جرب وقرادة الإبل هما فصيلتان حشريتان، شائعتا الانتشار في مشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة ومنها الجمال، وينتج عنهما العديد من الأضرار الصحية الخطيرة، التي تؤثر بالسلب على حجم وجودة الإنتاج، ما يُحتم التعرف على طرق العلاج المُثلى، والاستماع لرأي المُتخصصين، للتخلص الآمن منها دون الإضرار بالقطعان التي يتم الاستثمار فيها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد موسى – الأستاذ المُساعد بقسم بحوث الإبل، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، والمدير السابق لمركز دراسات الإبل بمرسى مطروح – ملف جرب وقرادة الإبل بالشرح والتحليل، موضحًا أبرز الفوارق بينهما، وطرق التخلص منهما والعلاج الأمثل، وسُبل حماية وتأمين القطعان الحيوانية من آثارهما الجانبية.
جرب وقرادة الإبل.. تعريفها وخطورتها على مشروعات الإنتاج الحيواني
في البداية أكد الدكتور أحمد موسى أن جرب وقرادة الإبل هما فصيلتان حشريتان شائعتا الانتشار بين قطعان الماشية والإبل، موضحًا ضرورة التخلص الآمن منهما، باستخدام المواد والمُركبات الدوائية الموصى بها، من قِبل الجهات المُختصة، لحماية مشروعات الإنتاج الحيواني من أضرارهما الجانبية، وآثارهما السلبية الضارة بمثل هذه السلالات.
ولفت “موسى” إلى أن الكورس الدوائي لن يؤتي نتائجه الملموسة والمرجوة، إذا ما اقتصر العلاج على الفرد المُصاب فقط، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية لن تُجدي نفعًا، نظرًا لأن الحشرة والمُسبب المرضي الأصلي مُتحرك وسريع الانتشار، ما يتطلب أن تشمل مظلة العلاج، جميع الحيوانات الموجودة داخل “العنبر”، أو المكان الذي ظهرت فيه الإصابة.
روشتة علاج حشرة الجرب
قدم أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني روشتة العلاج الدوائي المُثلى، للتخلص الآمن من جرب وقرادة الإبل، والتي لخصها في النقاط التالية:
1. العلاج الدوائي لحشرة الجرب:
يتم حقن جميع الحيوانات بعقار “إيفوميك” تحت الجلد تركيز 1 سم/50 كجم من وزن الحيوان، مع تكرار الجرعة مرة أخرى بعد مرور شهر.
وشدد الدكتور أحمد موسى على ضرورة إلا يقتصر العلاج بالحقن على الحيوان الذي ظهرت عليه أعراض الإصابة فقط، موضحًا حتمية خضوع جميع الفصائل الحيوانية الموجودة بالمكان للعلاج الدوائي، حتى وإن لم تظهر عليها أي علامات للإصابة.
موضوعات ذات صلة:
تغذية الإبل.. حجم العليقة وفوارق تحويل اللحم بين الجِمال والماشية
حقائق علمية عن حشرة الجرب
ومن المعروف أن جرب الإبل هو واحد من الأمراض الجلدية شديدة العدوى، والذي تُسببه حشرة سوسة الجرب القريمي الجملية، وهي حشرة دقيقة سريعة الحركة، تحفر أنفاقًا داخل جلد الحيوان المُصاب، لحفظ البيض الخاص بها، وتستطيع إنتاج قُرابة المليون حشرة، خلال ثلاثة أشهر فقط، ما يوضح مدى خطورتها على مشروعات الإنتاج الحيواني.
فيما يستغرق اكتمال نمو اليرقات وبلوغها وصولًا لمرحلة الحشرة الكاملة ما بين 7 إلى 11 يومًا فقط من تاريخ وضع البيض، تمر خلالها اليرقة بثلاثة انسلاخات “أطوار نمو”، قبل أن تبدأ في التلقيح والتكاثر لوضع البيض الخاص بها، وإنتاج أجيال جديدة.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
فوائد زراعة النخيل وإنتاج البلح والتمور.. حقائق وأرقام
2. تطهير المكان أو العنبر الذي ظهرت فيه حشرة القرادة:
قدم الدكتور أحمد موسى وصفًا طبيًا دقيقًا، لكيفية تطهير المكان الذي ظهرت فيه حالات الإصابة، للتخلص الآمن من الكائنات والحشرات المُمرضة “الجرب والقرادة”، والذي يستوجب رش محلول ديزانون بتركيز 1 سم/ لكل لتر مياه.
وأكد المدير السابق لمركز دراسات الإبل بمرسى مطروح على ضرورة تطهير المكان الذي ظهرت فيه الإصابة بالكامل، لضمان عدم تكرار ظهور الحشرات والكائنات المُمرضة مثل جرب وقرادة الإبل، والتي تُصيب كامل الفصائل الحيوانية الأخرى بنفس القدر والدرجة.
إقرأ أيضًا:
آفات القطن.. تأثير التغيرات المُناخية وأهم المُعاملات الزراعية اللازمة لمكافحتها
حقائق علمية عن حشرة القرادة
ومن المعروف أن حشرة القرادة تضع بيضها داخل كومات الحشائش والأوراق، المُتناثرة داخل الغابات والأراضي الزراعية والأماكن العشبية، قبل أن تجد العائل أو الحيوان الذي تتطفل عليه.
وتنتمي القرادة إلى فصيلة العنكبوتيات، نظرًا لأنها من ذوات الثمانية أرجل، وتستوطن قارتي إفريقيا وأمريكا الشمالية، فيما يزداد مُعدل تكاثرها خلال فصلي الربيع والصيف، وغالبًا ما تفضل هذه الكائنات أن تعيش داخل الأماكن الرطبة، مثل اسطبلات الخيول، وعنابر تربية الماشية والأبقار والإبل.
وتعيش حشرة القرادة على امتصاص دماء الحيوانات والبشر، وغالبًا ما تلتصق بمناطق الخف والضرع والذيل والأُذنين عند الإبل، وتشكل خطورة شديدة على الحيوانات المُصابة، نظرًا لأنها تُصبح مصدر عدوى ونقل العديد من الأمراض مثل الملاريا والانابلازما والبابسيات والحمى والاجهاض البقري.