فول الصويا وجهود الدولة للارتقاء بمعدلات الإنتاجية، ومزايا الأصناف المصرية كانت واحدة من المحاور التي تطرق إليها الدكتور طارق صابر – باحث أول بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”.
الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا
في البداية عزا الدكتور طارق صابر عن الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا، لاحتواء بذوره على 20% زيت، و40% بروتين، لافتًا إلى أهم مزايا هذا البروتين، وهي احتوائه على كافة الأحماض الأمينية، اللازمة لتغذية الإنسان، فيما عدا حمض اللايسين.
القيمة الغذائية
أوضح الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية أن إضافة حمض اللايسين لبروتين الفول الصويا، يضاعف من قيمته الغذائية، بما يعادل القيمة الغذائية الموجودة في البروتين الحيواني، علاوة على فوائده الصحية التي تتفوق على اللحوم البيضاء والحمراء.
استعدادات وزارة الزراعة لموسم 2024
تطرق إلى استعدادات الوزارة لموسم زراعة فول الصويا الجديد “2024”، والذي يستهدف زراعة مساحة 400 ألف فدان، وتوفير التقاوي المعتمدة لتحقيق هذا الغرض، بالتعاون مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وشركات القطاع الخاص العاملة في هذا المجال.
دور الدولة والأجهزة المعنية في مضاعفة المساحة المنزرعة
لفت “صابر” إلى دور الدولة وأجهزتها المعنية، والتي عززت رفع معدلات الإنتاجية والمساحات المنزرعة، من 29 ألف إلى 160 ألف فدان موسم 2023، طبقًا للخطة العامة للاهتمام بالمحاصيل الزيتية، وفي مقدمتها فول الصويا ودوار الشمس، بعد إقرار نظام الزراعة التعاقدية.
وعرج الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية على ملامح خطة الارتقاء بإنتاجية محصول فول الصويا والمحاصيل الزيتية، موضحًا أن الدولة أولت ملف زيادة المساحات المنزرعة ومضافعة إنتاجيتها كامل اهتمامها، في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية ونشوب الحرب “الروسية – الأوكرانية”.
محاور خطة الوصول للاكتفاء الذاتي
أوضح أن هذا الاهتمام تجلى في حرص وزارة الزراعة على توفير بذور فول الصويا، عبر بوابة الاستيراد بمعدل 4 مليون طن سنويًا، لافتًا إلى الخطط الموضوعة لتقليص هذا الرقم، ومواصلة خطط التوسع في المساحات المنزرعة، التي تستهدف الوصول لنقطة الاكتفاء الذاتي.
وأشار الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من بذور فول الصويا، يتطلب وصول إجمالي المساحات المنزرعة إلى 3 مليون فدان، وهو الأمر الذي تضعه الدولة ضمن أولوياتها، لافتًا لوجود كافة المقومات اللازمة لتحقيق هذا الغرض.
محصول اقتصادي تصنيعي
تابع “صابر” شرحه للمزايا الاقتصادية الخاصة بمحصول فول الصويا، لافتًا لوجود ما يقرب من 200 صناعة غذائية، تعتمد اعتمادًا كليًا على هذا المحصول الاستراتيجي الهام، مثل مصنعات اللحوم والألبان والآيس كريم.
وعزز الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية أهمية محصول فول الصويا، موضحًا أنه يلعب دورًا بارزًا في اقتصاديات الدول الكبرى، كـ”الولايات المتحدة الأمريكية والصين”، ما دعا لتسميته بـ”الدولار الأخضر”، علاوة على الدور الفاعل الذي يلعبه في سد الفجوة الغذائية وتخفيض أسعار اللحوم والدواجن.
فوائده للتربة والمزارعين
سلط “صابر” الضوء على قيمة فول الصويا للمزارع المصري، موضحًا أنها تقوم بدور فاعل في تعزيز ومضاعفة خصوبة التربة، من خلال العقد البكتيرية التي تتبقى داخل الأرض بعد حصاد المحصول، والتي تقوم بإنتاج الآزوت والنيتروجين، بما يخدم المحصول التالي.
الخريطة الصنفية ومزايا “جيزة 111”
نوه الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية عن الأصناف الجديدة التي تم اعتمادها وهي “مصر 6 و10″، والتي انضمت للأصناف السابقة وأبرزها “جيزة 21، 22، 35، 82، 83، 111″، حيث حاز الأخير على رضاء قطاع عريض من المزارعين، نظرًا لملائمته لكافة أراضي الجمهورية، ما عدا الملحية وسيئة الصرف.
الأصناف المعتمدة
شدد “صابر” على ضرورة مراعاة التعامل مع المنافذ الرسمية، وفي مقدمتها الأقسام البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية، والإدارة المركزية لاعتماد التقاوي، وشركات القطاع الخاص العاملة في هذا المجال، للحصول على التقاوي المعتمدة، التي روعي توافر كافة المواصفات القياسية فيها، بما يعزز فرص تحقيق أفضل وأعلى معدلات الإنتاجية بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وعرض الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية إلى أبرز الفوارق بين نظم الزراعة، موضحًا أنها تحدث فارقًا ملحوظًا في نسبة المقننات المستخدمة من التقاوي، حيث تحتاج الزراعة اليدوية، 30 كجم تقاوي للفدان، فيما تصل إلى 25 كجم حال الاعتماد على نظم الميكنة الحديثة.
بذور التقاوي
دور وزارة الزراعة وشركات القطاع الخاص
ثمن “صابر” جهود السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في توسيع دائرة الشركات العاملة في مجال إنتاج بذور تقاوي فول الصويا المعتمدة، التي يتم توزيعها على جموع المزارعين، موضحًا أنها شهدت طفرة كبيرة خلال فترة توليه للمسؤولية.
تفوق كاسح للأصناف المصرية
كشف الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية، أننا نحتل المرتبة الأولى في معدلات الإنتاجية من وحدة المساحة، لافتًا إلى التفوق الملحوظ للأصناف المصرية على نظيرتها الأمريكية والصينية – تعد من دول المنشأ – وبنسبة لا تقل عن 30%.
وأعطى “صابر” نبذة تاريخية بسيطة موضحًا أن بذور فول الصويا دخلت إلى مصر عام 1970، ليتم زراعتها على مساحة 3 آلاف فدان، لافتًا لحجم الطفرة المتحققة في معدلات الإنتاجية التي لم تتعد حينها 300 كجم للفدان، لتتجاوز بفضل الجهود البحثية لأساتذة معهد المحاصيل الحقلية حدود الـ1.5 طنًا للفدان، فيما يتخطى مزارعي المنيا هذا الرقم وصولًا إلى ما يزيد عن 2 طنًا للفدان.
مقاومة الإصابة بالآفات
تطرق الباحث بمعهد المحاصيل الحقلية إلى واحدة من أهم وأبرز مزايا الأصناف المصرية عن نظيرتها التي يتم استيرادها من الخارج، موضحًا أنها تتميز بارتفاع مستوى مقاومتها للإصابة بـ”دودة ورق القطن”، ما قلل من حدود الخسارة الاقتصادية الناجمة عنها، والتي يتكبدها المزارع، علاوة على تقليل كلفة عمليات المكافحة، التي كانت تستنزف جانبًا لا يستهان به من هامش الربحية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
المحاصيل الزيتية.. “9” مكاسب اقتصادية من زراعتها بـ”الأراضي الجديدة”