دودة الحشد الخريفية وتطبيق إجراءات مكافحتها، يتطلب وعيًا وإدراكًا كبيرًا، بتقنيات وفنيات تنفيذها بشكل علمي، لتحقيق أكبر قدر من الإبادة المطلوبة لتلك الآفة الخطيرة، علاوة على تقليل النفقات نسبة الهدر المتوقعة، مع مراعاة البعد البيئي والصحي، الذي يفرض التزامًا أكبر نحو استخدام المركبات الكيميائية طبقًا للحدود الآمنة، وهي المسألة التي تستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن حمودة – مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة – ملف أهم التوصيات الخاصة بـ”دودة الحشد الخريفية” بالشرح والتحليل.
دودة الحشد الخريفية
أبرز الأخطاء الفنية
في البداية تحدث الدكتور أيمن حمودة عن أبرز الأخطاء التي يتم ارتكابها خلال تنفيذ إجراءات مكافحة دودة الحشد الخريفية، والتي تؤدي لتقليص حجم الاستفادة، وعدم تحقيق النتائج المأمولة منها.
وأوضح أن في مقدمة تلك الأخطاء إشكالية خلط مبيدات الحشائش مع المركبات الكيميائية المستخدمة في مكافحة دودة الحشد الخريفية، وغالبًا ما تحدث نتيجة عدم دراية “العامل” بتبعاتها السلبية، وافتقاره للحد الأدنى من المعلومات والتوصيات الواجب اتباعها قبل تنفيذ مثل هذه الإجراءات.
ولفت “حمودة” إلى لجوء قطاع عريض من مزارعينا للاعتماد على عمال الرش “غير المؤهلين”، دون التأكد من التزامهم بالخطوات الوقائية، التي تحول دون خلط متبقيات المبيدات التي سبق استخدامها داخل آلة الرش، مع المركبات الكيميائية المفترض استخدامها في مكافحة دودة الحشد.
توصيات وإجراءات التعقيم
أوصى مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة باتباع عدد من التوصيات الفنية والإرشادية، لضمان نجاح إجراءات مكافحة دودة الحشد الخريفية المستهدفة، وفي مقدمتها تعقيم آلات الرش المستخدمة بالماء و”بيكربونات الصوديوم”.
التوقيت الأمثل لتطبيق إجراءات المكافحة
تطرق “حمودة” إلى التوقيت الأمثل، لتطبيق إجراءات مكافحة دودة الحشد الخريفية، مشددَا على ضرورة تنفيذها قبل الغروب مباشرة، لضمان الوصول لأفضل النتائج، وإلحاق أكبر ضرر وإبادة لتلك الآفة.
وعلل مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة تلك المسألة، موضحًا أنه لا يجوز تطبيق تلك الإجراءات خلال ساعات الباكر، نظرًا لانتشار الندى على النباتات، ما يؤدي لتخفيف المركبات الكيميائية، وتقليل نسبة السمية الموجودة فيها.
وأضاف أن السبب الأكثر وجاهة، يكمن في كونها آفة “ليلية النشاط”، ما يعزز أسباب اختيار توقيت “ما قبل الغروب”، لتطبيق إجراءات المكافحة، نظرًا لتطاير وتبخر “الندى” في مثل هذا التوقيت، علاوة على ضمانة وصول أكبر قدر من المادة الفعالة “السامة”، إلى دودة الحشد الخريفية، ما يضاعف حجم الإبادة المتوقعة.
طريقة الرش المثلى
سلط “حمودة” الضوء على طريقة تنفيذ إجراءات مكافحة دودة الحشد الخريفية، والتي تعتمد تقليل ضغط “الباشبوري”، مع توجيهه بشكل عمودي “زاوية قائمة”، على قلب النبات فيما يعرف بطريقة “البلعمة”، لضمان وصول أكبر نسبة من المادة الفعالة لتلك الآفة المختبئة بالداخل، لمضاعفة نسبة الإبادة وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.