يمثل الاهتمام بملف تغذية البقر الحلاب حجر الزاوية في النهوض بالإنتاج الحيواني وتحقيق مردود اقتصادي ملموس للمربين، إذ تتوقف كمية الحليب وجودته بدرجة كبيرة على نوعية الأعلاف المستخدمة، ومدى توازنها مع احتياجات الحيوان في مختلف مراحل الإنتاج، وفي ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الحيواني وتزايد الاهتمام بتحقيق أعلى عائد اقتصادي من الأبقار الحلوب، تبرز أهمية الالتزام بتكوين علائق غذائية متوازنة تُراعى فيها احتياجات الحيوان الحافظة والإنتاجية، وتُراعى فيها عناصر الطعم والهضم والسلامة، ما يجعل الحديث عن تغذية الأبقار الحلاب أمرًا لا غنى عنه لأي مربي أو مهندس زراعي أو طبيب بيطري.
تغذية البقر الحلاب وقواعد تحديد كمية الأعلاف المركزة وفقًا للإنتاج
أكد الدكتور حامد موسى الأقنص، مقدم برنامج «مملكة الحيوان» المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أن مرحلة ما بعد الولادة تُعد من أهم الفترات في عمر البقرة الحلاب، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالتغذية خلال هذه المرحلة يسهم في رفع الإنتاجية والوصول إلى أعلى معدل إنتاج ممكن، وهو ما يعرف بمرحلة «البيك»، موضحًا أن هذه المرحلة غالبًا ما تتحقق خلال الفترة من أربعة إلى ستة أسابيع بعد الولادة، ومضيفًا أن الحفاظ على هذا المعدل يتطلب توازنًا دقيقًا في تقديم الأعلاف المركزة والمواد المالئة.
تغذية البقر الحلاب وسبل الحفاظ على التوازن بين الإنتاج والتكاليف
أوضح الأقنص أن تحديد كمية العلف المقدمة للبقرة يعتمد على عدة عوامل، أبرزها كمية الحليب المنتجة، والظروف الاقتصادية المحيطة، ومدى توفر العلف المالي، مؤكدًا ضرورة أن يراعي المُربي تكلفة العلف، وتكاليف الأدوية، وكافة المصروفات، مع حساب هامش الربح المستهدف، مشددًا على أهمية صياغة تركيبة علفية متزنة تحقق أعلى إنتاج بأقل تكلفة ممكنة، مفندًا الاعتقاد الشائع بأن زيادة العلف وحدها كفيلة بتحقيق إنتاج مرتفع دون النظر لبقية المدخلات.
تغذية البقر الحلاب وضماناتاستقرار معدلات الإنتاجية
نصح الأقنص بتوفير العلف المالي أمام الحيوان بشكل دائم، مشيرًا إلى أن ما يعرف بمفهوم “العلف المفتوح” يساعد الحيوان على تناول احتياجاته وفق طاقته دون إجبار، موصيًا بإمكانية إعداد وجبة مخلوطة (TMR) شريطة أن تكون مخلوطة بشكل جيد، مفسرًا أن هذه الطريقة تضمن توزيع المكونات الغذائية بشكل متجانس، وتسهم في استقرار النظام الهضمي للحيوان، مؤكدًا أن هذا الأمر ينعكس مباشرة على استمرارية إنتاج اللبن بشكل مثالي.
تغذية البقر الحلاب ومحاذير الاعتماد الكلي على البرسيم والدريس قبل الولادة
حذر الأقنص من الاعتماد الكلي على البرسيم والدريس خلال الأسابيع الأخيرة قبل الولادة، مؤكدًا أن اقتصار التغذية على هذه العناصر قد يتسبب في مشكلات صحية جسيمة للبقرة الحلاب، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تتطلب نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الأعلاف المركزة والمالئة بنسب دقيقة، مضيفًا أن تجاهل هذا التنوع قد يؤدي إلى اضطرابات تؤثر سلبًا على بداية موسم الإدرار، مبرزًا ضرورة التحضير الجيد لفترة ما قبل الولادة من أجل ضمان انطلاقة إنتاجية قوية بعد الولادة مباشرة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الإجهاد الحراري وتأثيره المباشر على إنتاجية حيوانات التسمين والبقر الحلاب
إضافات الأعلاف.. فوائد “الخميرة” ودورها في تحسين إنتاجية حيوانات “التسمين والحلا