دوار الشمس أحد أهم المحاصيل الزيتية، التي أولتها الدولة ووزاراتها المعنية ومراكزها التابعة كامل اهتمامها، تنفيذًا لخطة الاكتفاء الذاتي من الحاصلات الاستراتيجية والتصنيعية، وهي المسألة التي تفرض تجاوبًا من المزارعين، يوازي حجم الجهد المبذول.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عبد الفتاح مصطفى، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، تناول الدكتور الحسيني النني – باحث أول بقسم بحوث المحاصيل الزيتية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف خطة الدولة للتوسع في المحاصيل الزيتية ورفع الكفاءة الإنتاجية بالشرح والتحليل.
دوار الشمس
محاور خطة التوسع
في البداية تحدث الدكتور الحسيني النني عن خطة الدولة للتوسع الرأسي في زراعة المحاصيل الزيتية التصنيعية، وفي مقدمتها محصول دوار الشمس، نظرًا لإسهاماته في سد الفجوة الكبيرة بين إنتاج واستهلاك الزيوت.
وأوضح أن خطة الدولة للنهوض بالمحاصيل الزيتية، تعتمد على عدة 3 محاور رئيسية:
- تقديم الدعم اللازم للمزارعين عن طريق توفير السلالات المعتمدة عالية الإنتاجية.
- التوسع الأفقي والاتجاه لاستصلاح المزيد من الأراضي الصحراوية.
- توفير الضمانة الكافية للمزارعين لتسويق كامل إنتاجهم من المحاصيل الزيتية كـ”دوار الشمس” عبر مركز الزراعات التعاقدية.
دوره في صناعة الزيوت
تطرق “النني” إلى أهم التحديات التي تواجه ملف صناعة الزيوت، والمتمثلة في ارتفاع أسعاره عالميًا، كنتيجة مباشرة للنزاعات السياسية والأزمات الاقتصادية الأخيرة، وفي مقدمتها الحرب “الروسية – الأوكرانية”.
ولفت إلى أن التغلب على مشكلة ارتفاع أسعار الزيوت عالميًا، يبدأ من الداخل، بالاعتماد على جهودنا الذاتية، والتوسع في زراعة المحاصيل الزيتية الهامة، وفي القلب منها محصول دوار الشمس.
وأشار إلى أن الخطة الموضوعة للتعامل مع هذه الأزمة، تعمل بشكل تدريجي من خلال المحاور الثلاثة المشار إليها، لتقليص الفوارق ما بين الإنتاج والاستهلاك، وصولًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في أقرب وقت ممكن.
أبرز التحديات
أكد “النني” أن أكبر التحديات التي تواجه التوسع في زراعة محصول دوار الشمس هي المزارع نفسه، والذي لا زال متشككًا في إمكانية تحقيق عوائد اقتصادية مُرضية من هذا المحصول الاستراتيجي الهام.
وأشار إلى أن تخطي هذه المعضلة، يحتاج لمزيد من الوقت، حتى يستوعب المزارع مدى أهمية محصول الدوار، ليكون ضمن قائمة اختياراته ودورته الزراعية الموسمية.
علاقته بإنتاج نحل العسل
سلط “النني” الضوء على العلاقة الوثيقة بين مشروعات إنتاج عسل النحل وزراعة محصول دوار الشمس، نظرًا لكونه أحد أهم المصادر الغذائية لهذه الحشرة الربانية المباركة، ما ساهم بالتوسع في زراعته بمحافظة الوادي الجديد والمناطق الجغرافية المحيطة.
المساحات الصغيرة وسبل الاستفادة من المحصول
قدم أستاذ قسم بحوث المحاصيل الزيتية عددًا من النصائح، للتعريف بحجم الفوائد والمكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من زراعة الدوار، موضحًا أن أقل مساحة منزرعة به، يمكن التحصل منها على إنتاج يصل إلى 100 كجم على أقل تقدير.
ولفت إلى أن هذا الحصاد يمكن الاستفادة منه بعصر البذور، والتي ينتج عنها 25% زيوت عالية الجودة، ما يغطي احتياجات المزارع المنزلية من هذه السلعة لثلاثة أشهر على الأقل.
وواصل شرحه للفوائد التي يمكن جنيها من زراعة الدوار، مشيرًا إلى أنه يمكن استغلال الكسب الناتج عن عصر البذور كعلف داجني وحيواني، عالي القيمة الغذائية بما يوازي ما يتم التحصل عليه من فول الصويا، مع وجود فوارق بسيطة جدًا فيما بينهما.
شاهد..
لا يفوتك..