حشيشة الفرس أو الجروة واحدة من الخيارات التي يعتمد عليها بعض مزارعينا، كبديل متاح يغني من وجهة نظرهم عن زراعة البرسيم والأعلاف الخضراء، وهو الرهان الذي قد يعرضهم لخسائر اقتصادية ضخمة، لا يدركون مغزاها، ما يحتم تسليط الضوء على هذا الملف، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين للفهم والاستيضاح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور مصطفى عبد الجواد – أستاذ الأعلاف الخضراء بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مخاطر “الجروة” و”حشيشة الفرس” بالشرح والتحليل.
الخريطة الصنفية لمحصول البرسيم
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عبد الجواد عن أفضل من حيث معدلات الإنتاجية، والتي يمثل الاعتماد عليها تحقيقيًا واقعيًا لخطط الاستفادة من وحدة المساحة، كما هو موضوع لها ومستهدف منها.
وقدم “عبد الجواد” تعريفًا بأفضل أصناف البرسيم والأعلاف الخضراء المتاحة للزراعة بمنطقة الجيزة صعيد مصر، مؤكدًا أن أفضل السلالات المتاحة لمصر الوسطى وجنوب الصعيد هما “جيزة 6″ و”سدس 2”.
وتطرق أستاذ الأعلاف الخضراء بمعهد المحاصيل الحقلية إلى الأصناف المثالية لمناطق شمال ووسط الدلتا ومحافظات الوجه البحري، موضحًا أن “جميزة 1″ و”الهلالي” و”سخا 4″، تُعد أفضل الخيارات المتاحة لمزراعيها.
وأكد “عبد الجواد” أن أحد أفضل التوصيات التي يمكن العمل بها عند زراعة تلك الأصناف، هو أن يتم كسرها عام بعام، وهي المسألة التي تعزز طموحات المزارعين بتحقيق أفضل إنتاجية ممكنة منها.
المخاليط العلفية
ونصح أستاذ الأعلاف الخضراء بمعهد المحاصيل الحقلية بزراعة المخاليط العلفية مع محصول البرسيم، موضحًا أن “الشعير السايكو” و”التريتيكال” و”الشوفان” و”الروي جروس”، تأتي ضمن أفضل الخيارات التي يمكن الاعتماد عليها خلال الموسم الشتوي.
“حشيشة الفرس”
سرطان يهدد أرضك وإنتاجك
حذر “عبد الجواد” من مخاطر “الجروة” أو “حشيشة الفرس”، والتي قد لا يدركها السواد الأعظم من عموم المزارعين وصغار المربين، مؤكدًا أنها بمثابة السرطان الذي يهدد كافة الأراضي الزراعية.
ولفت إلى أن بعض المزراعين يعتمدون عليها في مشروعات الإنتاج الحيواني، نظرًا لارتفاع درجة قبولها واستساغتها لدى حيواناتهم، موضحًا حجم الضرر الناتج عنها، بسبب قدرتها على امتصاص أغلب العناصر الزراعية الموجودة بالتربة.
وعزا “عبد الجواد” التبعات السلبية الناجمة عن زراعة “الجروة” أو “حشيشة الفرس” إلى أنها تمتلك خواص تمكنها من التوسع القاعدي، وهي المسألة التي حجم الإنتاجية المتوقعة لمحصول القمح.
وأكد أن زراعة “الجروة” أو “حشيشة الفرس”، يقلص حجم الإنتاجية المتوقعة من محصول القمح بنسبة لا تقل عن 50%، وذلك حال زراعته في الموسم التالي لها.
شاهد..