تقنية الاستمطار بالتأين هي إحدى الاستراتيجيات العلمية الحديثة، التي لجأت لها الدول المُتقدمة، للتغلب على إشكالية الشُح المائي، وقلة الموارد الطبيعة المُتاحة، لتحقيق أقصى استفادة مُمكنة من وحدة المياه، وتوجيهها صوب الاستثمار في المشروعات الزراعية، وتعظيم إنتاجيتها بما يُسهم في تقليل الواردات، وسد الفجوة الغذائية الناتجة عن ارتفاع مُعدلات الاستهلاك، في ظل التسارع الرهيب بمُعدلات الزيادة السُكانية.
تقنية الاستمطار بالتأين.. تعريفها وبداية تطبيقها
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور سمير حافظ – عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر – عن الدور البارز الذي تلعبه الهندسة الزراعية وتقنية الاستمطار بالتأين، في خلق مورد مائي طبيعي خالي من الملُوثات، في سبيل تأمين احتياجات الرقعة الزراعية والمحاصيل المُختلفة، تحقيقًا وتطبيقًا لمفهوم التنمية المُستدامة، وحماية الأمن الغذائي والمائي القومي.
في البداية أكد الدكتور سمير حافظ على أن تقنية الاستمطار بالتأين ليست جديدة، وإنما جرى العمل على دراسة سُبل تطويرها وتحديثها والاستفادة منها بشكل عملي مُنذ منتصف أربعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في الفترة ما بين عامي “1944 – 1945″، والتي استخدمتها بعض الدول كحلول لنقص مواردها المائية الطبيعية.
شرح آليات تطبيق تقنية الاستمطار بالتأين
قدم عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر شرحًا مُبسطًا لآليات تنفيذ تقنية الاستمطار بالتأين، موضحًا أنها تعتمد على رش بعض الغازات والمُركبات الكيميائية بواسطة الطيران، مثل “مُشتقات الأمونيا والكلورايد”، على شكل طلقات غازية، بطريقة مدروسة وفوق طبقات السحب العليا، ما يؤدي لسقوط الأمطار بعدها.
موضوعات قد تهمك:
استخدام الطحالب في مُعالجة المياه.. آلياتها وطُرق الاستفادة منها
أسباب التوقف عن تنفيذ تقنية الاستمطار بالتأين
وأوضح “حافظ” أن التكلفة الاقتصادية المُرتفعة لتقنية الاستمطار بالتأين، كانت سببًا رئيسيًا في إحجام غالبية الدول عن الاستمرار في تنفيذها، ما أدى لتراجع مُعدلات استخدامها والاعتماد عليها، وصولًا للتوقف النهائي عن اللجوء إليها كأحد الحلول الصناعية، لخلق مورد مائي طبيعي جديد.
أقرأ أيضًا:
تغذية النعام.. برامج التسمين وإنتاج البيض وأبرز الأخطاء الشائعة
بدائل علمية جديدة لتقنية الاستمطار بالتأين
وكشف عن وصول الدراسات والتطبيقات العلمية الحديثة، إلى تقنيات وبدائل جديدة، وبتكلفة اقتصادية بسيطة، لتخليق أمطار صناعية هائلة، مُشيرًا إلى أن نواتجها قد تؤدي لتكوين بُحيرات عملاقة، يُمكن توجيهها والاستفادة منها في كافة أشكال الأنشطة الحياتية والزراعية والصناعية.
وأشار إلى أن التقنيات الحديثة تعتمد على استغلال الاتصالات اللاسلكية والمغناطيسية في تخليق وتعديل المُناخ، بالشكل الذي يؤدي لسقوط أمطار “صناعيًة”، تحمل ذات المواصفات والخصائص لمثيلتها الطبيعية، وبشكل آمن وصحي.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أبرز الإجراءات الوقائية لحماية مشروعات الإنتاج الحيواني من الأمراض