حمض النيتريك واحد من المواد التي يستخدمها بعض المُزارعين، لتنقية النقاطات المستخدمة في عملية الري، وهو واحد من أكبر الأخطاء الشائعة، لما له من آثار سلبية على الأرض وحجم المحصول النهائي.
وهو الملف الذي تناوله الدكتور وليد أبو بطة أستاذ معهد البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية، أثناء حلوله ضيفًا على برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية.
حمض النيتريك وآثره السلبي على الموالح
حمض النيتريك هو أحد المواد الشائع استخدامها في تنقيه نقاطات المياه، له العديد من الآثار السلبية على أشجار الموالح، حيث يمتصه النبات باعتباره أحد مشتقات النيتروجين، وهو ما يسبب خللًا في عملية الإزهار والنمو.
وأكد الدكتور وليد أبو بطة أستاذ معهد البساتين أن عملية نمو النبات تعتمد بالأساس على وجود توازن بين الكربوهيدرات والسماد المستخدم في زراعة الأرض، ما يتطلب الالتزام بخطة تحمل القدر ذاته من التوازن.
وأشار أبو بطة إلى أن الكربوهيدرات تتكون في النبات كناتج لعملية البناء الضوئي، وهي العملية التي تأثرت بسبب التغيرات المناخية، ما يؤدي لتغير درجة سطوع الشمس وغيابها.
ولفت إلى أن التسميد الزائد في هذه الحالة يؤدي للعديد من الأضرار، وأبرزها اختلال عملية النمو في أشجار الموالح، ما يؤدي لوجود إثمارين في ذات الوقت “خضري وزهري”، والأخير قد يعوق الوصول لمحصول مُكتمل، ما يؤثر على الأرباح التي قد يجنيها المُزارع في النهاية.
التزهير المبكر للموالح.. أسبابه وطرق العلاج المناسبة
التزهير المبكر للموالح هو أحد نواتج سوء استخدام السماد في زراعة الموالح، وواحد من أبرز المشاكل التي قد يواجهها المزارعين، ما يهدد الوصول لمحصول كامل، ويعرضهم لخسائر كبيرة وقت الحصاد، ويعد حمض النيتريك أحد المواد التي قد يمتصها النبات باعتباره أحد أنواع الأسمدة، حيث أنه يدخل ضمن مشتقات النترات.
عوامل وأسباب التزهير المبكر
يعود التزهير المبكر للموالح إلى عدة أسباب، وعلى رأسها التغيرات المُناخية، والتي ترفع درجات الحرارة عن حدودها المُثلى لمُضي عملية نموها بشكل طبيعي.
والحد الطبيعي لدرجات الحرارة التي يمضي فيها نمو الموالح دون مشاكل هو اثنتا عشر درجة مئوية، وما يفوق ذلك يؤدي لتسريع وتيرة النمو والتزهير المُبكر.
التسميد الآزوتي الزائد وأثره على التزهير المبكر للموالح
يلجأ بعض المزارعين إلى التسميد أكثر من مرة على مدار الموسم، سواء عن طريق الآزوت أو النترات، اعتقادًا منهم أنه يؤدي لزيادة المحصول، ما يعطيهم الفرصة لربح وفير، وهو اعتقاد خاطىء بكل تأكيد، فيما تؤدي بعض الممارسات الخاطئة للنتيجة ذاتها مثل استخدام حمض النيتريك في تنقية “تسليك المناقط”.
من جانبه، أكد الدكتور وليد أبو بطة أستاذ معهد البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية، عدم صحة هذا الاعتقاد، مُشيرًا إلى أنه يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها حدوث خلل في الأشجار، ما يترتب عليه وجود نمو زهري ونمو خضري في نفس الوقت.
وفسر ظاهرة التزهير المبكر، بأن التسميد الزائد بواسطة النيتروجين أو النترات، يؤدي لتسريع وتيرة عملية النمو والأيض، ولهذا فهناك بعض الإجراءات التي يجب اتباعها، لتقليل الضرر الحاصل على محصول الموالح.
وأوضح أبو بطة أن الخطة الإرشادية المُتبعة تقتضي إيقاف التسميد الآزوتي في الأراضي الرملية منذ شهر سبتمبر، فيما يتم اتخاذ نفس الإجراء مع التربة الطينية قبلها بشهر وتحديدًا منذ نهاية أغسطس.
إيقاف الري أول خطوات العلاج
التزهير المبكر للموالح يحتاج لتحرك سريع، للحفاظ على باقي المحصول وتقليل حجم الضرر الناتج عنه، وهو مايستدعي اللجوء لعدد من الإجراءات من قِبل المزارعين، وأول هذه الخطوات هو تقليل معدل الري، ويختلف ذلك الإجراء بحسب طبيعة الأرض.
ونصح أبو بطة بالاكتفاء بتقليل الري بالنسبة للأراضي الرملية، باستخدام خط واحد بدلًا من خطين، على أن تكون هذه العملية “على الحامي”، مع تقليل المدة الزمنية لها أيضًا.
وبالنسبة للأراضي الطينية التي تستخدم نظام الغمر، يفضل إيقاف الري من الآن وحتى شهر فبراير.
شاهد: أبرز المشاكل التى تواجهة أشجار الفاكهة وحلولها
التسميد المُتبع حال حدوث التزهير المبكر للموالح
ولفت أستاذ معهد البساتين إلى أن التسميد الأزوتي الزائد يخل بالتوازن اللوني للثمار، موضحًا أن زيادة الأسمدة عن حدها اللازم، لا يترتب عليه زيادة المحصول بحسب الاعتقاد الشائع.
وأكد أن مركز البحوث الزراعية ومعهد البساتين وضع برنامج تسميدي في نشرة يتم توزيعها مجانًا، موضحًا أنه برنامج استرشادي، نظرًا لاختلاف طبيعة كل أرض عن الأخرى.
ونصح بإيقاف التسميد الآزوتي في الوقت الحالي واستبداله بالفوسفور، نظرًا لاحتياج الأرض الشديد لها، خصوصًا في الأراضي الرملية.
ووجه أبو بطة بتسميد الأرض بلتر واحد من فسفوريك الأسيد لكل فدان، لخدمة عملية التحول الزهري التي ستتم في المراحل التالية.
التقليم أفضل طرق التخلص من التزهير المبكر
يُعد التقليم واحد من أفضل الطرق المُتاحة للتخلص من ظاهرة التزهير المُبكر، مُشيرًا لاختلاف الطريقة المُستخدمة تبعًا لمساحة الأرض.
وأوضح أنه بالنسبة للمساحات أقل من 2 فدان، يُفضل استخدام طريقة جريد النخل، والتي يتم فيها تمرير ه على أشجار الموالح، لهز زهر النبات فقط بطريقة خفيفة، للتخلص من التزهير المُبكر، محذرًا بأن هز الفروع بطريقة قوية قد يؤدي لإسقاط الثمار.
وفيما يخص المساحات والمزارع الكبيرة، يتم التقليم باستخدام مواتير المياه، بتسليطها على الأشجار، للتخلص من التزهير المُبكر.
إقرأ أيضًا:
شعبة المجازر: السماسرة سبب أزمة صناعة الدواجن.. والبورصة هي الأمل الوحيد
الطعام المتوازن وعلاقته بتنشيط جهازك المناعي.. تعرف على التفاصيل
بعائد 21 ألف جنيه شهريًا.. “الغندور” ينصح شباب الخريجين بهذا المشروع