تكثيف زراعة الخرشوف واحدة من السياسات الزراعية الخاطئة، التي يلجأ إليها بعض المُزارعين أملًا في الوصول لإنتاجية أعلى وحصاد وفير، غير مُدركين لنتائجها السلبية على حجم الإنتاجية المُتوقعة، ودرجة الجودة المُستهدفة، وهو الأمر الذي يستدعي إلقاء مزيد من الضوء على هذا الملف، والاستماع لنصائح وتوصيات المُتخصصين.
وخلال حلوله ضيفَا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم – باحث بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف تكيثيف زراعة الخرشوف بالشرح والتحليل، موضحًا أبرز النتائج المُترتبة عليها، وسُبل تصحيح مسارها للوصول لأفضل النتائج المُمكنة.
أبرز الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تكثيف زراعة الخرشوف
في البداية حذر أستاذ معهد بحوث البساتين من النتائج السلبية لبعض الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين، والتي تؤثر على حجم الإنتاجية المُتوقعة وجودة الثمار والمحصول الذي يتم حصاده بنهاية الموسم، وفي مُقدمتها تكثيف زراعة الخرشوف، مُشددًا على ضرورة الالتزام بالتوصيات الفنية، للوصول لأفضل النتائج المُمكنة.
وسلط “عبد الحليم” الضوء على مشاكل تكثيف زراعة الخرشوف، مؤكدًا أنها تأتي بنتائج عكسية على حجم الإنتاجية المُتوقعة من المحصول، لافتًا إلى خطورة الزراعة على مسافات مُتقاربة، والتي تُمثل قرار خاطىء بكل المقاييس المُتعارف عليها بالنسبة لهذا النبات، علاوة على كونها سببًا أصيلًا لخسارة ثلث المحصول على الأقل.
توقف نمو الشتلات أبرز المُشكلات
أكد أستاذ معهد بحوث البساتين أن تكثيف زراعة الخرشوف يترتب عليه تزاحم شديد في مسافات صغيرة نسبيًا، ما يؤدي لتوقف نمو النباتات الموجودة في منتصف المسافة المُوصى بها، بمعدل تقريبي 1 من كل ثلاثة شتلات، بسبب حدوث تنافس شديد بينها، حيث تستأثر بعض النباتات بالسواد الأعظم من العناصر الغذائية، فيما لا يستطيع البعض الآخر الحصول على أبسط احتياجاته، ما يؤدي لخسارة نسبة كبيرة من المحصول، دون تحقيق الهدف الاقتصادي المرجو من هذه الطريقة.
“الخف والترقيع”.. “الحل السحري” لمشاكل تكثيف زراعة الخرشوف
قدم “عبد الحليم” حلًا موضوعيًا وتقنيًا للمشاكل المُترتبة على اتباع سياسة تكثيف زراعة الخرشوف، والتي يُمكن اعتبارها خطوة لاحقة أو تصحيحية، عن طريق اتباع مُعاملة “الخف والترقيع”، موضحًا أنه يتم فيها إزالة بعض النباتات من الخطوط ذات الكثافة العالية، على أن توضع بالمناطق التي زادت فيها نسبة الفقد عن الحدود المقبولة.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر الـ50 يومًا الأولى وطرق المكافحة الصحيحة
بيض المائدة.. “لجنة المتابعة” تكشف الأسباب الحقيقية لأزمة ارتفاع الأسعار
9 خطوات لزراعة المشتل
وضع الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم روشتة خطوات زراعة المشتل – تستغرق فترة تتراوح ما بين 6 إلى 7 أسابيع – بالنسبة لنبات الخرشوف، ويُمكن إيجازها في النقاط التالية:
1. تجهيز من 3 إلى 4 قراريط للزراعة 2. حرث المساحة المُخصصة للمشتل حرثتين مُتعامدتين
3. إضافة 30 كجم كبريت زراعي و 30 كجم نترات نشادر وتوزيعها على كامل مساحة المشتل
4. تغطية أرض المشتل بواحدة من طريقتين حسب قدرات المزارع:
– السيران الأسود لكسر درجة الحرارة فوق النبات والنزول بها للحدود المُثلى للزراعة
– زراعة الذرة على مسافات واسعة، من 50 إلى 70 سم – تقنية رجل الغراب – بين الخطوط المُستهدف زراعتها بالخرشوف، قبل بداية الموسم بثلاثة أسابيع على الأقل، على أن يتم خفها بمجرد ظهور نموات الخرشوف
5. تخطيط أرض المشتل على 12 خط في القصبتين “عرض الخط الواحد 60 سم”
6. زراعة شتلات الخرشوف على مسافة تتراوح ما بين 15 إلى 20 سم
7. ضبط المُقننات المائية لحساسية الخرشوف الشديدة والتي تؤدي لإصابته بأعفان الجذور حال تجاوز الجرعات المسموحة
8. تقطيع الأمهات من حصاد المحصول السابق إلى قطعتين على أقصى تقدير، لتلافي مشاكل فقد التقاوي بعد الزراعة
9. فصل الخلفات التي كونت مجموع جذري.
إقرأ أيضًا:
فيروس الحمى القلاعية.. 6 أخطاء “بشرية” تؤدي لانتقال العدوى بين الحيوانات
الحمى القلاعية.. أسباب نفوق الحيوانات المُصابة وخطوات تسجيل اللقاحات
توقيت تجهيز “المشتل” وطريقة نقل “الشتلات”
أوضح “عبد الحليم” أن تجهيز المساحة المُخصصة للمشتل يبدأ من أوائل أو منتىصف شهر يونيو، مُشيرًا إلى أنها المساحة المُثلى لإنتاج 4 آلاف شتلة، تكفي لزراعة 1 فدان تقريبًا، لافتًا إلى أن نقل الشتلات إلى الأرض المُستديمة يكون مطلع شهر أغسطس.
وأوصى بالتعامل الصحيح فيما يخص نقل شتلات الخرشوف، مُشددًا على ضرورة تقليع النبات بالصلاية “كامل جذوره بالإضافة للتربة التي نما فيها”، لحساسيته الشديدة تجاه إنبات بذور جديدة، مُحذرًا من الوقوع في خطأ اقتلاعه بـ”الملش”، لتفادي تقليع الجذور التي نمت حديثًا، ما يؤدي لتضييع فترة زمنية كبيرة، لاستعاضة النبات للجذور التي فقدها، ما يترتب عليه تأخير في موعد الحصاد وجني المحصول.
شاهد: