يمثل الاهتمام بملف تغذية البقر الحلاب حجر الزاوية في النهوض بالإنتاج الحيواني وتحقيق مردود اقتصادي ملموس للمربين، إذ تتوقف كمية الحليب وجودته بدرجة كبيرة على نوعية الأعلاف المستخدمة، ومدى توازنها مع احتياجات الحيوان في مختلف مراحل الإنتاج، وفي ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الحيواني وتزايد الاهتمام بتحقيق أعلى عائد اقتصادي من الأبقار الحلوب، تبرز أهمية الالتزام بتكوين علائق غذائية متوازنة تُراعى فيها احتياجات الحيوان الحافظة والإنتاجية، وتُراعى فيها عناصر الطعم والهضم والسلامة، ما يجعل الحديث عن تغذية الأبقار الحلاب أمرًا لا غنى عنه لأي مربي أو مهندس زراعي أو طبيب بيطري.
هذا ما أكده الدكتور حامد موسى الأقنص، مقدم برنامج «مملكة الحيوان» على قناة مصر الزراعية، مسلطًا الضوء على تفاصيل دقيقة حول مكونات العلائق المستخدمة في تغذية البقر الحلاب، وشروط نجاحها ومدى تأثيرها على إنتاج اللبن وصحة الحيوان.
تغذية البقر الحلاب وأهمية العلائق المركزة في رفع كفاءة الهضم والإنتاج
أوضح الأقنص أن العلائق المركزة تمتاز بقيمة غذائية عالية تتناسب مع احتياجات الأبقار الحلوب مرتفعة الإدرار، مشيرًا إلى أن معامل الهضم في هذه العلائق يتفوق بدرجة كبيرة على معامل الهضم في الأعلاف الجافة أو الخشنة، مؤكدًا أن الحبوب تُعد العنصر الرئيسي في هذه المجموعة، وعلى رأسها الذرة، إلى جانب المنتجات الثانوية مثل مخلفات المطاحن وبذور عباد الشمس وبذور القطن والسمسم، بالإضافة إلى الأعلاف المصنعة، مدللًا بذلك على أهمية تنوع مصادر العلف لرفع القيمة الغذائية الإجمالية.
شروط نجاح علائق تغذية البقر الحلاب
عدد الأقنص الشروط الأساسية الواجب توافرها في علائق و تغذية البقر الحلاب لضمان تحقيق إنتاج اقتصادي مرتفع، موضحًا أن الهدف الرئيسي من البرنامج الغذائي هو تزويد الحيوان بعليقة غذائية متوازنة تلبي الاحتياجات اليومية من الطاقة والبروتين والعناصر المعدنية والفيتامينات، مشيرًا إلى ضرورة تغطية الاحتياجات الحافظة والإنتاجية على مدار 24 ساعة دون زيادة أو نقصان.
تغذية البقر الحلاب وسبل تعزيز استساغة الحيوان للعليقة
لفت الأقنص إلى أن من أبرز شروط نجاح العليقة أن تكون مستساغة الطعم وسهلة التقبل بالنسبة للحيوان، موضحًا أن الأعلاف المركزة والخضراء أكثر جذبًا للحيوان من الأعلاف الجافة والخشنة، مشيرًا إلى إمكانية تحسين طعم العليقة عبر إضافة المولاس، لا سيما في الحالات التي تحتوي فيها العليقة على نسبة عالية من الألياف، مبرزًا أهمية تعزيز شهية الحيوان لتقليل الفاقد وزيادة الإنتاج.
تغذية البقر الحلاب وأهمية معامل الهضم في العليقة اليومية
شدد الأقنص على ضرورة أن تتميز العليقة بارتفاع قابلية مكوناتها للهضم، معللًا ذلك بأن معامل الهضم في العليقة الجيدة يتراوح بين 65% إلى 85% من المادة الجافة، مؤكدًا أن المواد الخشنة تقل فيها هذه النسبة بسبب ارتفاع محتوى الألياف، مضيفًا أن المواد مثل “الأدبان” يجب تقليلها قدر الإمكان لصعوبة هضمها، داعيًا إلى الاعتماد على الدريس الجيد كمصدر أساسي للألياف مع تقليل العناصر التي تؤدي للإمساك.
تغذية البقر الحلاب.. وقواعد تحديد حجم العليقة
فسر الأقنص طريقة تحديد كمية المادة الجافة اليومية المناسبة، موضحًا أن العليقة يجب أن تتضمن مزيجًا من الأعلاف الخشنة والمركزة، مشيرًا إلى أنه لكل 100 كجم من الوزن الحي للحيوان يجب أن توفر له علائق تتراوح بين 2% إلى 3% مادة جافة، مدللًا على ذلك بأن البقرة الحلوب التي يُراد فقط المحافظة على وزنها تحتاج إلى 1.5% مادة جافة، بينما الأبقار مرتفعة الإدرار تحتاج إلى 3.25% من وزنها مادة جافة يوميًا.
التأثير الميكانيكي للعلائق على الأمعاء
تابع الأقنص موضحًا أهمية التأثير الميكانيكي للعليقة على حركة الأمعاء، مشيرًا إلى ضرورة أن تسهم العليقة في تحفيز الحركة الدودية بالأمعاء لتجنب حالات الإمساك، مضيفًا أن الأعلاف الخضراء والمولاس تلعب دورًا إيجابيًا في هذا الجانب، بينما يؤدي الاعتماد على الأدبان والمواد القابضة إلى صعوبة الهضم والإخراج.
خلو العليقة من الملوثات والسموم
أكد الأقنص أهمية أن تكون العليقة خالية تمامًا من المواد السامة والضارة أو المتعفنة أو المتخمرة، مشددًا على ضرورة الانتباه إلى خلوها من أي عناصر قد تؤثر على طعم اللبن أو تسبب سمومًا فطرية تضر بصحة الحيوان وجودة المنتج، مبرزًا أن هذا الأمر من أهم شروط التغذية الآمنة.
أهمية تجانس مكونات العليقة
أوصى الأقنص بضرورة تحقيق التجانس الكامل بين مكونات العليقة، موضحًا أن توزيع العناصر الغذائية والفيتامينات والأملاح يجب أن يكون متوازنًا في جميع الأجزاء، مشيرًا إلى أن ذلك يمنع الحيوان من انتقاء مكونات دون غيرها، ما قد يؤدي إلى خلل غذائي أو إصابات معوية أو حالات انتفاخ.
البُعد الاقتصادي في تكوين العليقة
علل الأقنص أهمية أن تكون العليقة اقتصادية ومناسبة للعائد الإنتاجي، مفسرًا أن اختيار المكونات يجب أن يستند إلى ما هو متاح في البيئة المحلية والمزرعة، موصيًا باستخدام الموارد المتوفرة مثل بقايا البرتقال والبطاطا لتقليل التكلفة، مشددًا على أن العليقة الناجحة هي تلك التي تحقق التوازن بين القيمة الغذائية والتكلفة الاقتصادية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الإجهاد الحراري وتأثيره المباشر على إنتاجية حيوانات التسمين والبقر الحلاب
إضافات الأعلاف.. فوائد “الخميرة” ودورها في تحسين إنتاجية حيوانات “التسمين والحلاب”