دودة الحشد الخريفية أحد أبرز وأخطر الآفات التي تهدد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، مسببةً قدرًا هائلًا من الخسائر الاقتصادية، التي لا يمكن تجاوزها أو علاجها، حال إهمال تطبيق الإجراءات الفنية والوقائية الواردة بشأنها، وهي المسألة التي تشكل فارقًا كبيرًا في معادلة الإنتاجية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور إبراهيم مخيمر – رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق بمعهد بحوث النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف تأثير الظروف المناخية على المحاصيل الحقلية الذرة الشامية والذرة الرفيعة بالشرح والتحليل.
دودة الحشد الخريفية
جهود مركز البحوث الزراعية
في البداية أشاد الدكتور إبراهيم مخيمر دور مركز البحوث الزراعية وجهوده المستمرة لتقديم كافة التوصيات الفنية والإرشادية، وتوسيع قاعدة الاستفادة من الخبرات المتاحة وتوصيلها في صورة سهلة وسلسة لجموع المزارعين.
وأوضح أن هذه الجهود أسفرت عن ارتفاع درجة وعي المزارعين بأهمية تطبيق إجراءات المكافحة الموصى بها، للقضاء على بعض الآفات الخطيرة التي تهدد المحاصيل الصيفية الاستراتيجية، وفي مقدمتها الذرة الشامية والرفيعة.
مقارنة رقمية بين الموسم السابق والحالي
لفت إلى أن الموسم الماضي شهد معدلات إصابة مرتفعة جدًا بـ”دودة الحشد الخريفية”، بسبب تراخي وإهمال بعض المزارعين في تطبيق الإجراءات الموصى بها، للحد من معدلات انتشار تلك الآفة والقضاء عليها، ما مهد لها البيئة المناسبة للتكاثر، وهي المسألة التي ترتب عليها ارتفاع معدلات إصابة العروة النيلية، وخسارة كامل المحصول بنسبة 100%.
أسباب انخفاض معدلات الإصابة
في السياق ذاته، أكد الدكتور إبراهيم مخيمر، أن المسألة اختلفت جذريًا هذا العام، برغم توافر كافة الظروف البيئية الملائمة، التي تؤشر لارتفاع نسب الإصابة بـ”دودة الحشد الخريفية”.
وعزا “مخيمر” هذا التحول المفاجئ إلى ارتفاع درجة وعي المزارعين، والتزامهم بتطبيق كافة الممارسات الوقائية، وبرامج المكافحة الموصى بها، ما أدى لتقلص معدلات انتشار تلك الآفة الخطيرة، والسيطرة عليها بشكل تام.
وكشف رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق عن أبرز الفوارق ما بين معدلات إصابة العروة النيلي، مؤكدًا أنها تجاوزت حدود الـ80% خلال نفس التوقيت من العام السابق، فيما لم تتجاوز حتى هذه اللحظة الـ5%، وصولًا إلى 20% ببعض المناطق على أقصى تقدير.
وأضاف أن تلك المقاربة الرقمية التي توضح حجم الفارق، ومدى استجابة ووعي المزارعين بضرورة تطبيق إجراءات المكافحة الموصى بها، وانعكاساتها على سلامة محاصيلهم وحجم الإنتاجية والفاقد المتوقع.