دوار الشمس الزيتي أحد المحاصيل الاستراتيجية التي أولتها الدولة والجهات المعنية اهتمامًا بالغًا، بعدما وضعت يدها على بيت الداء، لتقليل حجم الفجوة الكبيرة ما بين مُعدلات إنتاج واستهلاك الزيوت، والتي نستورد قُرابة الـ98% من إجمالي احتياجاتها منها،
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قنة مصر الزراعية، تحدث الدكتور فنجري صديق، رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية، بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، عن دوار الشمس الزيتي، وأفضل الإرشادات الواجب اتباعها للوصول لأفضل النتائج فيما يخص مُعامل الجودة وإجمالي حجم الحصاد المُتوقع.
دوار الشمس الزيتي.. أبرز التوصيات والإرشادات لحصاد جيد
في البداية وجه الدكتور فنجري صديق النصيحة لمزارعي دوار الشمس الزيتي، ببدء إجراءات الزراعة خلال فصل الصيف، على عروتين “مُتتاليتين” في نفس الأرض، لافتًا إلى أن التقاوي “المحلية والمستوردة” المتوافرة لا تتعدى دورتها الـ90 يومًا، من بدء إجراءات الزراعة وحتى الحصاد، ما يتيح الفرصة لبدء العروة الثانية لتقليل تكاليف المُدخلات، وزياجدة هامش الربحية.
وعدد الدكتور فنجري صديق مزايا دوار الشمس الزيتي الاقتصادية، موضحًا أنه يُعد أحد المحاصيل الاستراتيجية مُنخفضة التكاليف، والتي لا يتجاوز سعر كيلو التقاوي فيها حدود الخمسين جنيهًا، ما يُعزز من دوافع إدراجه ضمن الأجندة الزراعية لقطاع عريض من العاملين بالنشاط الحقلي، للاستفادة بنظام الزراعة التعاقدية والذي حدد سعر توريد الطن بـ8500 جنيهًا.
تكاليف تقاوي دوار الشمس للفدان
أوضح أستاذ معهد المحاصيل الحقلية أن احتياجات الفدان الواحد من التقاوي لا تتعدى حدود الخمسة كيلوجرامات، وبحسبه بسيطة نجد أن إجمالي قيمة التقاوي للفدان لا تزيد عن 250 جنيه، وهو رقم ضئيل بالنظر لحجم العائد الاقتصادي المُتاح من محصول دوار الشمس الزيتي، والفرص الواعده على صعيد قدراته التسويقية.
موضوعات ذات صلة:
دوار الشمس.. مميزاته وكيفية زراعته بدون خدمة
كشف الدكتور فنجري صديق أن محصول دوار الشمس الزيتي يتميز بعدم بارتفاع درجة مقاومته للأمراض والإصابات الحشرية، علاوة على إمكانية تعظيم عوائده الاقتصادية، حال الاستعانة ببعض خلايا النحل، داخل المساحة المزروعة بهذا المحصول الاستراتيجي، لتحقيق المزيد من الأرباح القياسية، التي تصب في صالح المُزارع بنهاية الموسم.
دوار الشمس الزيتي.. فوائد بيئية لا حصر لها
انتقل الدكتور فنجري صديق لشرح الأبعاد البيئية المُصاحبة لزراعة محصول دوار الشمس الزيتي، والذي يتميز بأوراقه العريضة التي تؤمن وتغطي سطح التربة بشكل شبه كامل، ما يؤدي لتقليل مُعدلات البخر واستهلاكه للمياه المُستخدمة في الري، علاوة على قدراته العالية لتحمل أقصى درجات الجفاف، وهي الميزة التي تؤهله للزراعة في نهايات التُرع.
إقرأ أيضًا:
عباد الشمس.. أهميته الاقتصادية والتوقيت الأنسب لزراعته
لفت رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية إلى إمكانية تحميل دوار الشمس الزيتي على كافة المحاصيل، وبخاصة الخضراوت والفواكة، للاستفادة من الشعيرات المُنتشرة على زهوره، والتي تعمل كمصايد جيدة للحشرات، ما يؤدي لحماية وتحسين جودة المحصول الرئيسي الذي سيتم تحميله عليه، كأفضل إجراء وقائي طبيعي، بعيدًا عن المواد والمركبات الكيميائية الضارة بالصحة، علاوة على إتاحته الفرصة لتهوية وتظليل باقي الزراعات، لحمايتها من ارتفاع درجات الحرارة الزائد في فصل الصيف، بالإضافة لإمكانية الحصول على جني وقطاف إضافي.
توفير مُعاملات الخدمة لمحصول دوار الشمس الزيتي
واصل الدكتور فنجري صديق شرحه لمزايا زراعة دوار الشمس الزيتي الاقتصادية، لافتًا إلى أن اللجوء لتقنية التحميل يوفر على المُزارع تكاليف مُدخلاته ومُعاملاته ليكون بمثابة محصول مجاني، نظرًا لانحصار أوجه الإنفاق والخدمة والرعاية على المحصول الأساسي الذي تم التحميل عليه، ما يُعظم من قيمته الاقتصادية ويمثل مصدر دخل إضافي للمُزارع.
وفسر الدكتور فنجري صديق، أستاذ معهد المحاصيل الحقلية المزايا الاقتصادية لنبات دوار الشمس الزيتي، والتي تجعله أحد الزراعات الموفرة في مُدخلاتها، بأنه ضمن قائمة النباتات الوتدية الطويلة، التي تتغذى على مُتبقيات خدمة ومعاملات المحاصيل الأساسية التي يتم التحميل عليها – المياه والأسمدة – لافتًا إلى تعدد أوجه الاستفادة منه، سواء تمت زراعته بطريقة التحميل حيث يصل حجم إنتاجه إلى 500 كجم، فيما ترتفع هذه النسبة حال زراعته بشكل منفرد، لتتراوح ما بين 1 إلى 1.5 طن للفدان.
لا يفوتك.. عباد الشمس ودوره في سد فجوة إنتاج الزيوت