ظهر نوع من الحشرات سمى بـ حشرات السيلد مع أواخر الثمانينات، سببت أزعاج لمزارعى الزيتون ، ثم ظهر نوع أخر عام 2005 فى مزارع الكمثرى أضاف مشكلة لمزارعى الكمثرى على مشكلة اللفحة النارية ، مما أستدعى جهود غير مسبوقة من وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية لمواجهة هذه المشاكل ، وبجهود الجهات المسئولة تم تحديد الأسباب والأضرار ووضع الحلول العلمية للحد من خطورة هذه الآفات ، وفى هذا المقال نوضح للأخوة المزارعين والمهتمين بوقاية النبات كل ما يتعلق بهذا الموضوع حتى نستطيع التعامل الجيد مع هذه الآفات والسيطرة عليها والنهوض بإنتاجية محصولى الزيتون والكمثرى.
حشرات السيلد أو قمل النبات القافز تتبع رتبة متشابهة الأجنحة Homoptera :
كلمة Psyllid يونانية الأصل مفردة جمعها Psylla تنطق بالعربية سيلد للمفرد وسيلا للجمع وتعنى قمل النباتات القافز Jumping plant lice وترجع هذه التسمية “القمل” إلى تفضيل النباتات التى يغطيها الغبار والأتربة (النباتات غير النظيفة) أما “القافز” فترجع إلى تحور الرجل الخلفية لحشرات السيلد للقفز بحيث تقفز الحشرة بمجرد الأقتراب منها.
يوجد فى العالم عدد كبير من حشرات السيلد يزيد عن 100 نوع ، تصيب العديد من النباتات (أشجار الفاكهة – أشجار وشجيرات الزينة – أشجار خشبية – محاصيل حقلية – مسطحات خضراء ..ألخ) ، أما فى مصر فقد وصل عدد أنواع السيلد المسجلة إلى 23 نوع وذلك حتى 2013 ، معظمها ليست لها أهمية إقتصادية، وكانت البداية فى مصر فى مارس 1988 حيث ظهرنوع من السيلد أصاب أشجار الزيتون عرف باسم “سيلد الزيتون” أو الحشـرة القطنية وذلك فى منطقة رفح بالعريش وبعد فحص الأشجار أتضح أنه نوع جديد يسجل للمرة الأولى فى البيئة المصـرية وقد تسبب فى مشاكل ضخمة فى بساتين الزيتون فى مصر وقد تم تكثيف الجهود حتى أصبح حالياً تحت السيطرة، فى عام 2007 تم تسجيل نوع جديد من حشرات السيلد على أشجار الكمثرى فى منطقة رفح بالعريش وبعض المناطق بمحافظة الأسماعيلية تسبب فى كثير من المشاكل فى بساتين الكمثرى وقد أنتشر بسرعة فى معظم زراعات الكمثرى وحالياً تم الحد من أنتشار ومكافحة هذا النوع وبالفعل تم التوصل لنتائج جيدة.
ولأهمية هاتين الحشرتين أود نشر الوعى الثقافى ببعض المعلومات عن حشرات السيلد للمهتمين فى مجال الزراعة وخاصة وقاية النباتات وللأخوة مزارعى الزيتون والكمثرى.
الصفات العـامة لـ حشرات السيلد
– معظم حشـرات السيلد وحيدة العائل Monophagous بمعنى أن النوع الواحد من حشرات السيلد يتغذى على نوع واحد من النباتات فقط بحيث تتمشى دورة حياة الحشرة مع دورة حياة العائل النباتى ، وتسمى الحشـرة بأسم العائل النباتى الذى تصيبه فمثلاً النوع الذى يصيب الكمثرى يسمى قمل الكمثرى والنوع الذى يصيب الزيتون يسمى قمل الزيتون وهكذا بالإضافة لتسميات محلية من المزارعين فالنوع الذى يصيب الزيتون يطلق علية القطنية بسبب الأفرازات التى تفرزها الحشرة ، أما النوع الذى يصيب الكمثرى فيطلق علية العسلة أو قمل الكمثرى بسبب كميات الندوة العسلية التى تفرزها الحشرة .
– حشرات صغيرة الحجم يتراوح طولها 2- 5 مم وهى قريبة الشبه بالمنّ ولكن (لايوجد لها ممصات أو ذنب ) فى منطقة نهاية البطن.
– الرجل الخلفية متحورة للقفز والرسغ ذو عقلتين وله مخلبان ونلاحظ أن الحشرة تقفز (مثل البرغوث) بمجرد الأقتراب منها.
– قرون الأستشعار طويلة مكونة من 5-10 عقل.
– حشرات السيلد في كلا الجنسين مجنحة والأجنحة الأمامية غالباً أغلظ من الخلفية والأجنحة تنطبق على بعضها أثناء الراحة والوقوف على النبات مكونة شكل جمالون ، وكل نوع له شكل معين عند وقوف الحشرة على النبات ، فحشرة الزيتون تكون ملتصقة بالنبات تماماً ، أما حشرة الكمثرى فتكون زاوية حادة مع النبات وهذا يفيد فى التعرف المبدئى على الحشرة وتمييزها عن حشرات المنّ.
– أجزاء الفم في حشرات السيلد ثاقبة ماصة والشفة السفلى (البوز) مكونة من 3 عقل .
– الحشـرات الكاملة والحوريات تتغذى على عصارة النبات وتفرز كميات كبيرة من الأفرازات الشمعية البيضاء بأشكال مختلفة حسب النوع بالاضافة لإفرازها ندوة عسلية بغزارة.
– حشرات سيلد الكمثرى تنقل المسببات المرضية لأشجار الكمثرى بينما حشرات سيلد الزيتون لم يثبت حتى الآن نقلها لمسببات مرضية.
خطورة حشرة سيلد الزيتون أو حشرة الزيتون القطنية
تكمن خطورة هذه الحشرة فى ميعاد ظهورها ، حيث تظهر مع بداية الربيع عند تفتح أزهار الزيتون فتفرز الحشرات الكاملة والحوريات أفرازات قطنية كثيفة تلتف حول العناقيد الزهرية لتختبىء بداخلها والتغذية على مكونات الأزهار ، ومما يزيد من خطورة الحشرة أفراز كميات غزيرة من الندوة العسلية تغرق الأزهار وتلوث الأوراق فتكون بيئة مناسبة لنمو فطريات العفن الأسود الرمية وتكون نتيجة لكل ما سبق نقص شديد فى عقد الثمار وفشل التلقيح وبالتالى إنخفاض شديد فى كمية المحصول.
لماذا تظهر حشرة الزيتون القطنية فى الربيع؟
أثبتت الدراسات البحثية وجود مركبات فينولية فى أشجار الزيتون ، يصل عدد هذه المركبات إلى 13 نوع من الفينولات ، وعند بداية التزهير يختفى نوع واحد من هذه الفينولات ، فتظهر الحشرة وتصيب العناقيد الزهرية ، وبمجرد أنتهاء فترة التزهير وأكتمال العقد يظهر هذا النوع من الفينولات مرة أخرى فتختفى الحشرة ولا تظهر إلا فى العام التالى ، هذا يعنى أن هذا النوع من الفينولات طارد لهذه الحشرة ، وأن ظهور الحشرة مرتبط كلياَ بهذا النوع من الفينولات.
ما يجب أتخاذه من إجراءات لمواجهة خطر حشرة الزيتون القطنية؟
حيث أن ظهور هذه الحشرة مرتبط بفترة الزهير وهذه الفترة حرجة بالنسبة للرش بالمبيدات حيث الحشرات الملقحة وضعف الأزهار ، لذلك يجب إتباع برنامج يتناسب مع سلوك الحشرة وأماكن أختبائها كالتالى:
1. بمجرد جمع محصول الزيتون وإنتهاء تقليم الأشجار يتم رش الأشجار بأحد المركبات التى توصى بها وزارة الزراعة ضد الحشرات الثاقبة الماصة مخلوطاً بأحد الزيوت المعدنية ويكون الرش على شكل غسيل للأشجار.
2. ضرورة التخلص من السرطانات حيث أنها أماكن إختباء الحشرة ومصدر العدوى للموسم الجديد ويراعى تطهير أماكن السرطانات ودهان جذوع الأشجار بعجينة بوردو.
3. رش الأشجار مرة أخرى خلال الفترة من يناير وفبراير للقضاء على أى حشرات من الممكن أن تكون مازالت موجودة وبالتالى لا نحتاج للتدخل بالرش خلال فترة التزهير ولضمان أزهار وعقد جيد بدون مشاكل.
أهمية حشرة سيلد الكمثرى أو قمل الكمثرى القافز
ظهرت حشرات السيلد عام 2005 فى مزارع الكمثرى بالعريش ثم أنتشرت بسرعة لمعظم زراعات الكمثرى ، هذه الحشرة موجودة على أشجار الكمثرى طوال العام ، ولها مظهرين شتوى وصيفى بالنسبة للحشرات الكاملة ففى الشتاء يكون لونها أدكن من المظهر الصيفى كما تختلف قليلاَ فى الحجم ، ترجع خطورة هذه الحشرة فى نقل أحد المسببات المرضية (فيتوبلازما) لأشجار الكمثرى ، ويسبب أنسداد فى أوعية اللحاء فيمنع نزول العصارة من أعلى الأشجار لأسفلها ، وعلى مدار الوقت حوالى سنتين تقريباَ يحدث أنسداد تدريجى لهذه الآوعية الناقلة للعصارة ويظهر موت تدريجى على الأشجار وخاصة مع فترة ما قبل جمع المحصول نتيجة لأجهاد الأشجارفتتساقط الثمار الناضجة والجاهزة للجمع على الأرض ويفقد المزارع محصوله.
ما يجب أتخاذه من إجراءات لحماية أشجار الكمثرى:
1. بعد جمع المحصول يوصى بإجراء رشة أولى غسيل لأشجار الكمثرى للقضاء على تعداد الحشرة كما سبق حسب توصيات وزارة الزراعة ضد الحشرات الثاقبة الماصة.
2. يجب التخلص من الحشائش أسفل الأشجار حيث أنها أماكن إختباء الحشرة.
3. دهان جذوع الأشجار بالطلاء الأبيض و مناطق الجروح.
4. يوصى بإجراء رشة ثانية قبل التزهير مع مراعاه تغيير المبيدات التى أستعملت فى الرشة الأولى.
مقال
حشرات السيلد أو قمل النباتات القافزفي بساتين الفاكهه
إعداد
دكتور/ عباس سيف النصر يوسف
رئيس بحوث متفرغ
معهد بحوث وقاية النباتات
اقرأ أيضا
تكاليف المكافحة الحيوية.. العوائد الاقتصادية ومعدلات القضاء على الآفات والأمراض
مواصفات عجول التسمين.. شروط اختيار رؤوس الماشية لمشروع ناجح
عيش الغراب.. 4 فوائد لزراعته والمواصفات الجيدة لمكان الزراعة
أقراص غاز الفوسفين.. ضوابط استخدامها وإجراءات الحد من انتشارها
لا يفوتك
أهمية زراعة نبات عباد الشمس كواحد من أهم مصادر الزيوت الزيتية في مصر