تناول اللحوم له قواعد طبية صارمة، يجب الالتزام بها وعدم التهاون فيها، للحيلولة دون التعرض لتبعاتها الصحية، التي قد تحول دون استمتاع الشخص بحياته الطبيعية، بعيدًا عن شبح الإصابة ببعض الأمراض المُزمنة، والتي تتراوح في شدتها وخطورتها بدرجات مُتفاوتة، ما يستدعي الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين في هذا المجال، للتوعية بأهم القواعد والإرشادات الواردة في هذا الشأن.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية مها سميح، عبر شاشة قناة مصر الزراعية تناولت الدكتورة رانيا إبراهيم – أخصائي التغذية العلاجية – ملف شروط وقواعد تناول اللحوم بالشرح والتحليل، وأبرز المُضاعفات الصحية المُترتبة على عدم الالتزام بالتوصيات الطبية الواردة بهذا الشأن.
تناول اللحوم.. قواعد ومحاذير خاصة
في البداية الدكتورة رانيا إبراهيم أن تحقيق الاستفادة الغذائية المُثلى من تناول اللحوم تتوقف على عدة عوامل في مُقدمتها اختيار التوقيت المناسب، وتحديد الكميات، وطريقة الطهي الصحيحة.
وقدمت أخصائي التغذية العلاجية عدة توصيات فيما يخص الطُرق المُثلى لتناول اللحوم، موضحةً مقصدها من “اختيار التوقيت المناسب”، لافتةً إلى عدم جواز وضع تعريض الجهاز الهضمي لصدمة التعامل مع مثل هذا النوع من البروتينات الحيوانية بشكل مُفاجىء وبخاصة في المُناسبات التي تعقب الصيام “لفترات طويلة أو قصيرة”، مثل عيد الأضحى الذي يعتاد أغلب المُسلمين على صيام العشر أيام السابقة له كسنة نبوية مُستحبة.
أوضحت أن الجهاز الهضمي في مثل هذه الحالات لا يكون مُستعدًا أو مُهيئًا لتناول اللحوم وبخاصة الأنواع الدسمة منها، مُشددًة على ضرورة الالتزام بتنفيذ بعض الإرشادات الصحية، لتحقيق أفضل استفادة صحية مُمكنة.
تناول اللحوم المسلوقة وفصل الدهون “أفضل الخيارات”
أوصت الدكتورة رانيا إبراهيم بضرورة “سلق اللحوم” بوصفها أفضل الطُرق المُوصى بها، حال رغبة البعض في تناولها بعض فترات الصيام “الطويلة أو القصيرة”، مع الالتزام بفصل الدهون منها قدر الإمكان، للاستفادة من الشوربة، وتجنب زيادة الدسم فيها.
الوجبة التمهيدية وحدود اللحم المسموح تناولها
نصحت أخصائي التغذية العلاجية بأن يسبق تناول اللحم وجبة خفيفة، لتكون بمثابة “تمهيد” للمعدة، وصعودًا تدريجيًا في مستوى الطعام الواصل إليها، لتسهيل عملية الهضم، والحيلولة دون حدوث أي عرض صحي مُزعج، مع ضرورة ألا تتجاوز كمية البروتين الحيواني حدود الـ250 جرام في الوجبة الواحدة.
موضوعات قد تهمك:
محصول المانجو.. أبرز التوصيات الفنية للزراعة بـ”الأراضي القديمة”
معاملات الري داخل الصوب الزراعية.. أبرز (3) محاذير يجب مُراعاتها
الخضراوات.. الحل السحري لتجاوز مشاكل اللحوم
وصفت الدكتورة رانيا إبراهيم أفضل برنامج غذائي يُمكن الالتزام به في بعض المُناسبات التي يعتاد البعض فيها على تناول اللحم بكميات أكبر من المعتاد، مشددةً على ضرورة تقسيم كميات البروتين الحيواني على مدار اليوم، مع ضرورة زيادة جرعة الخضراوات في الوجبات، لإتاحة الفُرصة للألياف الموجودة فيها لامتصاص الدهون الموجودة في اللحوم بشكل يُسهل عملية الهضم داخل المعدة.
إقرأ أيضًا:
اليوريا.. فوائدها وشروط استخدامها في علائق المجترات والحيوانات وحيدة المعدة
المخلفات الزراعية.. ضوابط استخدامها كـ”علف” و(10) شروط تمنع تحولها إلى “سموم”
فوائد تناول الخضراوات الورقية مع اللحوم
رشحت الدكتورة أخصائي التغذية العلاجية الخضراوات الورقية بوصفها أفضل الخيارات المُتاحة، لامتصاص أكبر قدر من الدهون، مؤكدةً أن اللحوم وحتى الحمراء منها، تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون بين أنسجتها، والتي لا يستطيع المُستهلك تبينها بوضوح، ما يُحتم ضرورة السعي نحو التخلص منها بطريقة آمنة، بزيادة نسبة الخضراوات المُقدمة مع الوجبات التي تشتمل على اللحوم كعنصر أساسي.
شاهد:
أسرار البقدونس الخفية
أكدت الدكتورة رانيا إبراهيم أن البقدونس أحد أبرز الخضراوات الورقية التي يُمكنها امتصاص أكبر كمية من الدهون والأوكسالات الموجودة داخل اللحوم، علاوة على كونها أفضل الطرق الوقائية الطبيعية، ضد الإصابة ببعض الأمراض كـ”النقرس”، بسبب مميزاتها وقدرتها الكبيرة على منع تحول البلورات الدهنية إلى “حمض اليوريك أسيد”، وهم ما يفسر استخدامها من قِبل محال “الحاتي والمشويات”.
قواعد تناول اللحوم السبعة
يُمكن تلخيص أبرز القواعد التي أوصت بها الدكتورة رانيا إبراهيم “أخصائي التغذية العلاجية” بشأن الجدول الصحي لتناول اللحوم في النقاط التالية:
- تناول اللحوم المسلوقة أفضل الخيارات
- ضرورة فصل الدهون عن اللحم
- تهيئة المعدة لتناول اللحم عن طريق البدء بوجبة خفيفة قبلها
- عدم تجاوز كمية اللحوم حدود الـ250 جرام في الوجبة الواحدة
- الالتزام بتناول الخضراوات بجانب اللحوم قدر الإمكان
- زيادة الاعتماد على الخضراوات الورقية أثناء تناول اللحوم
- البقدونس أحد أفضل الخيارات المُتاحة لامتصاص الدهون الموجودة في اللحم