دوار الشمس واحد من أهم المحاصيل الزيتية، التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، لزيادة المساحة المنزرعة بها، وتقليل الفجوة وسد العجز الملحوظ في إنتاج الزيوت ومشتقاتها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور فنجري صديق – رئيس قسم المحاصيل الزيتية، بمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
دوار الشمس
الأزمات العالمية وانعكاساتها على المحاصيل الزيتية
في البداية تحدث الدكتور فنجري صديق عن أسباب الفجوة الكبيرة في تصنيع الزيوت، موضحًا أن الأزمة بدأت بتدهور صناعة الغزل والنسيج، والتي ألقت بتداعياتها السلبية على إجمالي المساحة المنزرعة بالمحاصيل الزيتية، ما أدى لتفاقم وزيادة المشكلة، التي باتت محسوسة لدى جمهور المستهلكين.
وأشار إلى القطن بوصفه أحد المحاصيل التي كانت تتم زراعتها فيما سبق بغرض إنتاج الشعر والزيوت، لافتًا إلى أنها كانت تسهم في سد 60% من احتياجاتنا الفعلية من الزيوت، قبل أن يتراجع الاهتمام بهذا المحصول الاستراتيجي، ما أسفر عن تقلص قدرتنا على إنتاج الزيوت، وتحقيق جانب مطمئن من الاكتفاء الذاتي.
وأكد أن الأزمات العالمية المتلاحقة بداية من جائحة كورونا، وانتهاءًا بالحرب “الروسية – الأوكرانية”، كان لها دور كبير في تغيير استراتيجية التعامل مع هذا الملف.
وأوضح أن القيادة السياسية تنبهت إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات العملية التي من شأنها، مضاعفة وزيادة المساحات المنزرعة بالمحاصيل الزيتية، وفي مقدمتها دوار الشمس لسد العجز الكبير، وتقليص الفجوة الواضحة بين الإنتاج والاستهلاك.
دور الدولة في مضاعفة المساحة المنزرعة
سلط “صديق” الضوء على أهم الإجراءات التي اتخذتها الدولة وأجهزتها المعنية، للتشجيع على زيادة المساحات المنزرعة بالمحاصيل الزيتية، وفي مقدمتها تشكيل لجنة للزراعات التعاقدية لأول مرة في تاريخ الزراعة المصرية، مؤكدًا أنها خطوة جادة تمضي بنا على الطريق الصحيح.
وكشف رئيس قسم المحاصيل الزيتية عن التطور الملحوظ في سعر الضمان الذي أقرته الوزارة لتوريد محصول دوار الشمس، موضحًا أن الموسم الماضي بدأ بـ8.5 ألف جنيه للطن، فيما تم التوريد حينها بسعر 13.5 ألف جنيه.
وأكد أن سعر الضمان الذي أعلنته وزارة الزراعة هذا الموسم تحرك صعودًا إلى 15 ألف جنيه للطن، ما يعني إمكانية تجاوز هذا الرقم عند التوريد ليتخطى حاجز الـ20 ألفًا، وهو رقم مُرضي يحقق طموحات جموع مزارعي دوار الشمس والمحاصيل الزيتية إلى حد كبير.
مزايا اقتصادية
عدد “صديق” مزايا محصول دوار الشمس، مؤكدًا أنه محصول اقتصادي من الدرجة الأولى، نظرًا لتواجده على مدار العام، علاوة على قصر فترة مكوثه بالأرض، والتي لا تتجاوز حدود الـ85 يومًا على أقصى تقدير، علاوة على ارتفاع العائد المرجو منه، ما يضعه في مقدمة اهتمامات المزارعين، ما يعطي المساحة الزمنية الكافية لزراعة عروتين على الأقل في خلال فترة الصيف.
ولفت إلى العوائد الاقتصادية المرجوة منه حيث يتراوح متوسط إنتاجية الفدان بين 1 إلى 1.25 طن، والتي تترجم إلى رقميًا – طبقًا لأسعار الضمان التي تمثل الحد الأدنى للتوريد – إلى مكاسب تصل إلى 37.5 ألف جنيه، وهو معدل مغري لأي مزارع.
وعقد رئيس قسم المحاصيل الزيتية مقارنة رقمية بسيطة بين معدلات الربحية المتوقعة وتكاليف الإنتاج، موضحًا أن الفدان يحتاج إلى 5 كجم من التقاوي – حال الزراعة بالطريقة اليدوية – و3 كجم إذا ما تمت الاستعانة بالميكنة الزراعية، فيما لا تتخطى تكاليف الزراعة حدود الـ5 آلاف جنيه على أقصى تقدير، ما يوضح حجم المكاسب الاقتصادية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وواصل “صديق” شرحه لمزايا محصول دوار الشمس، موضحًا أنه يجود بجميع أنواع الأراضي، فيما يتحمل الملوحة حتى 2000 جزء في المليون، علاوة على توافر التقاوي اللازمة بجميع المديريات الزراعية، ما يذلل أي معوقات حيال هذا الشق، بالإضافة لسرعة استلام المقابل المادي – خلال 72 ساعة على أقصى تقدير – وتوافر العقود على مستوى الجمهورية.
شاهد..
الاستعداد لزراعة المحاصيل الزيتية
موضوعات ذات صلة..
الذرة الشامية.. مزايا الهجن الحمراء الجديدة وأسباب إقبال مربي الدواجن عليها
محصول القطن.. الوصايا الـ7 وأبرز الأخطاء الشائعة في معاملات الري
محصول فول الصويا .. نشرة بالتوصيات الفنية خلال شهر مايو
لا يفوتك..