دماء علي لحاء شجرة مقال كتبته الدكتورة فاطمة سامي بقسم بحوث الفلورة و تصنيف النباتات في معهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية.
وقالت الباحثة بقسم الفلوة وتصنيف النباتات في مقال دماء علي لحاء شجرة إنه منذ ظهر الانسان علي سطح الأرض و هو في صراع دائم من اجل التنافس علي الهيمنة و بسط النفوذ علي مصادر الثروة. لم تستطع درجة التحضر او الثقافة في منع اداة الحرب, بل يزداد في الدول القوية لتمد سلطانها علي بقاع الارض. لكن هل قرات في كتب التاريخ ان حروبا طويلة دارت رحاها من اجل شجرة؟ و ان هذه الشجرة كانت سببا في نشاءة دولة؟ نعم انها شجرة البقم الأسود.
وأوضحت د. فاطمة في مقالها دماء علي لحاء شجرة أن البقم الأسود شجرة تتبع العائلة البقولية Fabaceae و هي شجرة متوسطة الطول, أوراقها مركبة ريشية، أزهارها صفراء صغيرة تحمي نفسها بأشواك تغطي فروعها. جزع الشجرة مفصص بتجاويف غائرة بحيث يبدو كما لو كان مكونا من عدة سيقان متجمعة في حزمة. أطلق عليها عالم النبات كارل لينيياس اسم Haematoxylum campechianum L. اسم الجنس يعني خشب الدم لوجود صبغة حمراء Hamatoxylin تشبة لون الدم في خلايا الخشب.
دماء علي لحاء شجرة البقم الأسود
وبينت الباحثة في مقالها دماء علي لحاء شجرة أنه في القرن الخامس عشر في قارة أوروبا، كانت الوان الملابس خالية من اللون الأحمر إلا في بلاط الملوك و الآمراء فقط، فقد كانت الصبغة الحمراء نادرة و قليلة جدا، و تستخلص بتكلفة عالية من مصادرها الطبيعية. تزامن في هذا الوقت خروج الرحلاتت البحرية الشهيرة لتكتشف العالم الجديد و علي شواطيء المكسيك في أمريكا الجنوبية رست سفن الأسبان و قام قائدهم كورتس عام 1518م بالقضاء علي دولة الأزتيك و احتلال المكسيك.
لاحظ الأسبان استعمال السكان المحليين للصبغة الحمراء في ملابسهم ليكتشفوا مصدرها و هي شجرة البقم الأسود في مدينة كامبيتشي الساحلية. بداء الأسبان في قطع أشجار البقم الأسود لتحمل سفنهم هذة الأخشاب الثمينة إلي أسبانيا.
وأوضحت الباحثة في مقال دماء علي لحاء شجرة أن خبر هذه الشجرة انتشر من إسبانيا في القارة الأوروبية، فما كان من الأنجليز إلا أن أرسلوا سفنهم إلي المحيط الأطلنطي لاعتراض السفن الأسبانية، قرر الأسبان إرسال حاميات عسكرية لحماية سفنهم المحملة بخشب البقم الأسود. ما كان من الأنجليز إلا إكمال رحلتهم البحرية إلي شواطئ الكاريبي بأمريكا الوسطي حيث وجدوا غابات من هذه الشجرة. في الفترة ما بين 1640م إلي 1660 استقرت معسكرات الأنجليز في منطقة اطلقوا عليها اسم جزر الهندوراس البريطانية و التي كانت نواة لتأسيس دولة عرفت فيما بعد باسم بيليز .Belize قام الأنجليز بقطع أعداد هائلة من أشجار البقم الأسود و أرسلوها إلي بريطانيا و مع الوقت اصبحت سفهم هدفا للقراصنة في المحيط. قامت تجارة أخري و هي تجارة العبيد، لم يكتفي الأجليز باستعبادهم لسكان أمريكا الأصليين و قتلهم بل ذهبوا إلي أفريقيا ليقوموا بالأغارة علي بلادها و يسوقوا أهلها الأمنين إلي الأسر و قاموا بنقلهم إلي معسكراتهم في أمريكا للعمل في قطع الأشجار.ظل العبيد العاملين في قطع الأشجار يعانون من سؤ الأوضاع المعيشية و سؤ المعاملة من أسيادهم البيض. انشرت الأمراض و مات العديد من العبيد تحت هذة الظروف. تم خليد زكري تلك الفترة العصيبة علي علم دولة بليز حيث تتوسط صورة تلك الشجرة اثنين من قاطعي الشجر أحدهما قوقازي ابيض و الأخرأفريقي أسود يظلهماغصن زيتون كرمز لوحدة البلاد.
لم يترك الأسبان الأنجليز ليغتنمو من تلك الثروة، فقامت بمهاجمة المعسكرات الأنجليزية و خلال القرن الثامن عشر دارت حروب عديدة بين الطرفين فتدخلت فرنسا و تم توقيع معاهدة باريس عام 1763م و التي أعطت الحق للأنجليز في قطع الأشجار. رغب الأسبان بالسيطرة و الأنفراد بهذة الثروة، فقد كانت السفينة الواحدة المحملة بهذة الأخشاب تمثل ثروة طائلة فقاموا بخرق المعاهدة وأعادوا الهجوم علي معسكرات الأنجليز و دارت الحرب بينهم. لتأتي معاهدة أخري عام 1783م ثم معاهدة اخري 1798م و ينتهي النزاع بنتصار الأنجليز.
يأتي القرن العشرون و تظهر الصبغة الصناعية و لأنها أرخص ثمنا من الطبيعية، انتشر استخدام الصبغات الصناعية و قل الطلب علي الصبغات الطبيعية. بالرغم من ذلك مازالت صبغة Hamatoxylin هي الأكثر استخداما في الأبحاث العلمية، كما أوضحت بعض الدراسات أثرها كمادة فعالة في بعض الأمراض و كمادة مطهرة و مقوية للأمعاء. هذا إلي جانب استخدامها في صناعة بعض مستحضرات التجميل. كان لاستعمال الأنسان للصبغات الصناعية الأثر الضار علي صحته و علي البيئة التي يعيش فيها، لذلك تعالت الأصوات منذ سنوات بالرجوع الي الطبيعة بحسب مقال دماء علي لحاء شجرة للباحثة فاطمة سامي.
بليز
وهندوراس البريطانية سابقًا، هي دولة ذات نظام ملكي دستوري في شمال أمريكا الوسطى. تمتلك بليز مجتمعًا متنوعًا يضم العديد من الثقافات واللغات. على الرغم من استخدام غالبية السكان للغة الإسبانية والكريول إلا أن بليز هي الدولة الوحيدة في أمريكا الوسطى حيث اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية. يحد بليز من الشمال المكسيك ومن الجنوب والغرب غواتيمالا وإلى الشرق البحر الكاريبي. يبلغ طول البر الرئيسي لبليز حوالي 290 كم و110 كم عرضًا بحسب مقال دماء علي لحاء شجرة .
تبلغ مساحة البلاد 22,960 كيلومترًا مربعًا ويبلغ تعداد سكانها 333,200 شخص (تقديرات 2010).
تمتلك بليز الكثافة السكانية الأقل في أمريكا الوسطى. يبلغ النمو السكاني في البلاد 2.21% (تقديرات 2008) ومع ذلك فهي من أعلى المعدلات في المنطقة وفي نصف الكرة الغربي. تتمتع بليز بوفرة من الأنواع البرية والبحرية وفيها تنوع النظم الحيوية لكونها ممرًا بيولوجيًا لأمريكا الوسطى وموقعًا حيويًا هامًا على الصعيد العالمي.
وبينت الباحثة في مقالها دماء علي لحاء شجرة أن بليز فريدة من نوعها ثقافيًا بين جيرانها في أمريكا الوسطى، بل هي الدولة الوحيدة في المنطقة ذات التراث الاستعماري البريطاني. تعتبر جزءًا من منطقة البحر الكاريبي الغربية، إلا أنها تشترك بتراثها مع الأجزاء الأخرى من منطقة البحر الكاريبي بين بلدان أمريكا الوسطى. بشكل عام، تعتبر بليز دولة في أمريكا الوسطى ذات علاقات قوية مع كل من منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية. بليز عضو في الجماعة الكاريبية وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ومنظمة تكامل أمريكا الوسطى.
دماء علي لحاء شجرة
مقال للدكتورة فاطمة سامي
قسم الفلورة وتصنيف النباتات
معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية
المراجع
-Belize In Focus: A Guide to the People, Politics and Culture Ian Peedle
-Belize: A Concise History P. A. B. Thomson
-Monrad Sigfried Metzgen: Shoulder to Shoulder or the Battle of St George’s Caye, 1798
اقرأ أيضا
د. ميادة عبد الغفار تكتب عن التمييز بين الحساسية الغذائية و عدم تحمل أغذية معينة
د. هيام الصاوي تكتب عن ديتوكس الكبد الدهني
لا يفوتك
مستقبل النهوض بالثروة الحيوانية ” التحديات والمأمول “