافة البورون – قناة مصر الزراعية
محصول الأرز.. “تبقع الأوراق وأعفان الجذور” قواعد الري الـ5 وأبرز الأخطاء الشائعة
دودة الحشد.. أبرز الفوارق الشكلية عن الآفات المعروفة
أكد الدكتور علي سليمان سهولة تحديد وتمييز دودة الحشد الخريفية عما سواها من الحشرات كـ”دودة ورق القطن، الثاقبات، الدودة الخضراء”، والتي تظهر على هيئة أربع نقاط سوداء تُشكل مربعًا كاملًا، في العقلة قبل الأخيرة، والتي تتبدى بشكل كامل وملحوظ، خلال المراحل العمرية الرابعة والخامسة والسادسة لهذه الآفة، مُشيرًا إلى أنها تظل كامنة داخل قلب النبات طوال فترة الصباح، فيما تنشط ليلًا على منطقة الأوراق.
4 خطوات تضمن القضاء على دودة الحشد الخريفية دون استخدام المبيدات
قدم رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية مجموعة من التوصيات الفنية، التي تُعزز من إمكانية القضاء على تلك الآفة الشرسة في مراحلها الأولى، قبل الوصول لمرحلة استفحال الإصابة، وتنفيذ برنامج المُكافحة بالمبيدات الكيميائية، والتي يتوجب تنفيذها خلال الـ50 يومًا الأولى من عُمر النبات، ويمُكن حصرها في الخطوات التالية:
1. هرس أي لطعة تظهر على أوراق النبات، وهو الإجراء الذي يقضي على 400 بيضة لهذه الآفة
2. استئصال النباتات المُصابة والتخلص الفوري منها عن وهرسها أو تقديمها كعلف للحيوانات في حينها
3. التخلص من أي يرقة يمُكن اكتشافها داخل قلب النبات المُصاب، نظرًا لكونها حجر الأساس في تكوين مئات اليرقات والأجيال التالية
4. البلعمة بتراب الحقل:
أوصى الدكتور علي سليمان باللجوء إلى هذه الخطوة حال تخطي مُعدلات الإصابة لحدود الـ5%، والتي تشترط استخدام أي مادة خشنة “تراب الحقلا، التراب الأحمر “المحمة”، الرمال”، ورشها داخل قلب النبات بواسطة أي عبوة من عبوات “بودرة التلك” أو زجاجة مُشابهة بعد تثقيب غطائها.
وأكد أن الالتزام بتنفيذ هذه التوصيات الأربعة، يضمن عدم حدوث أي إصابات، ويحول دون الوصول إلى المرحلة التي تفرض استخدام المبيدات الكيميائية، والتي قد لا تؤتي ثمارها حال حدوث أي خطأ في تنفيذ المُعاملات الخاصة بها، ما يعني خسارة جانب كبير من المحصول، علاوة على ارتفاع قيمة المُدخلات، ما يُقلص من حجم الأرباح الاقتصادية المُتوقعة.
شاهد: