كشف الدكتور مجدي عاشور- مستشار مفتي الجمهورية – عن أن حكم احتكار السلعة – يتضح فيما حذرنا منه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قائلا ” من احتكر طعاما للمسلمين ضربه الله عز وجل بالإفلاس وبجزام”.
وأوضح “عاشور” خلال تقديمه برنامج “ساعة فقهية” المذاع على قناة مصر الزراعية، المقصود بهذا الحديث هو التحذير من قيام الأشخاص بتخزين سلعة أو احتكارها ما لحين بيعها بسعر أعلى لافتا إلى أن المقصود هنا بالطعام ليس الطعام فقط وإنما أي شئ يحتاجه المجتمع أو الدولة.
وأشار مستشار المفتي أن الجزاء الذي نبأنا به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، و حكم احتكار السلعةهو إبتلاء الفاعل بمرض “جزام” أي مرض خطير أو خبيث، محذرا من قيام الأشخاص برفع أسعار السلع بدون داع، لافتا إلى أن الدولة كي ترفع سعر الوقود “25 قرشا” فإنها تشكل لجنة وتقود بدراسة الأمر وارتباط بالأسواق العالمية.
شاهد| تعرف على حكم احتكار السلعة وعقوبة المحتكر فى الشريعة
وبين “عاشور” أن المسئول عن رفع سعر أي سلعة هم اللجان المختصة في الشعب مثل شعبة الجزارة وشعبة البقالة وغيرها من الشعب المختصة، منوها إلى أنه ليس لأي شخص القيام برفع سعر السلعة من تلقاء نفسه، متسائلا لماذا يفعل البعض هذا الأفعال في الفقراء بدلا من مساعدتهم.
حكم احتكار السلعة وعقوبة المحتكر فى الشريعة
ونوه مستشار المفتي إلى أن المولى عز وجل قال في “القرآن الكريم” : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، مشيرا إلى أنه وفقا لهذه الأيه الكريمة فإن من يقوم بهذا الفعل فإنه يأكل هذه الأموال “سحت” وفيه قتل للنفس لأن من يفعل ذلك يقتل غيره ويعصره لأنه لا يملك الأموال اللازمة، وكذلك يقتل نفسه لأن هذه الأموال التي يحصل عليها ستكون سببا في دخوله النار.
وبشر “عاشور” من يستغل حاجات الناس فإن سيدنا النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يبشرك بالإفلاس، فإن من يجمع الأموال عبر استغلال حاجات الناس أو احتكر السلع فإنه قد يمرض، وينفق ماجمعه من أموال لردع الألم الذي يصيبه، لذا فإن النصيحة كما يقول المثل “طالما إن الأمر بإيدك فلماذا تحلها بأسنانك”، لذا لا تأكل أموال الناس بالباطل في ضوء توضيحه لـ حكم احتكار السلعة .
وكشف مستشار المفتي عن أن كل “لحم نبت من سحت فالنار أولى به”، منبها من يقومون برفع الأسعار لابد وأن يكون بمعايير ودراسات موضحا أن سيدنا الإمام على بن أبي طالب – أمير المؤمنين في الكوفة – أخبره أهل مكة أن “الزبيب قد غلى سعره فما العمل” فرد قائلا “أرخصوه بالتمر”، مفسرا ذلك بأن إذا كان سعر “الزبيب” 70 جنيها، فلماذا وسعر التمر “10 جنيهات” فعلينا شراء التمر وترك الزبيب ليأكله التجار، لذا عندما يتم فعل ذلك فإن سعر “الزبيب” سينخفض، لذا فإن أي شئ سعره يرتفع يمكن أن “نرخصه” بتقليل الاستخدام، وبذلك تنخفض الأسعار في الأسواق لضمان بيع البضاعة بدلا من عدم بيعها.
اقرأ أيضا
مجدي عاشور: تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي عنها يكون بالآداب والضوابط الشرعية
هل يجوز منح ابنتي جزء من مال الزكاة؟ د.مجدي عاشور يجيب