حشائش المحاصيل الصيفية تمثل واحدة من أخطر الآفات التي تهدد تلك الحاصلات الاستراتيجية الهامة بخسائر اقتصادية ضخمة، تتجاوز في بعض الحالات حدود الـ60%، ما يحتم ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والتوصيات الفنية الواردة بشأنها، للحيلولة دون تفاقم وانتشار الإصابة، ما ينعكس سلبًا على حجم الحصاد المتوقع.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبده عبيد – مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
حشائش المحاصيل الصيفية
خسائر اقتصادية ضخمة
في البداية تحدث الدكتور عبده عبيد عن الحشائش بشكل عام، مؤكدًا أنها تشكل خطورة كبيرة على كافة المحاصيل الزراعية – سواء كانت شتوية أم صيفية – نظرًا لحجم الخسائر الناجمة عنها.
ولفت إلى أن متوسط الخسائر المتوقعة يتراوح عادة بين 20 إلى 30% من حجم وإجمال الحصاد المتوقع، فيما قد يرتفع هذا الرقم ليصل لمعدلات رقمية خطيرة، في حالات الإصابة الوبائية.
وسلط “عبيد” الضوء على بعض الحالات التي قد تتصاعد نسبة الخسارة الاقتصادية فيها وصولًا لفقد كامل المحصول، ضاربًا المثل ببعض المحاصيل التي تشتهر بانتشار الآفات المتطفلة فيها مثل الفول والهالوك.
أبرز الأخطاء الشائعة
مخاطر حشائش نهاية الموسم
تطرق الدكتور عبده عبيد إلى حزمة الإجراءات الوقائية الواجب تنفيذها، للحيلولة دون انتشار حشائش المحاصيل الصيفية، وتقليل حد الضرر الاقتصادي الناجم عنها.
ولفت مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش إلى بعض الثغرات والأخطاء التي قد تؤدي لمضاعفة متوسط الفاقد من المحصول، وفي مقدمتها إهمال إزالة تلك الآفة في نهاية الموسم، والتي أوجز أضرارها في النقاط التالية:
- تعزز فرص نثر بذور الحشائش في التربة، حيث يصل معدل بعضها لإنتاج ما يفوق الـ200 ألف بذرة
- توفير البيئة الملائمة لنقل العدوى لمحصول الموسم التالي
- مضاعفة مخزون البذور في التربة
- يكلف المزارع 7 مواسم كاملة للتخلص من أثرها
اشتراطات استخدام الأسمدة البلدية
تطرق “عبيد” إلى نقطة أخرى بالغة الخطورة، والمتمثلة في استخدام أسمدة بلدية غير كاملة التحلل، نظرًا لتداعياتها السلبية على النباتات، وإسهاماتها في انتقال بذور الحشائش للتربة.
وشدد على ضرورة التأكد من استخدام الأسمدة البلدية المطابقة للمواصفات، والتي سبق “كمرها” لضمان خلوها من بذور الحشائش.
نقل الحيوانات والماشية
لفت “عبيد” إلى واحدة من أهم التوصيات الواردة بهذا الشأن، لتقليص فرص انتقال العدوى، محذرًا من انتقال الماشية والأغنام من رقعة زراعية لأخرى، نظرًا لكونها أحد مصادر انتقال بذور الحشائش والعدوى.
أراضي نهايات الترع
واصل “عبيد” تقديم توصياته الفنية للمزارعين للحد من فرص انتشار حشائش المحاصيل الصيفية إلى أراضيهم، مشددًا على خطورة الاستعانة بالتربة الموجودة في نهايات الترع، والتي يعتمد عليها البعض لتحسين خواص ورفع كفاءة الأراضي الجديدة والمستصلحة.
وأكد أن ارتكاب هذا الخطأ يكلف المزارع خسائر فادحة، نظرًا لكون التربة الموجودة في نهايات الترع، واحدة أكثر المناطق الموبوءة ببذور الحشائش، علاوة على احتوائها على أجزاء كثيرة من الحشائش المعمرة.
حشائش المحاصيل الصيفية
محاذير حرث التربة المصابة
نبه الدكتور عبده عبيد على خطر آخر يهدد المزارعين، مؤكدًا أن حرث الأراضي المصابة ـ”حشائش المحاصيل الصيفية المعمرة – النجيل، العليق على سبيل المثال – يضاعف قدرتها على التكاثر والانتشار بشكل أكبر في التربة، على أن يتم فصلها وحرقها بعيدًا عن الأرض.
وقدم “عبيد” شرحًا مبسطًا لأضرار العليق على القمح، موضحًا أنه يضاعف فرص حدوث ظاهرة الرقاد، بالإضافة لرفع نسبة الرطوبة الموجود في النباتات ما يؤخر اكتمال جفاف البذور على النحو المطلوب، علاوة على كونها تمثل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والحشرات.
قوة الصنف
ركز الدكتور عبده عبيد على ضرورة انتقاء تقاوي الأصناف المعتمدة، ذات مواصفات الجودة والمقاومة العالية ضد حشائش المحاصيل الصيفية، لتعزيز قدرة النباتات على النفاذ للتربة واستخلاص احتياجاتها، والتغلب على منافسة تلك الآفات لها.
طريقة الزراعة
أكد الدكتور عبده عبيد أن اختيار طريقة الزراعة الصحيحة، يمثل أحد أشكال المكافحة الوقائية، لافتًا إلى أن الزراعة على خطوط، تمنح المزارع الأفضلية الكاملة والقدرة على التخلص من تلك الآفات إلى حد بعيد.
وأوضح أن الزراعة بطريقة “النثر” تعوق تنفيذ معاملات مكافحة حشائش المحاصيل الحقلية، وتحول دون نجاحها على النحو المطلوب.
شاهد..
الحشائش الشتوية.. أضرار الأنواع “العريضة والمُتسلقة” وآليات اختيار خطط المكافحة
لا يفوتك..