دودة الحشد الخريفية واحدة من الآفات المُزعجة لقطاع عريض من المُزارعين، ما دعى وزارة الزراعة ومراكزها البحثية ومديرياتها التابعة، لتكثيف حملات التوعية والمرور الدوري، وتوفير كافة سبل المُكافحة والمبيدات، للحد من انتشارها ووضعها تحت السيطرة، للحفاظ على منظومة الأمن الغذائي، وتأمين سلة المحاصيل الاستراتيجية من أضرارها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن حمودة – مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة – ملف دودة الحشد الخريفية، وطرق وآليات مكافحتها بالشرح والتحليل، مسلطًا الضوء على أبرز الأخطاء التي يقع فيها مُزارعي الذرة الشامية، وسُبل تخطي المشكلة بالشكل العلمي الصحيح.
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر الـ50 يوم الأولى
في البداية أكد الدكتور أيمن حمودة على أن الخطورة الأكبر لآفة دودة الحشد الخريفية على محصول الذرة، تتركز في المدى الزمني من عمر 1 إلى 50 يوم، والذي تستهدف فيه اليرقات الأوراق الخضراء، والمصنع الأساسي لتخليق العناصر الغذائية للنبات، وذلك خلال فترة اختبائها بمنطقة القلب أو “البلعوم”.
وأوضح أن الطريقة المُثلى لمكافحة دودة الحشد الخريفية خلال هذه المرحلة العمرية، تستوجب الالتزام بالتوصيات الفنية الخاصة بالمواد الكيميائية والمبيدات المُعتمدة بوزارة الزراعة، والتي جرى التأكد من فعاليتها في القضاء على هذه الآفة.
طريقة الرش.. الوسيلة المُثلى لصد دودة الحشد الخريفية
شدد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة على أن طريقة تنفيذ عملية رش المبيد وتقنيات التدوير، تُسهم إلى حد بعيد في نجاح المكافحة والقضاء على الآفة، أو فشل هذه المُعاملات، في الوصول إلى النتائج المأمولة منها.
وأوصى بمراعاة تنفيذ عملية رش المبيد بالطريقة الصحيحة، عن طريق تركيز المادة الفعالة – بشكل عمودي – داخل قلب النبات، أو ما يُعرف بطريقة “البلعمة”، والتي تستخدم فيها الرشاشات الظهرية، مع إمكانية تكرار الرش مرة أخرى، بعد الفترة الزمنية المُصرح بها على النشرة المرفقة، للإطمئنان على وصول إكبر نسبة من المستحضر لليرقة الكامنة داخل البلعوم.
واشترط تخفيف معدل ضغط “بشبوري” الرشاش، لتقليل نسبة هدر المبيد المُستخدم، موضحًا أن بعض المُزارعين تحايلوا على هذا الأمر، باستخدام الزجاجات البلاستيكية، بعد ثقب غطائها من المنطقة العلوية، لضمان تنقيط المُركب الكيميائي داخل قلب النبات.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر الـ50 يومًا الأولى وطرق المكافحة الصحيحة
دودة الحشد الخريفية.. حد الخطر الاقتصادي و10 ضوابط لنجاح عملية المكافحة
مواصفات ماكينات الرش المستخدمة بعد الـ50 يوم الأولى
ونصح مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات مزارعي الذرة، باللجوء إلى ماكينات الرش الكهربائية، حال تخطي المحصول لفترة الـ50 يومًا الأولى، نظرًا لارتفاع النبات عن طول الشخص العادي، وصعوبة تنفيذ تقنية البلعمة بالنسبة لهذه المرحلة العمرية.
وطمأن جموع المُزارعين إلى أن نسبة الضرر خلال هذه المرحلة العمرية، تكون أقل عن سابقتها في الخمسين يومًا الأولى، نظرًا لغلاظة وسماكة أوراق النبات في هذه الفترة، والتي لا تتناسب مع قدرة اليرقات، وتحول دون الاستمرار في التغذي عليها، ما يدفعها للمغادرة والبحث عن عائل جديد.
إقرأ أيضًا:
دودة الحشد الخريفية.. “بشرة خير” 7 مبيدات جديدة تدخل الخدمة
دودة الحشد الخريفية.. “خبير”: احذروا التعامل مع الذرة في هذه الحالات
أبرز الأخطاء الشائعة وموانع استخدام “التابرون”
سلط “حمودة” الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض أهالينا المُزارعين، وذلك باستخدام بعض المُبيدات غير الموصى بها لمكافحة دودة الحشد الخريفية، اعتمادًا على نصائح بعض غير المُتخصصين، أو محال بيع المبيدات المجهولة وغير المرخصة.
وحذر من استخدام بعض المُركبات الشائعة ومنها “التابرون”، والتي يصفها البعض للقضاء على دودة الحشد الخريفية، دون الرجوع للجهات المعنية المختصة، أو اللجوء إلى المديريات أو الجمعيات الزراعية المنتشرة بجميع المحافظات، للتعرف على المبيدات المُعتمدة، المُخصصة للقضاء على هذه الآفة.
وأوضح أن “التابرون” كان من المُركبات الكيميائية التي تم استخدامها ضمن خطة العلاج العاجلة التي اتخذتها الإدارة العامة لمكافحة الآفات قبل عامين، لافتًا الى التعديلات اللاحقة، التي طرأت على استراتيجيات مواجهة دودة الحشد الخريفية، والتي أقرت فاعلية بعض المواد وأجازتها بكافة المديريات والجمعيات الزراعية، مع توفير نشرة التعليمات والمُقننات المُوصى بها، على العبوات الخاصة بكل مركب.
شاهد: