جدري القرود أحد الأمراض الفيروسية التي تم اكتشافها للمرة الأولى بدولة الكونغو الديمقراطية عام 1970، بعد ظهور أعراضها على أحد الأطفال، ليتم رصده بعدها في عدة قُرى، ثم ما لبث أن ظهر بأحد عشر دولة بمنطقة وسط وغرب إفريقيا، قبل خروجه وانتقاله إلى أوروبا وأمريكا.
وينتقل جدري القرود إلى الإنسان عبر مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، ويصاحبه العديد من الأعراض، كالحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، والتي تستمر من 2 إلى 4 أسابيع، وتتراوح نسبة الوفيات الناجمة عنه ما بين 3 إلى 6%، حسبما ذكر الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حامد موسى الأقنص ملف جدري القرود باستفاضة، لبيان أبرز أعراضه، التي أكدتها الأبحاث كعلامة أكيدة، أو مُحتملة لانتقال الفيروس والمرض، بين الحيوانات ومنها إلى الإنسان.
جدري القرود.. تعريف “فترة الحضانة” والمدى الزمني الخاص بها
عرف الدكتور حامد موسى الأقنص فترة حضانة جدري القرود، بأنها المرحلة الفاصلة بين انتقال العدوى وظهور الأعراض على الشخص المُصاب، مؤكدًا أنها تتراوح ما بين 5 أيام إلى 21 يوم، وفيها تظهر بعض المؤشرات الدالة على وجود المرض، كـ”الحمى، الطفح الجلدي، تضخم الغدد الليمفاوية”، والأخيرة تُعد أحد العلامات الفاصلة عن الجدري المائي.
جدري القرود.. مراحل المرض
قسم “الأقنص” مراحل الإصابة وظهور العدوى بمرض جدري القرود إلى فترتين فاصلتين “الغزو، ظهور الطفح الجلدي”.
جدري القرود.. فترة الغزو
وتشمل الفترة من بداية انتقال العدوى أو ما يُعرف باليوم “صفر” وحتى الخمسة أيام الأولى، وتظهر خلالها المؤشرات الأولية الدالة على وجود المرض كالتالي:
1. الحمى وارتفاع درجات الحرارة عن حدودها الطبيعية
2. صداع شديد
3. تضخم الغدد الليمفاوية “أحد العلامات الفاصلة عن الأمراض المُشابهة ومنها الحصبة، الجدري المائي”
4. آلام شديدة بمنطقة الظهر
5. آلام العضلات
6. وهن عام وفقدان للطاقة
جدري القرود.. فترة الطفح الجلدي
وتشمل الفترة من اليوم الأول لظهور الحمى وحتى ثلاثة أيام لاحقة لها، وينتشر الطفح الجلدي على الوجه والأطراف.
وتُقسم نسب الإصابة بالطفح الجلدي بحسب منطقة الظهور كالتالي:
1. الطفح الجلدي بمنطقة الوجه – 95%
2. الطفح الجلدي على الأطراف “راحتي اليد والقدمين” 75%
3. تتأثر الأغشية المُخاطية بنسبة 70%
4. تصل نسبة تضرر الأعضاء التناسلية إلى 30%
5. تتساوى نسب إصابة “القرنية والمُلتحمة” عند حدود 20%
موضوعات قد تهمك:
مشاكل مشروعات تربية النعام.. “التسويق والمجازر” أبرز العقبات
جدري القرود.. مراحل تطور الطفح الجلدي
تمر حالات الطفح الجلدي بعدة أطوار يمكن رصدها كالتالي:
1. آفات جلدية ذات قاعدة مُسطحة: وتظهر على هيئة بُقع دائرية ملحوظة
2. الحطاطات: وتتحول فيها البقع إلى نتوءات بارزة على سطح جلد المنطقة المُصابة
3. الحويصلات: تتجمع فيها بعض السوائل الشفافة داخل النتوءات البارزة على سطح الجلد
4. البثور: يتحول فيها السائل الشفاف إلى اللون الأصفر
5. القشور: تجف هذه التجمعات لتتحول إلى قشور، قبل سقوطها ليحل محلها مجموعة من البقع الداكنة اللون
وأوضح “الأقنص” أن ظهور الآفات الجلدية كالبثور والحويصلات والحطاطات – يصل عددها إلى عدة آلاف – قد تكون متفرقة في حالات الإصابة الخفيفة، أو تلتحم مُسببةً سقوط مناطق كاملة من الجلد في المراحل الشديدة والمُتأخرة.
إقرأ أيضًا:
التسمم بالثعابين.. أبرز 24 عرضًا ظاهريًا و12 توصية للعلاج والإسعاف
انتهاء وزوال مرض جدري القرود
كشف الدكتور حامد موسى الأقنص، أن مرض جدري القرود عادةً ما يزول تلقائيًا، خلال فترة تتراوح ما بين من 2 إلى 4 أسابيع، لافتًا إلى أن الأطفال ومرضى نقص المناعة هم الأكثر عُرضة للإصابة، بالإضافة للمرحلة العمرية ما بين الـ40 و50 عامًا، والتي عزاها إلى توقف حملات التطعيم ضد الجدري بأغلب دول العالم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
جدري القرود.. أبرز المُضاعفات ونسب الوفيات
أكد “الأقنص” أن الدراسات والأبحاث العلمية الأخيرة التي تناولت جدري القرود، خفضت نسب الوفيات المُحتملة الناجمة عن المرض من 11%، لتقف عند حدود ما بين 3 إلى 6%، فيما حصرت أبرز المُضاعفات الصحية الناجمة في النقاط التالية:
1. الالتهابات الثانوية
2. التهابات الشعب الهوائية
3. التهاب الدماغ
4. عدوى القرنية
5. فقدان البصر والرؤية