دودة الحشد الخريفية واحدة من الآفات الطيارة، التي عكفت العقول العلمية والبحثية المصرية على دراستها والحد من درجة خطورتها منذ رصدها للمرة الأولى على حدودنا الجنوبية، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، والتعرف بمدى خطورتها، وسبل التعامل معها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور علي سليمان – رئيس اللجنة التنسيقية لمواجهة دودة الحشد الخريفية، مستشار وزير الزراعة – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
دودة الحشد الخريفية
أبرز الفوارق بين “الضرر” و”الخسارة”
في البداية فرق الدكتور علي سليمان بين مفهومي “الضرر” و”الخسارة”، موضحًا أن بعض المحاصيل الزراعية تتضرر أوراقها بشكل بسيط، وبرغم ذلك تتعرض لخسارة اقتصادية فادحة، وعلى النقيض من ذلك قد يكون الضرر كبيرًا لكن دون وقوع أي خسائر في المحصول وحجم الإنتاجية.
وفسر رئيس اللجنة التنسيقية لمواجهة دودة الحشد الخريفية هذا الأمر، موضحًا أن بعض المحاصيل تعتمد اعتمادًا كليًا على نمواتها الخضرية، ما يؤدي لانعكاس أي إصابة – مهما كانت بسيط – على الثمار وحجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وأوضح أن الأمر يبدو مختلفًا بالنسبة للمحاصيل الورقية كـ”الذرة”، والتي ما يزيد عن 40% من احتياجاتها من الأوراق الخضراء، ما يؤدي لتقليص حجم الضرر الواقع على حجم الإنتاجية، وهي المسألة التي تعطي مزارعيه الأريحية الكاملة، للقيام ببعض المعاملات تجاه النباتات المصابة، كـ”التوريق، الزعزعة”، دون أي تخوف من تأثيرها على الحصاد المتوقع.
وأكد “سليمان” أنه وبرغم خطورة دودة الحشد الخريفية، وأضرارها الملحوظة على الأوراق، إلا أن نسبة الخسارة الاقتصادية الناجمة عنها، لا تشكل أي تأثير ملحوظ، ما يوضح أنها لازالت تحت السيطرة في عموم محافظات الجمهورية.
واستند إلى نتائج أحدث الدراسات والأبحاث العلمية، حول خطورة دودة الحشد الخريفية، موضحًا أنها تهاجم ما يقرب من 370 نوع نباتي، ما يضعها في صدارة قائمة الآفات التي تشكل تهديدًا مباشرًا لكل ما هو أخضر.
التغذية وقواعد “التفضيل”
تطرق “سليمان” عن قاعدة “التفضيل”، والتي تحتكم إليها أغلب الآفات، موضحًا أن “الذرة” تقع في صدارة النباتات المفضلة لـ”دودة الحشد الخريفية”، حال توافر عدة عوائل متاحة للإصابة أمامها، فيما تتجه إلى محاصيل أخرى على استحياء، كـ”القمح، البنجر، القصب”، وبخاصة في فصل الشتاء.
وسلط رئيس اللجنة التنسيقية لمواجهة دودة الحشد الخريفية الضوء على معدلات تكاثر هذه الآفة، موضحًا أنها تتكاثر بمعدل جيل كل شهر خلال الصيف، فيما يقلل تعدادها ودرجة نشاطها على مدار فصل “الشتاء”، الذي تنتج خلالها كاملًا جيل أو جيل ونصف على أقصى تقدير.
وأكد “سليمان” أن بعض الآفات لا يمكن الحيلولة دون دخولها للبلاد، مثل الحشرات الطيارة كـ”دودة الحشد الخريفية”، لافتًا إلى أن نجاح الباحثين والمتخصصين المصريين في التعامل مع هذا الملف الشائك على أفضل ما يكون، وهو ما تم ترجمته على أرض الواقع بتأخير دخولها إلى البلاد لمدة عامين كاملين، وذلك على عكس التوقعات الأمريكية التي أكدت أنها ستنتشر في كامل المحافظات المصرية، خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، من رصد تواجدها في السودان.