خلط المبيد الفطري والحشري تُعد من الأمور الشائعة لدى بعض فئات المُزارعين، وهي أحد الملفات التي أخضعتها الجهات البحثية المتخصصة لتكون قيد الدراسة والتقييم، لإبداء مدى جواز القيام بها من عدمه، والاثار الناجمة عنها على البيئة والنبات والصحة العامة.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج المرشد الزراعي، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد إمام، أستاذ المكافحة البيولوجية للآفات الحشرية، التابع لمركز بحوث الصحراء، مسألة خلط المبيد الفطري والحشري بالشرح والتحليل، ليُلقي الضوء على المعايير الواجب اتباعها في هذا الشأن، بالإضافة للشروط الواجب توافرها قبل الشروع والبدء في خطة المكافحة.
الرأي العلمي في مسألة خلط المبيد الفطري والحشري
في البداية أكد الدكتور أحمد إمام أن مسألة خلط المبيد الفطري والحشري، تتطلب أن يكون الشخص الذي يقوم بها على درجة كبيرة من الوعي والدراسة، التي تُتيح له معرفة المادة الفعالة الموجودة بكلٍ منهما، بالشكل الذي يمنع ويحول دون تفاعلهما، بشكل يضر بالبيئة والنبات والتربة، ما قد يترتب عليه المزيد من الآثار السلبية على الإنسان والصحة العامة.
ولفت أستاذ المكافحة البيولوجية للآفات الحشرية إلى أن أغلب الدراسات العلمية استقرت على عدم جواز خلط المبيد الفطري والحشري إجمالًا، نظرًا لخطورة هذا الأمر على الصحة العامة، بالإضافة لإضراره بالمزروعات، وتأثيره على حجم الإنتاجية المتوقعة بنهاية الموسم.
موضوعات مُتعلقة:
الحشرة والآفة.. أبرز الفوارق بينهما وتوقيت اللجوء لإجراءات المكافحة المُنضبطة
انتقل الدكتور أحمد إمام من إشكالية خلط المبيد الفطري والحشري إلى مسألة بالغة الأهمية، وهي الخاصة بالشروط الواجب توافرها قبل الشروع والبدء في خطة مكافحة الآفات، موضحًا أن على رأس هذه الشروط أن تكون البيئة الحاضنة طاردة في الأصل لهذه الآفة.
وقدم إمام شرحًا مُبسطًا لمصطلح البيئة الطاردة، موضحًا أن الأصل في خطة مكافحة الآفات هو تهيئة البيئة، بالشكل الذي يمهد لنجاح العلاج، وتحقيق النتائج المأمولة من استخدامه، ما يُمثل قيمة مُضافة تتجلى في زيادة إنتاجية المحصول، وتقليل هامش وتكاليف المُدخلات.
إقرأ أيضًا:
النظم الزراعية بالبيت المحمي.. ودور الإدارة في تعظيم عوائدها الاقتصادية
وضرب مثالًا أكثر وضوحًا لمعايير تهيئة البيئة الطاردة للآفات والأمراض مثل أعفان الجذور، مؤكدًا أن السبب الرئيسي لنشاط المُسببات المرضية هنا هو ارتفاع درجة الرطوبة، ما يعني ضرورة تقليل معدلاتها، بالحد الذي يتيح فاعلية أكبر للمبيد المُستخدم في القضاء على هذا العرض.
وأوضح أن وجود المُسبب المرضي – الرطوبة – يُعرقل نجاح خطة المكافحة، مهما كانت قوة المُبيد المُستخدم، ما يعني فشله في تحقيق الأثر الملموس، وهو الخطأ الشائع الذي يقع فيه بعض المُزارعين، دون وعي أو إدراك لمآلاته وآثاره الاقتصادية، وذلك حين يبدأون العلاج قبل تهيئة البيئة الحاضنة بشكل مُناسب.
شاهد.. أهم المعاملات الشتوية لمحصول البصل في ظل انخفاض درجات الحرارة
استخدام المبيدات دون وعي
ولفت الدكتور أحمد إمام إلى خطورة الخطأ الذي يرتكبها بعض المُزارعين، نتيجة عدم إلمامهم بالمعلومة الصحيحة، والمُتعلقة بضرورة تهيئة التربة قبل البدء في خطة مكافحة الآفات، وهو الأمر الذي يُعرقل المُبيد عن أداء دوره بنجاح، ما يترتب عليه لجوء المُزارع إلى ضخ المزيد من المبيدات، نظرًا لاعتقاده بعدم فاعلية ما قام باستخدامه في المرة الأولى، وهو الأمر الذي يُضر بالنبات والتربة، ويترتب عليه قتل الكائنات الحية المُفيدة للتربة، والإضرار بالصحة العامة، بسبب زيادة هذه المعاملات عن معدلها الطبيعي.