تنسيق الحدائق علم واسع يحتاج للعديد من الخبرات والتجارب العملية، لاكتساب الخبرات اللازمة لخوض هذا المجال الثري، والذي يهتم به قطاع عريض من الباحثين عن مظاهر الجمال الطبيعي، وخلق التوازن البيئي الصحي داخل الأماكن والمسطحات التي يملكونها، وهو الأمر الذي يستدعي اللجوء للمُتخصصين، لإلقاء الضوء على هذا الملف، والتعريف بأبرز قواعده وأساسياته.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور طارق أبو الدهب – أستاذ نباتات الزينة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – عن ملف تنسيق الحدائق بشكل مُبسط، للتعريف بأبرز الاستراتيجيات والتقنيات التي يتوجب الاستناد إليها، والخطوات اللازم اتباعها للوصول لأفضل النتائج في هذا المجال.
تنسيق الحدائق.. خطوات ومعايير صارمة
في البداية تحدث الدكتور طارق أبو الدهب عن الخطوات الواجب اتباعها لتحقيق أفضل النتائج فيما يخص ملف تنسيق الحدائق، والتي حددها في عدة نقاط أساسية تتعلق بطبيعة المكان والتربة والموارد المائية المُتاحة والعنصر البيئي والبشري.
دراسة المكان والمساحة
أكد أستاذ نباتات الزينة أن أول الخطوات التي ينبغي القيام بها عند الشروع في تنسيق الحدائق هو معاينة المكان المُراد تأسيسه وتجميله، ومعرفة أبعاده ومساحته بشكل دقيق، وهي المرحلة التي يتم على أساسها تحديد الشكل والطراز الأنسب الذي سيتم العمل على تنفيذه، موضحًا أنها أحد الركائز الأساسية لبناء خطة العمل المثالية.
موضوعات ذات صلة:
أشجار البونساي.. نشأتها التاريخية وطُرق رعايتها وأبرز استخداماتها
أوضح الدكتور طارق أبو الدهب أن على الشخص المنوط به تنسيق الحديقة المُراد تأسيسها أن يتعرف على الحدود المالية والمادية لصاحب المُسطح الذي سيتم تجميله، وهي نقطة بالغة الأهمية، فيما يُشبه دراسة الجدوى التي يتم وضعها قبل الشروع في تنفيذ أي مشروع، لمعرفة حدود الإنفاق المُتاحة وكيفية استغلالها بالشكل الأمثل، للوصول لتحقيق الغرض المُحدد.
إقرأ أيضًا:
اللاندسكيب البيئي ودوره في مواجهة التغيرات المناخية
انتقل الدكتور طارق أبو الدهب إلى نقطة بالغة الأهمية في نجاح مبادرة تنسيق الحدائق وتأسيسها، والتي يتوقف عليها نوع النباتات التي سيتم العمل عليها، مؤكدًا أن تحليل التربة والمياه خطوة مُهمة وأساسية، تُحدد الوجه التي سيتم العمل وفقًا لها، والتي تُساعد في اختيار الأصناف المُناسبة، التي يمكنها التعايش مع البيئة المُحيطة، والحفاظ على مُعدلات نموها بشكل طبيعي.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
استعدادات موسم زراعة القطن 2022.. أبرز التوصيات الواجب اتباعها
دراسة العنصر البشري والبيئي
لفت الدكتور طارق أبو الدهب إلى أهمية دراسة العنصر البيئي والبشري، قبل الشروع في وضع خطة تنسيق الحدائق، التي سيتم العمل وفقًا لها، ضاربًا المثل بكيفية الاستفادة من وجود أراضي زراعية حول المُسطح المُراد تجميله بنباتات وزهور الزينة، مُؤكدًا أن الخطة التي سيتم اتباعها في هذه الحالة هي تحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، لتحقيق الغاية الجمالية وإمتاع النظر وإتاحة الفُرصة للشعور بمساحة أكبر.
وأوضح أنه في هذه الحالة يتم الاكتفاء بعمل فواصل قصيرة وصغيرة، ما بين الأراضي الزراعية المُحيطة والحديقة المُراد تأسيسها وتنسيقها، لإضفاء بُعد جمالي يتمثل في الشعور بامتداد المساحة، مع الحفاظ على الخصوصية المطلوبة في ذات الوقت.
وأكد أن الأمر يختلف حال وجود كتل سكنية أو مناطق تتسم بالضوضاء، وهنا يتم عمل فواصل شجرية عالية ومتتالية، حول الحديقة المراد تأسيسيها لتقليل مُعدل الإزعاج، وتحقيق عامل الخصوصية لباقي العناصر التي سيتم إدراجها ضمن خطة تنسيق المكان مثل حمامات السباحة، والتي يجب أن تكون بمأمن عن عيون المُتلصصين.