استصلاح الأراضي والتنمية الزراعية الشاملة، واحدة من أبرز الملفات التي أولتها القيادة السياسية جل اهتمامها، في استشراف واضح ورؤية استباقية حكيمة للأحداث والوضع السياسي والاقتصادي الذي يمر به العالم من حولنا، وهي الرؤية التي أكدت على ضرورة العمل على حماية وتعزيز منظومة الأمن الغذائي القومي، وألا نكون رهنًا لأي قوة اقتصادية أو إقليمية أخرى، ما دعا لإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة، بالتزامن مع تعزيز العمل البحثي لتطوير السلالات وإنتاج هجن زراعية جديدة، والتوسع أفقيًا ورأسيًا في المساحات الزراعية، بما يلبي احتياجات المواطنين بشكل كامل.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور طارق صلاح سالم، رئيس قطاع استصلاح الأراضي، عن هذه الملفات باستفاضة، موضحًا أبرز محاورها وانعكاساتها المباشرة على منظومة الأمن الغذائي القومي، وخطط التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة.
تطوير القطاع الزراعي والحفاظ على الموارد المائية
في البداية أوضح الدكتور طارق صلاح سالم، أن مصر شهدت تطورًا ملحوظًا في مشروعات استصلاح الأراضي، مشيرًا إلى أنه تم حصاد قرابة 500 ألف فدان من القمح خلال الموسم السابق في المشروعات الزراعية الضخمة التي أطلقتها الدولة، مثل توشكى وغرب المنيا ومطروح، مؤكدًا على توجه الدولة نحو تعزيز الأمن الغذائي من خلال هذه المشروعات.
وأكد “سالم” أن الدولة بذلت جهودًا حثيثة للتغلب على العديد من التحديات التي واجهت مشروع توشكى، خاصة التعامل مع التضاريس الصخرية والجرانيتية، والتي تم تجاوزها بفضل الدعم السياسي اللامحدود من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوافر الإرادة والعزيمة الوطنية التي مكنت من إكمال المشروع بنجاح.
أهمية الصوب الزراعية
ولفت إلى أهمية مشروعات الصوب الزراعية التي تعتبر واحدة من أبرز المشروعات القومية، موضحًا أنها ساهمت في مضاعفة الإنتاجية الزراعية، وتقليل معدلات استهلاك الموارد المائية، بفضل اعتمادها على تقنيات الري الحديثة والمتطورة، علاوة على ميزاتها الأخرى المتمثلة في توفير فرص عمل لشباب الخريجين، وتحسين جودة المنتجات الزراعية، بما ينعكس بالإيجاب على زيادة الصادرات المصرية، والتي بلغت حوالي 6.4 مليون طن هذا العام.
تحسين تقنيات التخزين ودور الصوامع
تابع رئيس قطاع استصلاح الأراضي حديثه مشيرًا إلى أن الدولة اتخذت خطوات مهمة للحفاظ على المحاصيل، مثل مشروع إنشاء الصوامع الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبينًا أن هذا المشروع ساهم في تحسين طرق تخزين الحبوب، باستخدام التقنيات المتقدمة مثل التبخير والتعقيم، للحفاظ على الحبوب لفترات أطول، وتقليل الفاقد الناتج عن طرق التخزين غير المنضبطة، بما يعزز قوة منظومة الأمن الغذائي، ويقلل حاجتنا إلى الاستيراد.
خطط استصلاح الأراضي وتحسين إدارة المياه
كشف “سالم” أن مشروع تطوير الري الحُقلي كان له دور كبير في توفير كميات هائلة من المياه، موضحًا أن الدولة نجحت في تحويل مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تروى بنظام الغمر إلى أنظمة الري المتطورة، بالتوازي مع خطط تقليص المساحات الخاصة بالمحاصيل الشرهة للمياه، مثل الأرز والموز، وتوجيه الوفر المائي إلى مشروعات استصلاح الأراضي، مشددًا على أهمية استمرار الجهود البحثية الساعية لإنتاج أصناف جديدة تستهلك كميات أقل من المياه، مع تقصير فترة مكوثها بالأرض مثل صنف أرز “جيزة 178”.
تطوير الإنتاج الزراعي والمحافظة على الموارد
أشار الدكتور طارق سالم إلى الدور الملموس الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية، معاهده البحثية التابعة، في استنباط أصناف زراعية جديدة، تتميز بقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، واستهلاك كميات أقل من المياه، مؤكدًا أن الأصناف الجديدة مثل الأرز “جيزة 178” لا تستغرق سوى 135 يومًا حتى تصل لتمام النضج، وهي طفرة حقيقية في هذا الملف، مقارنةً بالأصناف القديمة التي كانت تحتاج إلى أكثر من 160 يومًا، ما يساهم في تعزيز خطط ترشيد استهلاك مواردنا المائية، وزيادة إجمالي الإنتاجية الزراعية بشكل مستدام.
تطوير نظم الري وتبطين الترع
انتقل “سالم” إلى مشروع “حياة كريمة”، الذي ساهم في تبطين 1164 كيلو متر، موضحًا أن مزايا هذا المشروع الذي ساهم في وصول المياه إلى نهايات الترع بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى تقليل نمو وانتشار الحشائش، والحد من الفاقد الناتج عن التبخر، مبينًا أن المشروع الوطني لتطوير الري الحقلي، تضمن توقيع بروتوكولات تعاون بين وزارتي “الزراعة والري” والبنك الزراعي المصري، لتقديم قروض بدون فوائد للمزارعين، لتحويل نظم الري من الري بالغمر إلى الري الحديث، ما أدى إلى زيادة كفاءة استخدام المياه، وتحقيق إنجازات كبيرة في ملف استصلاح الأراضي.
تدوير وتحلية المياه وإعادة استخدامها في استصلاح الأراضي
أشار رئيس قطاع استصلاح الأراضي إلى مشاريع “تدوير وتحلية المياه” والتي ساعدت في تعظيم الاستفادة من المصادر المائية غير المستخدمة، لافتًا إلى التحديات التي واجهت تلك المشاريع، والتي تم التغلب عليها بشكل علمي، ضاربًا المثل بما حدث في بحيرة المنزلة، للاستفادة من كميات المياه الضخمة التي كانت تلوثها، مع إعادة تحليتها وتدويرها لتستخدم في زراعة الأراضي.
وأكد أن محطة “بحر البقر” العملاقة، التي تم افتتاحها، تعد واحدة من أكبر المحطات في العالم، لافتًا إلى أنها تساهم في تحويل مياه الصرف الزراعي إلى موارد يمكن استغلالها في مشاريع الزراعة في سيناء، والأمر عينه بالنسبة لمشروع “مصرف المحسمة” بمحافظة الإسماعيلية، والذي ساهم في استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي، باستخدام المياه التي كانت مهدرة، وتسبب التلوث في البحيرات والمجاري المائية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
التغيرات المناخية وتاثيراتها الضارة على الزراعة
موضوعات قد تهمك..
تحديات زراعة محصول القطن وأبرز الأخطاء التي يقع فيها المزارعين
سعر ضمان محصول القطن للموسم الجديد وأبرز التوصيات لمعاملات الجني والحصاد
التوسعات الجديدة لزراعات محصول القطن وإجمالي المساحة المنزرعة هذا الموسم