جدري القرود أحد الأمراض الفيروسية التي تنتقل إلى الإنسان عبر مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، ويصاحبه العديد من الأعراض، كالحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية، والتي تستمر من 2 إلى 4 أسابيع، وتتراوح نسبة الوفيات الناجمة عنه ما بين 3 إلى 6%، حسبما ذكر الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي برنامجه “العيادة البيطرية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حامد موسى الأقنص ملف جدري القرود باستفاضة، لبيان أسباب الإصابة الشائعة، التي أكدتها الأبحاث كمرجعية أكيدة أو مُحتملة لانتقال الفيروس والمرض، بين الحيوانات ومنها إلى الإنسان.
جدري القرود.. نبذة تاريخية عن الوباء
في البداية تحدث الدكتور حامد موسى الأقنص عن مرض جدري القرود بوصفه عرضًا نادرًا، ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وغالبًا ما ينتشر في المناطق النائية “غرب ووسط أفريقيا”، وبالقرب من الغابات الاستوائية، لافتًا إلى أن انتقال العدوى بين البشر محدودة جدًا، ولها شروط أساسية أبرزها ملامسة الجلد لأماكن التقيحات والصديد في الشخص المُصاب.
جدري القرود والجدري المائي
وفرق “الأقنص” ما بين الجدري المائي وجدري القرود، موضحًا أن الأول تم استئصاله والقضاء عليه عام 1980، فيما لا يزال الأخير في حالة نشاط مُستمرة في فترات مُتقطعة ببعض مناطق ودول القارة السمراء، علاوة على ظهور آثاره حاليًا بالعديد من الدول الأوروبية.
وأوضح أن جدري القرود ينتمي إلى جنس الفيروسات الجدرية، التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، والذي تم اكتشافه للمرة الأولى عام 1958، عقب تفشيه بين مجموعة من قردة الاختبارات والمعامل البحثية، ما أدى لإطلاق هذا الاسم، قبل انتقال العدوى للبشر والتي تم رصدها عام 1970 بإحدى الدول الإفريقية – زائير – المعروفة حاليًا بـ”الكونغو الديمقراطية”.
وكشف أن ذروة تفشي الحالة الوبائية بمرض جدري القرود، تكررت عدة مرات في أعوام 2003، 2009، 2016، ما بين أمريكا وبعض الدول الإفريقية، ما أسفر عن سقوط حالات وفاة بين المُصابين.
موضوعات قد تهمك:
التسمم بالعناصر الثقيلة.. أعراض أخطر 3 أنواع منها وطرق علاجها
جدري القرود.. القوارض “كلمة السر”
أكد الدكتور حامد موسى الأقنص أن أسباب ظهور وانتقال المرض لا تزال غير معروفة، فيما تُرجح بعض المرجعيات العلمية، أن مصدرها الأساسي هو بعض أنواع القوارض الإفريقية، التي لعبت دورًا أساسيًا في تفشيه وانتشاره ما بين الحيوان والإنسان.
ولفت إلى أن القوارض والسناجب والجرذان، هي المُستودع الأساسي للمرض، موضحًا أن منافذ انتقال العدوى غالبًا ما تكون عن طريق الجلد المُتشقق أو المجروح، أو التنفس والأغشية المُخاطية للمُصاب بـ”الأنف، الفم، العينين”.
وكشف “الأقنص” عن أحد المصادر المُرشحة لنقل العدوى بمرض جدري القرود للإنسان، مُشيرًا إلى أن بعض الأبحاث العلمية رجحت أن يكون تناول لحوم الحيوانات المُصابة “غير المطهية” جيدًا، أحد الأسباب المنطقية المُحتملة، برغم عدم توافر الأدلة الكافية على صحة هذا الادعاء.
إقرأ أيضًا:
محصول الخيار.. طُرق رصد وعلاج نقص العناصر الغذائية بالثمار
فول الصويا.. بالأرقام “راغب” يكشف متوسط الإنتاجية والعائد الاقتصادي المُتوقع
طرق انتقال جدري القرود
حصر “الأقنص” أسباب وطرق انتقال العدوى بجدري القرود في النقاط التالية:
1. ملامسة “الشخص / الحيوان” المُصاب
2. التعامل مع أدوات أو أسطح مُلوثة بالفيروس، كأحد القنوات الشائعة في انتقال الأمراض الفيروسية المُتعارف عليها
3. ملامسة دماء “الشخص / الحيوان” المُصاب
4. ملامسة سوائل أجسام “الشخص / الحيوان” المُصاب
5. ملامسة الآفات الجلدية لـ”الشخص / الحيوان” المُصاب
6. ملامسة السوائل المخاطية لـ”الشخص / الحيوان” المُصاب
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
محصول المانجو.. الأهمية الاقتصادية والغذائية وأهم المُعاملات
انتقال جدري القردة من الأم للجنين.. حقائق علمية
أفاد الدكتور حامد موسى الأقنص بأن الأبحاث الأخيرة التي تناولت المرض، أكدت إمكانية انتقاله من الأم الحامل إلى الجنين عبر المشيمة، فيما يُعرف بـ”جدري القرود الخلقي”، كأحد المصادر المعروفة والشائعة لحدوث الإصابة.