محصول فول الصويا وتداعيات التغيرات المناخية، وأبرز المشاكل الناجمة عن تجاوز الكثافة النباتية المفروضة، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق لها الدكتور إيهاب سرحان – رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف بمعهد بحوث أمراض النباتات – متناولًا إياها بالشرح والتحليل، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا
في البداية تحدث الدكتور إيهاب سرحان عن الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا، الذي يشكل القوام الأساسي وركيزة هامة من ركائز صناعة الزيوت والأعلاف ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، حيث تحتوي بذرته على 20% زيت و40% بروتين.
ولفت رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف إلى أهمية مضاعفة المساحات المنزرعة بمحصول فول الصويا “أفقيًا، ورأسيًا”، مؤكدًا أنها باتت فرضًا واقعًا، وليست رفاهية يمكن التخلي عنها أو التهاون في تحقيقها.
معدلات الاستيراد والاستهلاك
أوضح “سرحان” أن أهمية محصول فول الصويا تتبدى بشكل واضح في معدلات استهلاكه واستيراده، سواء بشكل مباشر كبذرة، والتي وصلت وفقًا لأخر الإحصائيات الحكومية الرسمية عام 2022 إلى 4.2 مليون طن، أو بشكل غير مباشر على هيئة كسب وزيوت ولحوم، بوصفها ردة فعل مباشرة وانعكاس واضح لعدم كفاية الإنتاجية.
متوسطات الإنتاج المحلية والعالمية
تناول رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف متوسطات الإنتاجية لزراعة محصول فول الصويا، موضحًا أنها تتراوح بين 1.3 إلى 1.4 طن للفدان، وهي معادلة رقمية أقل من المتوسطات العالمية التي تصل إلى 1.7 طن للفدان.
وعزا “سرحان” وجود تفاوتات بين معدلات إنتاجية الفدان من منطقة لأخرى، إلى الاختلافات البيئية وطبيعة التربة ودرجات الحرارة، ومعدلات الملوحة ومدى انتشار الأمراض، علاوة على خبرة المزارع نفسه، والتي تلعب دورًا ملموسًا في مضاعفة متوسطاتها وصولًا إلى 2 طن، أو الوقوف عند حدود الـ1.4 طن للفدان.
مواصفات النبات الصحي
قدم رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف حزمة من التوصيات الفنية والإرشادية لمزارعي فول الصويا، للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة بحلول نهاية الموسم، موضحًا أن هذه الفترة تشكل أهم مراحل نمو النبات، الذي يتحضر لتكوين الأزهار والقرون، ما يفرض على المزارعين ضرورة الانتباه إلى المحصول.
وشدد “سرحان” على ضرورة وصول النبات لأفضل حالاته الصحية، والتي أوجز مؤشراتها في عدة نقاط:
- أن يكون النبات ونصل الورقة سليم وبلا أي إصابات
- إتمام عملية البناء الضوئي بكل أريحية ودون أي معوقات
- عدم وجود أي تنافس بين النباتات
- عدم وجود أي إصابات بالحشائش
- حصول النبات على كافة احتياجاته المائية والسمادية دون زيادة أو نقصان
أضرار ومخاطر تجاوز الكثافة النباتية
تطرق رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف إلى أبرز المشاكل والتداعيات السلبية الناجمة عن عدم الالتزام بمعدلات التقاوي الموصى بزراعتها بوحدة المساحة، والتي تتراوح بين 20 إلى 32 كجم للفدان.
وأوضح “سرحان” أن قطاع عريض من مزارعينا يتجاوز الكثافة النباتية المثلى، حيث يضاعف بعضهم كمية التقاوي وصولًا إلى 50 كجم للفدان، بسبب اعتقاده بأنها الطريقة المثلى لتجاوز مشاكل التربة والإصابات المتوقعة بأعفان الجذور.
ولفت رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف إلى أن التداعيات السلبية الناجمة عن تجاوز الكثافة النباتية الموصى بها، لا تتضح بشكل جلي خلال مراحل الزراعة والإنبات الأولى، مؤكدًا أن تبدأ في الظهور لاحقًا بعد وصول النبات لارتفاعات تتراوح بين 30 إلى 60 سم فوق سطح التربة، وأشهر أعراضها ظهور علامات الاصفرار على النباتات.
وبرر “سرحان” ظهور الاصفرار على النباتات في هذه المرحلة، بسبب التزاحم وزيادة حدة التنافس بين النباتات على المياه والعناصر الغذائية، علاوة على تهيئة البيئة الملائمة لانتشار العديد من الأمراض وظهور مؤشرات الإصابة المرضية أو الفسيولوجية، حال الوقوع في خطأ عدم معاملة البذور بالمبيدات الفطرية قبل الزراعة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
لمزارعي فول الصويا.. 6 حلول لمواجهة الإجهاد الحراري وموجات الرياح الساخنة
أمراض فول الصويا.. أعراض الإصابة بـ”عفن الساق الفحمي” وإجراءات المكافحة الموصى بها