تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة، هي إحدى الاستراتيجيات التي يلجأ إليها المُزارعون أملًا في تعظيم الناتج الإجمالي والمكاسب الاقتصادية المُتوقعة بنهاية الموسم، لكن الدلائل العلمية والنتائج التي تتحقق على أرض الواقع، تُثبت عكس هذه الفرضية، ما يتطلب الإنصات لتفسير الأساتذة والمُتخصصين، لبيان أبرز الأخطاء التي يتم الوقوع فيها حال اتباع هذه الطريقة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم – الباحث بمعهد بحوث البساتين – عن تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة، والتفسيرات العلمية التي تبين خطأ هذه الاستراتيجية، ما يُعرقل الوصول للنتائج والعوائد الاقتصادية المأمولة على المدى الطويل.
تكثيف زراعة الخرشوف.. خطأ شائع لهذه الأسباب
في البداية شدد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم على خطورة اللجوء إلى استراتيجية تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة، بوصفها الطريقة المُثلى لتحقيق أفضل النتائج الاقتصادية المُتوقعة، موضحًا مدى خطأ هذا الاعتقاد الشائع لدى قطاع عريض من المُزارعين، والذي يترتب عليه الإضرار بكامل المحصول، علاوة على الخسائر المُباشرة والأمراض الناتجة عنها.
التفسير العلمي
وقدم أستاذ معهد بحوث البساتين شرحًا تفصيليًا لأبرز الأضرار، الناجمة عن اللجوء لتقنية تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة، موضحًا أن بعض المُزارعين يعمدون إلى زراعة المحصول بأبعاد 50×50سم، وهي نصف المسافة المُوصى بها من قِبل الخبراء، والواردة في كُتيب الإرشادات الخاصة بهذا المحصول.
ولفت إلى أن اتباع هذه الطريقة يقود إلى العديد من الإشكاليات، ويؤدي لإصابة التُربة بالكثير من الأمراض، مُشيرًا إلى أن زراعة محصول الخرشوف الصحيحة، تقتضي توزيع النباتات على أبعاد لا تقل عن 1×1م، ما يعني وجود 4 آلاف نورة في الفدان الواحد، وهو الحد الأقصى للنباتات المُفترض تواجدها في هذه المساحة.
موضوعات ذات صلة:
الخرشوف.. كيف تربح 300 ألف جنيه من الفدان الواحد؟
أبرز الأضرار الناجمة عن تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة المُتاحة
وأوضح أن تكثيف زراعة الخرشوف في وحدة المساحة، يؤدي لتلاحم النورات الموجودة في الأرض، وهو الأمر الذي يترتب عليه عدة نتائج سلبية حصرها في النقاط التالية:
1. عدم حصول النباتات على كامل احتياجاتها الضوئية بالشكل المطلوب
2. ارتفاع نسبة الرطوبة في التربة عن مُعدلاتها المسموحة
3. يُعزز فُرص انتشار وظهور الأمراض الفطرية
4. عدم حصول النباتات على كامل احتياجاتها الغذائية المُنضبطة من التربة، نتيجة مُضاعفة عدد النورات عن الحد المسموح
5. صعوبة القيام بُمعاملات الخدمة الصحيحة مثل “عزيق التُربة، الرش” نتيجة تداخل نورات الخرشوف
6. حدوث تلقيح خلطي للنورات، نتيجة نقل حبوب اللقاح من نورة لأخرى عن طريق بعض الحشرات كالنحل
7. ظهور انعزالات وراثية غير مرغوبة نتيجة التلقيح الخلطي غير المدروس عن طريق النحل أو غيره من الحشرات
8. توقف الإنتاج عند حدود الـ7 نورات ما يعني خسارة 3 مواسم إنتاجية على الأقل
9. صعوبة الاعتماد على البذور الناتجة من الجيل الثاني، اللاحق لحدوث عمليات التلقيح الخلطي، والتي تكون مجرد انعزالات وراثية غير مُنضبطة، ما يعني المزيد من الخسائر الاقتصادية غير المُباشرة، لضياع فرصة الحصول على بذور وتقاوي نقية صالحة لإعادة الزراعة
إقرأ أيضًا:
إكثار تقاوي الخرشوف في 8 خطوات وأبرز الأخطاء الشائعة