تقاوي القمح التي تعرضت للإصابة بالأصداء هذا الموسم، وبخاصة بمحافظات وجه بحري، وهي الشكوى التي أعلنها الكثير من المُزارعين، ما استدعى عرض مُشكلتهم على بعض المُتخصصين، للاستماع لأسباب الإصابة، وطرق الحل والعلاج، والاستراتيجية التي سيتم التعامل بها خلال المرحلة المُقبلة، للحفاظ على الذهب الأصفر.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوا الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة هدى الغرباوي – الأستاذ بقسم بحوث القمح، التابع لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – عن أبرز تقاوي القمح التي كانت محل شكوى من بعض مُزارعي محافظات الوجه البحري، وأسباب إصابتها بالأصداء، وأبرز الأخطاء الواجب تلافيها خلال هذه المرحلة الهامة من عمر النبات.
تقاوي القمح.. أسباب الإصابة بالأصداء
في البداية تحدثت الدكتورة هدى الغرباوي، عن بعض الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين، والتي تتسبب في إصابة المحصول بالعديد من الأمراض الفطرية، وعلى رأسها الصدأ الأصفر، وأفضل الطُرق المُتاحة لتقليل معدل الخسارة والحد من نسب تكاثرها وانتشارها بباقي المساحة المُنزرعة.
وأوضحت الغرباوي أن أول أسباب كسر مقاومة بعض تقاوي القمح للأصداء هو زيادة مياه الري المُستخدمة عن حدودها المُثلى المسموحة، ما يؤدي لزيادة الضغط على جذور النبات، بالإضافة للنتائج السلبية المُترتبة على هذا الخطأ والتي تتزامن مع بداية فصل الصيف، والمُتمثلة في ارتفاع معدلات الرطوبة حول السنابل، وهي الأمور الكفيلة بتعزيز فُرص الفطر المُمرض بالانتشار في المحصول.
وأكدت أستاذ معهد بحوث المحاصيل الحقلية أن من الأخطاء المُعتادة تعطيش التربة، لافتة إلى أنها أحد المخالفات التي يقع فيها بعض المُزارعين، وبخاصة في هذه الفترة الحرجة من عُمر النبات “امتلاء الحبوب”، ما يُسبب خسائر فادحة على مستوى حجم المحصول المتوقع بنهاية الموسم.
أفضل التوصيات الخاصة بأصداء القمح
أوصت الدكتورة هدى الغرباوي بضرورة مُتابعة المُزارعين لمُعاملات ري محصول القمح بانتظام، للوصول لأعلى نسبة من امتلاء الحبوب، مُشيرة إلى أن النقطة الفاصلة في إيقاف هذا الإجراء، هو اصفرار 50% من إجمالي المحصول، على أن يكون هذا التغير اللوني الملحوظ بمنطقة حامل السنابل، وهي العلامة الدالة على عدم حاجة النبات لأي عناصر غذائية أو أي إجراءات أخرى.
موضوعات ذات صلة:
مكافحة أصداء القمح.. أسباب الإصابة وعلاقتها بالسياسة الصنفية وطُرق الزراعة
حصاد القمح.. أفضل 6 نصائح لتقليل مُعدل فاقد “الذهب الأصفر
انتقلت أستاذ قسم القمح إلى شكاوى مُزارعي بعض مُحافظات الوجه البحري، والتي دار مُعظمها حول إصابة بعض تقاوي القمح ومنها صنفا مصر 1و2 بالأصداء، مؤكدةً أن هذا الأمر خارج عن إرادة الجميع، وتتداخل فيه مجموعة من العوامل التي يصعب حصرها في نقطة واحدة فقط.
شددت “الغرباوي” على أن التهاون في مُتابعة مراحل نمو المحصول لحظة بلحظة، قد يؤدي للعديد من الخسائر، لافتةً إلى أن وجود بُصيلة واحدة مُصابة، يتسبب في انتقال العدوى لكامل المحصول خلال عدة أيام، إذا لم يتم التعامل معها بطرق المُكافحة المُناسبة، والمُوصى بها من قِبل وزارة الزراعة ومعاهدها البحثية، والمُنتشرة بكافة مُحافظات الجمهورية.
تقاوي القمح.. الإجراء اللاحق لكسر مقاومة صنفا مصر 1و2 ضد الأصداء
أشارت الدكتورة هدى الغرباوي إلى أن شكوى مُزارعي محافظات الوجه البحري، من بعض أصناف تقاوي القمح “مصر 1و2” ستكون محل نظر الجهات المعنية، وغالبًا ما يكون سحب هذه البذور والتوصية بعدم زراعتها في هذه المناطق، هو الإجراء المُتبع في حالة كسر أي مُمرض لمقاومة أصناف التقاوي المُوصى بها، على أن يتم استبدالها بأخرى حديثة عالية المُقاومة.
ولفتت إلى أن هذه الأزمات تبرهن صحة وجهة نظر وزارة الزراعة ومراكزها البحثية وإداراتها الإرشادية والتي تؤكد دائمًا في كافة مدارسها الحقلية وجولات المُتابعة الدورية التي تقوم بها على أهمية “التنوع الصنفي” بكافة الأراضي الزراعية، للحد من نسب الخسائر والفقد، حال كسر أحد المُسببات المرضية الموجودة بأي من التقاوي الموصى بها، وهو أمر وارد في ظل سهولة انتقال الفطريات والأوبئة من مكان لمكان.
إقرأ أيضًا:
معاملات القمح خلال موسم الحصاد.. احذر الوقوع في هذه الأخطاء
تقاوي القمح.. أسباب إصابة صنفا مصر 1و2 بالصدأ الأصفر
فسرت أستاذ معهد المحاصيل الحقلية إصابة بعض تقاوي القمح المُعتمدة بالصدأ الأصفر، بأن المُسببات المرضية والفطريات، غالبًا ما تنتقل من مكان لآخر عن طريق الجو، بالإضافة للتغيرات المُناخية القاسية، التي تُسرع وتيرة انتشار المرض، حال تباطؤ المُزارعين في اتخاذ إجراءات المكافحة اللازمة، والموصى بها في مثل تلك الحالات بالشكل الصحيح.
احذر رش المناطق المُصابة بهذه الطريقة
حذرت “الغرباوي” من استخدام المدفع في رش المناطق المُصابة من المحصول، مُشيرةً إلى أنه يتسبب في زيادة معدلات الهدر والفاقد من المحصول، لافتةً إلى أن الإجراء الصحيح هو التركيز على التعامل مع المناطق التي ظهرت عليها علامات المرض، وغسلها ورشها من الأعلى إلى الأسفل، والتأكد من المرور على كافة أجزاء النبات بالكامل.
لا يفوتك.. تعرف على تحديات زراعة البصل