تقاوي القمح واختيارها من حصاد الموسم السابق واحدة من أهم الإشكاليات التي تواجه وتعرقل نجاح زراعة الذهب الأصفر، نظرًا لحجم وكمية الأخطاء الواردة الحدوث أثناء تنفيذ هذه العملية، والتي تؤثر بالتبعية على مستوى الجودة وحجم الإنتاجية المُتوقعة، ما يُحتم ضرورة الاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، لتسليط الضوء عليها والتوعية بها، لضمان الوصول لأفضل النتائج بحلول نهاية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول المهندس زينهم عاشور – مدير عام الإرشاد الزراعي بمحافظة الفيوم – ملف أبرزالأخطاء التي يقع فيها مُزارعي الذهب الأصفر بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على قواعد اختيار تقاوي القمح من حصاد الموسم السابق وطريقة التطهير الصحيحة، ومزايا الاعتماد على البذور المُعتمدة مُقارنة بهذه الطريقة.
تقاوي القمح المنزلية وأبرز الأخطاء الشائعة
في البداية تحدث المهندس زينهم عاشور عن أحد الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أهالينا من مُزارعي محصول القمح، والتي قد تُكلفهم خسارة جانب كبير من حجم الحصاد المُتوقع بحلول نهاية الموسم، والتي عزاها لعدة أسباب.
الاعتماد على بقايا حصاد الموسم الماضي
أوضح “عاشور” أن أول الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين عند اختيار تقاوي القمح، هي الاعتماد على بقايا حصاد الموسم الماضي، واستخدامها كبذور صالحة للزراعة في الموسم التالي، ما يُفتح المجال أمام عدة احتمالات لا يمُكن المُغامرة بها، وأبرزها احتمالية إصابة هذه الحبوب أو البذور ببعض الأمراض الفطرية والإصابات الحشرية، الناتجة عن سوء التخزين، وهي الإشكالية التي تُهدد بفقدان كامل المحصول، وخسارة نسبة كبيرة من حجم الحصاد المُتوقع، علاوة على تكاليف المكافحة التي سيتم استخدامها على مدار الموسم.
الخلط الميكانيكي.. خطأ شائع يهدد بخسارة الموسم الجديد
سلط مدير عام الإرشاد الزراعي بمحافظة الفيوم الضوء على ثاني الأخطاء التي يتم ارتكابها خلال عملية اختيار وانتقاء تقاوي القمح، من بذور المحصول السابق، والاعتماد عليها كبذور لزراعة المحصول الجديد، وغالبًا ما يتم اختيارها وتجنبيها أثناء عملية “الدريس”، ما يفتح المجال أمام مُضاعفة نسب “الخلط الميكانيكي” المُحتملة، والتي يترتب عليها العديد من المشاكل عند توريد المحصول في نهاية الموسم.
وشدد على مخاطر “الخلط الميكانيكي” والتي تؤثر بالتبعية على انخفاض مستوى جودة وحجم إنتاجية محصول القمح، نتيجة اختلاط بقايا نواتج عملية الدريس داخل الماكينة، وهو أحد الأخطاء الخطيرة، التي يترتب عليها خسائر اقتصادية ضخمة للمُزارعين، بسبب انخفاض درجة نقاوتها.
موضوعات قد تهمك
تقاوي القمح.. كيف تستصلح 5 أفدنة إضافية دون تحمل أي تكاليف؟
محصول البنجر.. أبرز التوصيات للتغلب على ارتفاع مستوى ملوحة التربة
التسميد الآزوتي للقمح.. توقيت التنفيذ والجرعات المُقررة وتوصيات الزراعات المُتأخرة
طرق اختيار تقاوي القمح أثناء عملية “الدريس”
قدم “عاشور” بعضًا من النصائح الإرشادية فيما يخص طريقة اختيار تقاوي القمح، أثناء تنفيذ عملية “الدريس” للمحصول، وتجنيب الحبوب التي سيتم الاعتماد عليها لزراعة محصول بالموسم الجديد، حال صعوبة الوصول للأصناف المُعتمدة والموصى بها.
وأوضح أنه يتوجب على المُزارعين استبعاد أول 3 أو 4 شكائر من نواتج عملية دريس المحصول، لضمان حدوث كامل عملية تطهير الآلة من بقايا عمليات الدريس السابقة، وللوصول لأعلى درجة نقاء للصنف الذي سيتم الاختيار منه، لاستخدامه كتقاوي للزراعة في الموسم الجديد.
تطهير تقاوي القمح المُنتقاه من الحصاد
انتقل المهندس زينهم عاشور إلى نقطة بالغة الأهمية وهي المُتعلقة بطريقة تطهير الحبوب والبذور التي سيتم الاعتماد عليها من حصاد المحصول السابق، مُشددًا على ضرورة استخدام المُطهرات المُعتمدة والموصى بها، لضمان أعلى مستوى مُكافحة الإصابات الفطرية المُحتملة بالنسبة لـ”تقاوي القمح” المُنتقاه، وذلك بمعدل من 2 إلى 3 جرام لكل 1 كجم حبوب.
توصيات عامة
وجه “عاشور” نصيحة أخيرة لأهالينا المُزارعين، مؤكدًا أن فارق التكلفة ما بين شراء تقاوي القمح المُعتمدة من مصادرها الرسمية، وتلك التي يتم تجنيبها من بقايا حصاد الموسم الماضي، لا يتعدى الـ300 جنيه بأي حال من الأحوال، وهو رقم ضئيل، ولا يقارن بحجم الخسائر الاقتصادية المُتوقعة، حال وجود أي إصابة بهذه البذور، ما يُهدد بخسارة كامل الإنتاجية المُتوقعة، علاوة على تكاليف إجراءات المُكافحة، وضياع مجهود موسم شاق دون تحقيق أي عوائد اقتصادية تُقابله أو توازيه.
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. أفضل التقاوي المُستخدمة في زراعة الأراضي الملحية
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وخسائر الزراعة “المبكرة والمتأخرة”
محصول القمح.. 7 خطوات لتجهيز التربة وفوائد الزراعة “الحراتي” لمكافحة الحشائش
لا تفوتك