التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على القطاع الزراعي والمحاصيل المختلفة، وطرق تجاوزها والحد من أضرارها، كانت من أهم المحاور التي تطرق لها الدكتور محمد فهيم – رئيس مركز معلومات تغير المناخ – خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامي اسكندر أحمد، مقدم برنامج “بشرة خير”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التغيرات المناخية وعلاقتها بقطع الأشجار
في البداية صحح الدكتور محمد فهيم بعض المفاهيم الشائعة المغلوطة، التي تم تداولها بشكل غير علمي عبر منصات السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، مؤكدًا أن الارتفاع الشديد في درجات حرارة فصل الصيف ليس له أدنى علاقة بعمليات قطع الأشجار، ولا تؤثر فيها على الإطلاق.
وأكد “فهيم” أن مثل هذه التغيرات المناخية الحادة، قد تتأثر بعمليات القطع الجائر التي تحدث لمليارات الأشجار الموجودة بالغابات الواسعة، التي تمثل رئة العالم ومتنفسه الطبيعي، وأشهرها غابات الأمازون والكونغو.
التوصيات العلمية للتغلب على التغيرات المناخية
قدم مدير مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة عددًا من التوصيات الفنية للتغلب على موجات ارتفاع درجات الحرارة والحد من تداعياتها وأضرارها السلبية على المحاصيل الزراعية المختلفة، والمتعلقة بتطبيق ثلاثة استراتيجيات أساسية لا غنى عنها في مثل هذه الحالات:
- تقريب فترات تطبيق مناوبات الري
- إضافة حامض الفولفيك أو نترات الماغنسيوم مع مياه الري وبخاصة خلال فترات التزهير والعقد
- رش بعض المركبات التي من شأنها حماية ثمار بعض المحاصيل الحساسة كـ”المانجو والطماطم” من لسعات الشمس، وأشهرها سيليكات الألمونيوم والجير المخفف
قواعد واشتراطات السلامة العامة للمزارعين
شدد “فهيم” على أهمية حفاظ المزارعين على سلامتهم الشخصية من التعامل المباشر مع أشعة الشمس خلال موجات الحرارة المرتفعة والحادة، مع اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات الوقائية التي تضمن وقايته من أضرارها، ومنها ارتداء الملابس الفضفاضة وواقي الرأس، محذرًا من مخاطر ارتداء الملابس ذات الألوان الداكنة، والتي تشكل بفرض المزيد من الإجهاد الحراري الواقع على الإنسان، وتهدد بالعديد من التداعيات الصحية على المدى البعيد.
ولفت مدير مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبير إلى عدم كفاية خبرة المزارعين المتوارثة عبر الأجيال، للوصول لسبل التعامل الصحيح مع انحرافات الطقس الحادة والتغيرات المناخية، والتي تشكل واقعًا جديدًا فرض على مجتمعاتنا، وهي المهمة التي أوكل مسؤولياتها إلى المؤسسات العلمية المتخصصة والخبراء والباحثين العاملين في هذا المجال.
جهود الدولة للحد من تداعيات التغيرات المناخية
أكد “فهيم” على جهود الدولة لتفعيل التوصيات التي تفرزها المؤتمرات والتجمعات العلمية المتخصصة في الطرق الصحيحة للتعامل مع التغيرات المناخية، ضاربًا المثل بتعديل وتطوير البنية التحتية للطرق وتقليل الكثافات المرورية، والتي قلصت الفترة الزمنية اللازمة لنقل المحاصيل من المزارع إلى الأسواق، بما يحفظها من عوامل التلف وتأثير الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وتابع مدير مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبير تسليط الضوء على جهود الدولة للحد من تداعيات التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية، وفي مقدمتها إنتاج الأصناف والسلالات قصيرة العمر، وتوسيع نطاق العمل بنظم الإنذار المبكر، مؤكدًا أن نجاح هذه الخطط مرهون بتضافر جهود المؤسسات والأفراد، لتفعيل وتطبيق كافة التوصيات العلمية والفنية، التي تحول دون الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مثل هذه الظاهرة العالمية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
مكافحة أكاروسات الموالح وتداعيات التغيرات المناخية
تداعيات التغيرات المناخية على فول الصويا واشتراطات نجاح الري ومكافحة “الاصفرار والأعفان”