دودة الحشد الخريفية استحوذت على كافة الأضواء خلال الفترة الأخيرة، في ظل الاهتمام غير العادي، الذي أبدته الجهات الرسمية والمؤسسية، لمكافحة تلك الآفة التي تُشكل مصدر خطورة على غالبية المحاصيل الزراعية، وبخاصة الحبوب الاستراتيجية، ما يستدعي مواصلة التوعية بخطورتها والتعريف بكافة المُستجدات التي طرأت على استراتيجيات مُكافحتها والسيطرة عليها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور علي سليمان – رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية، عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية بوزارة الزراعة – ملف طفيل التيلينوماس بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز أسباب إجازة استخدامه من قِبل المُنظمات العالمية ومنها “الفاو”، وعوامل تفوقه على طفيل الترايكوجراما، مع التعريف بمصادر قوته ودورة حياته.
جهود ملموسة للقضاء على دودة الحشد الخريفية
في البداية سلط رئيس اللجنة التنسيقية للصحة والصحة النباتية الضوء على الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة ممُثلة في وزارة الزراعة وكافة مراكزها البحثية، بالإضافة للدعم غير العادي الذي قدمته المُنظمات الدولية المعنية، وفي مُقدمتها الفاو “FAO”، لمُحاصرة وتحجيم تمدد دودة الحشد الخريفية، والنزول بمعدل الإصابة والخسائر الاقتصادية إلى حدودها الدنيا.
منصة “FAMEWS” ودعم منظمة الفاو
ولفت أن منصة “FAMEWS” والأجهزة والمصائد التي وفرتها منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المُتحدة “FAO”، بالإضافة للتدريب العملي على طرق استخدامها في رصد ومُتابعة خط سير ومناطق تواجد آفة دودة الحشد الخريفية، وطبيعة ودرجة الإصابة، ونوع المحصول الذي تستهدفه، ساهمت في توفير كافة المعلومات المُتاحة، ووضع خطط المُكافحة المُناسبة، والإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها، للحيلولة دون انتقال العدوى لباقي المناطق والحاصلات المُجاورة.
برامج معلوماتية ودورات تدريبية
وانتقل عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية إلى الإجراءات العملية التي اتخذتها وزارة الزراعة على أرض الواقع، عبر وضع تصور لخطة مُكافحة مُتكاملة للحيلولة دون انتشار تلك الآفة – على المدى القريب والبعيد – بمُساهمة ومُشاركة فاعلة من منظمة “FAO” عبر مكتبيها “الإقليمي والمصري”.
وأوضح أن هذه الخطة ساهمت في تأهيل وصقل خبرات المُزارعين بكيفية التعامل مع دودة الحشد الخريفية، عبر توفير حزمة من البرامج المعلوماتية والدورات التدريبية المُتخصصة، بجميع المديريات والمراكز البحثية والجامعات ومصانع السكر، مع توسيع نطاق المُستفيدين منها، لتشمل كافة الشرائح العاملة في القطاع الزراعي، سواء كانوا مُهندسين أو مُرشدين أو أخصائيين.
موضوعات قد تهمك:
الحمى القلاعية.. أسباب نفوق الحيوانات المُصابة وخطوات تسجيل اللقاحات
محصول الأرز.. ضربة موجعة للمحتكرين وأسباب فشل تجربة الاستيراد
بشرى سارة للمُزارعين
زف الدكتور علي سليمان بشرى سارة للمُزارعين بشأن برامج مُكافحة دودة الحشد الخريفية، مؤكدًا أن لجنة إدارة المبيدات توصلت بالفعل لـ17 مبيدًا جديدًا، وضعتهم قيد الاختبار، 7 منها سيتم اعتمادها خلال العام الجاري، لإجازتها وإقرار تدوالها بالمنافذ الرسمية، واستخدامها جنبًا إلى جنب مع الـ5 مُركبات التي يتم العمل بها حاليًا.
إقرأ أيضًا:
تسميد الموالح.. محاذير وتوصيات خاصىة بالزراعة في الأراضي الجيرية
محصول القطن.. أسباب ظاهرة “الوسواس” وأبرز “3” نصائح للتغلب عليها
الحقول الإرشادية والمدارس الحقلية
وعلى صعيد الممارسات العملية، كشف عضو لجنة إدارة أزمة دودة الحشد الخريفية عن الطفرة التي تم تحقيقها فيما يخص هذا الملف، موضحًا أنه يتم تنظيم “الحقول الإرشادية” لتعريف المُزارعين بالمعاملات الصحيحة الواجب اتباعها “ري، تسميد، مُكافحة”، والتوقيت الأمثل لبدء الزراعة، والمسافات الصحية بين الجور، لتأمين وحماية المحصول وتقليص فُرص الإصابة.
وتحدث عن المدارس الحقلية بوصفها نظامًا تعليميًا شامل لكافة أفراد الأسرة الزراعية “الزوج، الزوجة، الأبناء”، في سبيل رفع كفاءة التعامل مع تلك الآفة، وصقل خبراتهم للاعتماد على أنفسهم في تنفيذ كافة التوصيات الفنية والمُعاملات المُنضبطة، التي تؤدي لتحقيق الهدف المنشود.
شاهد: