حساسية الجلوتين كانت محور حديث الدكتور محمود محمد بنداري – مدير معمل أبحاث منتجات خالية الجلوتين، معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، مركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار رمضان”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نبذة عامة عن حساسية الجلوتين
في البداية عرف الدكتور محمود محمد بنداري حساسية الجلوتين بأنها أحد الأمراض الشائعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والمعنية بتحسس بعض الأفراد ضد البروتين الموجود في دقيق القمح، ما يؤدي لردة فعل عنيفة من الجهاز المناعي لهؤلاء الأفراد، وتحطيم القناة الهضمية وبخاصة في الأمعاء الدقيقة، حال تناول أي منتج من منتجات القمح.
وعرض “بنداري” قائمة أبرز الأصناف الممنوعة على مرضى حساسية الجلوتين، وفي مقدمتها “القمح، الشعير، الشوفان”، ومنتجاتها من المخبوزات والمعجنات، مهما كانت ضآلة محتواها من هذه الحبوب، وهي المسألة التي يتوجب مراعاتها، في المحتوى الغذائي اليومي المقدم لهؤلاء الأفراد.
قائمة المحظورات
تناول مدير معمل أبحاث منتجات خالية الجلوتين، قائمة المحظورات الخاصة بمرضى حساسية الجلوتين، موضحًا أنها تشمل عدم التعامل مع أي أطعمة أو مخبوزات، تم تصنيعها بالقرب من أماكن تحضير وإعداد المعجنات والمخبوزات المصنعة من القمح أو الشعير أو الشوفان، حيث تؤدي لنفس ردة الفعل العنيفة، وتعزز من تحسس الجهاز المناعي لهؤلاء الأفراد ضدها.
ونفي وجود أي أدوية أو علاج فاعل ضد مرض حساسية الجلوتين حتى هذه اللحظة، موضحًا أنه وبرغم تواصل الأبحاث والتجارب الساعية لإيجاد حل لهذه المعضلة على مستوى العالم، إلا أنها لم تؤتي بأي جديد.
شرح مبسط للحالة
قدم “بنداري” شرحًا مبسطًا لمسألة حساسية الجلوتين، موضحًا أن “الجلوتين” عبارة عن مادة بروتينية مركبة من جزئين، الأول هو “الجليادين” وهي مادة قابلة للذوبان في الماء، والثاني هو “الجلوتينين” وهو مادة غير قابلة للذوبان في الماء.
وأوضح أن “الجليادين” هو السبب الأساسي لمشاكل مرضى حساسية الجلوتين، حيث يحمل صور “ألفا وجاما”، وهي الصور المؤلمة لأجسادهم، والتي تضاعف من ردة الفعل العنيفة للجهاز المناعي لهؤلاء الأفراد.
الأعراض المصاحبة
سلط “بنداري” الضوء على تبعات تناول مرضى حساسية الجلوتين لأي منتجات مصنعة من دقيق القمح أو التي تحتوي على نسبة من الشوفان أو الشعير، موضحًا أن المخ يعطي إشارات سريعة للجسم بعدم هضم هذه المأكولات، مع ما يصاحبها من أعراض أبرزها:
- الإصابة بالإسهال
- الانتفاخات
- خروج روائح كريهة من الجسم
- عدم امتصاص العناصر الغذائية
- ضعف عام
- هزال
نسبة انتشار المرض حول العالم
أكد مدير معمل أبحاث منتجات خالية الجلوتين، أن نسبة انتشار هذا المرض تصل إلى 1.5% على مستوى العالم، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ما دعا غالبية المراكز البحثية على مستوى العالم، للبحث عن بدائل غذائية ومخبوزات خالية من المواد، التي تسبب هذه المشاكل لمرضى حساسية الجلوتين.
وكشف “بنداري” أن قائمة مرضى حساسية الجلوتين تشمل الفئات العمرية من بداية الفطام، وإن كانت المشكلة تتبدى بشكل أكبر من سن الـ30 عامًا، بنسب إصابة تعادل ذكر 1 مقابل كل 3 إناث في الشرائح المصابة بهذا المرض على مستوى العالم.
وأكد الأستاذ بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أنه تم إنشاء وحدة أبحاث منتجات خالية من الجلوتين بحلول عام 1999، لإتاحة مخبوزات بديلة مصنعة من دقيق الذرة، الذي يعد أفضل البدائل المتاحة التي تم التوصل إليها بما يتناسب مع احتياجات مرضى حساسية الجلوتين.
تحاليل وإجراءات واجبة
أشار “بنداري” لعدم إمكانية تمييز “حساسية الجلوتين” عما سواها، نظرًا لتشابه أعراضها مع باقي أنواع الحساسية الأخرى، والتي تشمل الإصابة بالإسهال المزمن وانبعاث الروائح الكريهة، فيما قد تتطور الحالة وصولًا لـ”حكة واحمرار الجلد”، ما يحتم ضرورة خضوع المريض لعمل تحليل لمضادات الجلوتين الموجودة في الدم.
وأكد أن الخطوة التالية تستوجب أخذ عينة بواسطة أطباء الأمعاء الدقيقة، لتحديد نسبة التهتك التي حدثت بالمعدة جراء ردة الفعل العنيفة التي يقوم بها الجهاز المناعي لمريض حساسية الجلوتين، لتحديد ووضع برنامج غذائي بديل، بما يتناسب مع احتياجات الحالة.
ولفت إلى أن مستشفى “أبو الريش” تعد من المستشفيات الرائدة في التعامل مع مرضى حساسية الجلوتين، موضحًا أنها كانت من أولى الجهات الطبية التي تمكنت من تشخيص المرض، والتعامل مع الحالات المرضية المصابة به.
تداعيات إهمال التعامل الصحيح مع المرض
كشف “بنداري” عن التداعيات الصحية الخطيرة، الناجمة عن الإصابة بمرض حساسية الجلوتين، والتي تبدأ بالهزال والأنيميا، وقد تصل للإصابة بـ”التقزم” وتوقف نمو الشخص المصاب بشكل واضح، نتيجة فقده للعديد من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات، وهي المسألة التي توجب التعامل معها بشكل صحيح لتجاوز أضرارها.
وأكد أن إهمال التعامل الصحي والطبي مع حالات الإصابة بهذا المرض، قد يؤدي بخلاف التداعيات والأعراض السابقة التي تمت الإشارة إليها، لتتجاوزها بشكل أكثر عنفًا، وصولًا للإصابة بأمراض السرطان، ما يفرض تعاملًا واعيًا مع مثل هذه الحالات.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
حساسية الجلوتين نصائح وارشادات للتعامل مع الحالة
موضوعات مشابهة أو ذات صلة..
التغذية السليمة.. “الروشتة النبوية” لوجبة الإفطار والتوقيت الأمثل لتناول الفاكهة
التوقيت الأمثل لممارسة الرياضة في شهر رمضان وقواعد التغذية الصحية