نظم قسم بحوث الأرصاد الجوية الزراعية التابع للمعمل المركزى للمناخ الزراعى مركز البحوث الزراعية السيمنار الشهرى عن شهر يوليو 2025 تحت عنوان “تكنولوجيا تطعيم الخضر فى ظل تغيرات المناخ حل أم رفاهية؟
افتتحت السيمنار الدكتور منى ميز نائب رئيس القسم مرحبة بالحضور وعلى رأس الحضور السيد الأستاذ الدكتور محمد عبد ربه مدير المعمل
وخلال السيمنار استعرضت الدكتورة منى على محمد مقدمة عن التغيرات المناخية والمؤثرة بشكلٍ كبير على المحاصيل الزراعية والمُتمثلة فى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نشاط الآفات والأمراض فهل يمكن للتطعيم فى الخضر ان يكون احد التقنيات المستخدمة لمواجه هذة التغيرات.
وافتتحت الدكتورة منى على السيمنار بنبذة تاريخية عن التطعيم فى الخضر حيث بدأ الاهتمام بعملية تطعيم نباتات الخضر في العالم عام 1920 في كوريا واليابان حيث أشار Ashita سنة 1927 إلي تطعيم البطيخ علي بعض أصناف مجموعة الجورد Gourd ، وتزايد الاهتمام بتطعيم الخضروات في دول شرق آسيا بصفة أساسية.
وفي بعض الدول الأوروبية ذات المساحات الزراعية المحدودة وذلك لعدم توافر إمكانية إتباع دورات زراعية والذي يؤدي بالتالي إلي تركيز أمراض التربة التي تصيب المجموع الجذري لمحاصيل الخضر بعكس ما هو موجود في الدول ذات المساحات الزراعية الواسعة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي يتبع فيها نظام الدورات الزراعية فنجد أن أسلوب إنتاج الخضر باستعمال التطعيم غير منتشر فيها . وإذا نظرنا إلي أهمية التطعيم في بعض البلاد المتقدمة في مجال الزراعة في شرق آسيا مثل كوريا واليابان لوجدنا أن مساحات الخضر التي تزرع بنباتات مطعومة قد تزايدت كثيراً خلال الفترة الأخيرة حيث وصلت في اليابان إلي 35.1 ألف هكتار زراعات حقل مفتوح و 15.7 ألف هكتار صوب منزرعة بالخضر المختلفة.
كما تطرقت سيادتها إلى عوامل نجاح عملية التطعيم ومنها اختيار الصنف الملائم (الطعم) ذو الصفات الشكلية والإنتاجية الجيدة والمطلوبة من قبل المستهلك ، وإختيار الأصل المناسب والذي يستطيع تحمل الظروف المختلفة السائدة بالإضافة لمقاومته لأمراض التربة والنيماتودا ……..الخ
واستعرضت سيادتها فوائد عملية تطعيم الخضر والتى تتمثل فى:
– يُحسّنُ حالة ِ النباتِ العامّةِ.
– مقاومة او تحمل امراضَ التربة مثل: verticillium , fusarium وبذلك يغني عن إستخدام معقمات التربة مثل غاز بروميدِ الميثيلِ هذا و يذكر أن 68 % مِنْ حالاتِ موت الشتلات في اليابانِ كَانتْ بسبب امراضَ التربة.
– يقلل أَو يغني نهائيا الحاجةَ لإستعمالِ مبيدِات الافات.
– تحمل نقص بعض العناصر الغذائية وذلك بسبب المجموع الجذري القوي .
– التوفير في مستلزمات لانتاج من المياه والأسمدة وذلك لكفائتها العالية جداً في إمتصاص الماءِ المواد المغذية.
– تقليل عدد النباتات المزروعة في وحدة المساحة (يقل عدد الشتلات بنسبة حوالي 20%)
– يزيد قدرة النباتاتَ على مواجهة الظروف البيئية غير المواتية كملوحةً مياه الرَيِّ، وارتفاع مستوى الماء الارضي وإرتفاع درجاتِ الحرارة او انخفاضها.
– تعتبر علية التطعيم مناسبة جدا لمزارعي المنتجات العضوية الذين لا يَعتمدونَ على المكافحة الكيميائيةِ للسيطرةِ على المرضِ.
وتناولت د. منى على تفصيليا أهم معوقات انتشار تطعيم الخضر فى مصر والتى تتمثل فى التالى:
الحاجة إلى عمالة ماهرة، التوافق بين الأصل والطعم، التحضير الجيد وظروف ما بعد التطعيم، تكاليف إنتاج الشتلات المُطعمة، محدودية توفر أصناف الأصول والطعم، والتحديات الاقتصادية مثل إرتفاع تكاليف المدخلات، بالإضافة إلى تكلفة الشتلات نفسها، قد تزيد تكاليف مستلزمات الإنتاج الأخرى المرتبطة بالزراعة المكثفة للخضر المطعمة.
واختتمت سيادتها المحاضرة بإستعراض لاقتصاديات التطعيم: حيث اشارت إلى أنه على الرغم من أن التطعيم يُزيد من الإنتاجية ويقلل من الحاجة للمبيدات، إلا أن المزارعين قد يجدون صعوبة في تقبل التكلفة الأولية الأعلى للشتلات المطعمة خاصة صغار المزارعين.
بالإضافة إلى ضعف الأسواق الداخلية وغياب التعاون الاقتصادي يمكن أن يؤثر ضعف البنية التحتية للأسواق وعدم وجود سلاسل قيمة فعالة على قدرة المزارعين على تسويق منتجاتهم المطعومة بأسعار تعوض التكاليف الإضافية.
اقرأ أيضا