نخيل البلح له أهمية اقتصادية وغذائية وصحية كبيرة جدًا، وهي المسألة التي تبنتها القيادة السياسية، ضمن ملف التنمية الزراعية الشاملة والمستدامة، لتعزيز قدرتنا على إنتاج وتأمين منظومة الأمن الغذائي القومي، والحفاظ على مواردنا الطبيعية، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المقننات المائية، في ظل التغيرات المناخية التي ضاعفت من حجم الضغوط المفروضة على القطاع الزراعي والمزارعين.
في هذا السياق، وكعادتها في تبني القضايا الزراعية، وتوجيه الدعم الفني والإرشادي والتقني لجموع المزارعين، استضافت قناة مصر الزراعية عبر شاشتها، الدكتور محمود أحمد بكير – الباحث بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية، بمعهد بحوث البساتين – للحديث عن أهم التوصيات الفنية والإرشادية، وأبرز المشكلات والتحديات، التي تواجه ملف زراعة نخيل البلح، وذلك في ضيافة الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”.
قواعد تقليم نخيل البلح
في البداية تحدث الدكتور محمود أحمد بكير عن القواعد العامة لواحدة من أهم المعاملات الفنية الخاصة بـ”نخيل البلح”، ألا وهي عملية التقليم، موضحًا أن تنفيذها على النحو الصحيح، يمثل الضمانة الوحيدة، لنجاح ما تلاها من معاملات فنية.
وأوضح أن تداعيات عملية تقليم نخيل البلح، هي الخطوة الأساسية التي ترسم الطريق لما بعدها، وتؤشر بشكل واضح لحجم الحصاد، والإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم، سواء كان هذا التأثير بالسلب أو بالإيجاب، ما يحتم ضرورة الالتفات إليها، والإلمام بقواعدها الأساسية.
وسلط الباحث بقسم الفاكهة الاستوائية الضوء على مفردات عملية التقليم، والتي تعتمد بالأساس على إزالة الأوراق – الجريد أو السعف – القديمة والصفراء والجافة، الموجودة أسفل المجموع الخضري للنخلة.
ولفت “بكير” إلى واحدة من المعلومات الفنية الهامة، التي يتوجب على مزارعي نخيل البلح أن يكونوا على دراية ووعي كامل بها، موضحًا أن الجريد الذي يمثل مصنع الغذاء الأساسي للنخلة، ووسيلتها الوحيدة للقيام بعملية البناء الضوئي، له عمر افتراضي يُقدر بـ3 سنوات تقريبًا، تتراجع بعدها كفاءة وأهمية وفوائد هذه الأوراق.
وتطرق إلى واحدة من القواعد العامة والأساسية الحاكمة لإجراء هذه العملية الهامة، موضحًا أن التقليم الجائر وإزالة كافة الأوراق “الجريد”، يهدد بموت النخلة وتراجع كفاءتها بشكل كبير، ما يحتم الالتزام بالشروط والتوصيات الفنية، والتي تركز على إزالة الأوراق القديمة فقط.
وأضاف أن عملية التقليم لها معايير واضحة، للحفاظ على كفاءة النخلة، وتعزيز قدراتها الإنتاجية، وفي مقدمتها الإبقاء على دور أو اثنين من الجريد أسفل سوباطة المحصول السابق، محذرًا من مخاطر وتداعيات الإزالة الكاملة والجائرة.
وقدم “بكير” واحدة من أهم القواعد المنظمة لتنفيذ عملية تقليم نخيل البلح، موضحًا أن كل سوباطة تحتاج ما بين 8 إلى 9 جريدات، للقيام بعملية البناء الضوئي، وتخزين العناصر الغذائية اللازمة للشجرة، والتي تساعدها على إنتاج الثمار على النحو المأمول.
قواعد تقليم الفسائل الصغيرة
انتقل الباحث بقسم الفاكهة الاستوائية بعدها إلى قواعد تقليم الفسائل، وأبرز الإجراءات الواجبة بعد زراعة الفسائل، موضحًا أن هناك بعض الخطوات الفنية التي يجدر مراعاتها، ومنها التخلص من أوراق الفسائل الجافة.
وأكد “بكير” أن هذا الإجراء له توقيت يتوجب مراعاته، نظرًا لتأثيراته وانعكاساته المباشرة على الفسيلة والنموات الخضرية والمجموع الجذري، موضحًا أنه يتوجب إزالة هذه الأوراق بعد مرور ما بين 12 إلى 18 شهرًا من تاريخ زراعة الفسيلة.
وفسر الباحث بقسم الفاكهة الاستوائية أسباب إرجاء عملية تقليم الفسائل، وإزالة الأوراق الجافة المحيطة بها، موضحًا أنه الهدف الأساسي من هذا الإرجاء، هو إتاحة الفترة الزمنية الكافية، لتكوين مجموع جذري قوي، يضمن تثبيت النخلة، والحيلولة دون خلخلتها أو خلعها، بما يؤدي لموت الفسيلة.
وشدد “بكير” على ضرورة مراعاة بعض الاشتراطات، للحيلولة دون الإضرار بالفسيلة، أو إحداث تأثير سلبي على المجموع الجذري الخاص بها، بما يودي لموتها، موضحًا أنه يتوجب أن يكون السلاح المستخدم في عملية التقليم ، وإزالة الأوراق الجافة حادًا بدرجة كبيرة، مع تنفيذ هذه المعاملة برفق.
وكشف الباحث بقسم الفاكهة الاستوائية عن وجود عدد كبير من مراحل التقليم، التي يخضع كل منها لقواعد ومعايير خاصة به، موضحًا أن هناك مرحلة لتقليم الفسائل على عمر 1.5 عام، يليها نوع آخر من أنواع التقليم، يكون خلال المرحلة العمرية ما بين عامان وحتى 7 سنوات، ثم المرحلة الأخيرة من التقليم، والتي تبدأ فيما بعد عمر 7 سنوات وإلى نهاية عمر النخلة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«نخيل البلح».. 9 توصيات فنية خلال يناير
قواعد واشتراطات تقليم وتكريب نخيل البلح وانعكاساتها على معدلات الإنتاجية