تغذية الإبل (الجمال) تُمثل أحد الجوانب الفارقة التي تُميزها عما سواها من مشروعات الإنتاج الحيواني المعروفة، والتي يشغل فيها هذا الملف تحديدًا حيزًا كبيرًا من حجم وتكلفة مُدخلات النشاط ككل، وهو الجانب الذي لا يعرفه الكثير من المُربين، ما يستدعي إلقاء الضوء عليه، وتوضيحه عن طريق الأساتذة المُتخصصين في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد موسى – الأستاذ المُساعد بقسم بحوث الإبل، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، والمدير السابق لمركز دراسات الإبل بمرسى مطروح – ملف تغذية الإبل بالشرح والتحليل، موضحًا أبرز الفوارق بينها وسائر مشروعات الإنتاج الحيواني الأخرى، ومعدلات تحويل اللحم، وسُبل استفادة المُربين وآليات تعظيم عوائدهم الاقتصادية من هذا القطاع.
تغذية الإبل وتكاليف تجهيزات مُنشآت السكن والإيواء
في البداية أكد الدكتور أحمد موسى على ضعف التجهيزات الخاصة بمنشآت السكن والإيواء “الحظائر أو العنابر” التي ستتم لتربية وتغذية الإبل مُشيرًا إلى عدم احتياجها لمواصفات خاصة بعينها، علاوة على ارتفاع درجة تحملها للتغيرات المُناخية بعكس باقي مشروعات الإنتاج الحيواني المُتعارف عليها، ما يُقلل من تكلفة المُدخلات اللازمة لبداية مشروع الاستثمار فيها.
وأوضح أن الجمال لا تحتاج سوى لوجود بعض المظلات، للاستراحة تحتها لبعض الوقت، من أشعة الشمس الحارقة صيفًا والأمطار والرياح شتاءًا، فيما يكفيها وجود مساحات مفتوحة، تسمح لها بالمشي لمسافة 3 كيلومترات على الأقل يوميًا، أو أن يقوم المُربي بالسماح لها بالتحرك قدر الإمكان.
موضوعات ذات صلة:
تربية الإبل.. أسباب تفوقها كمشروع للإنتاج الحيواني وخريطة توزيعها وتعدادها
نقاط فاصلة في ملف تغذية الجمال
وعدد أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني مزايا تغذية الإبل والتي لخصها في النقاط التالية:
1. الجمال تستطيع الاكتفاء بالتغذي على أوراق وجذوع الأشجار والأشواك
2. تستطيع شُرب المياه المالحة أو مياه البحار إن تعذر إيجاد الماء العذب
3. يمكنها شرب مياه البرك والمستنقعات والماء المُر، نظرًا لقدرات كليتيها الهائلة على تنقيتها من السموم والمُركبات الضارة
4. يمكنها الاكتفاء بـ1 أو 2 كجم علف يوميًا، إلى جوار أي أعشاب مُتاحة
5. يمكنه التغذي على مُتبقيات ومُخلفات النشاط الزراعي
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
إقرأ أيضًا:
الخرشوف.. كيف تربح 300 ألف جنيه من الفدان الواحد؟
تغذية الجمال ومعدلات تحويل اللحم
وقدم الدكتور أحمد موسى جدول تغذية الجمال، بالنسبة لمشروعات التسمين الخاصة بالإبل، موضحًا أن كمية العليقة المُقدمة إليها تختلف تبعًا لتغير الفصول المُناخية، حيث تحتاج إلى 35 كجم من البرسيم و7كجم من قش الأرز يوميًا، علاوة على 1 أو 2 كجم علف “إن وُجد”، وهذا خلال فترة الشتاء.
وأوضح أن كمية العليقة في الصيف تتكون من 2 كجم دريس، 2 كجم علف مُركز12% بروتين، بالإضافة إلى 9 كجم من قش الأرز.
وفيما يخص مُعدلات تحويل اللحم أكد “موسى” أن الإبل تتفوق في هذا الملف تحديدًا عن أنواع الماشية الأخرى، حيث يتخطى حاجز 1.2 كجم يوميًا، فيما تتوقف سائر مشروعات الإنتاج الحيواني عند حاجز 1 كجم يوميًا، على أقصى تقدير، علاوة على احتياجها لأنماط غذائية مُعينة تُقدر بـ3% من إجمالي وزنها يوميًا، ما يرفع سقف تكاليفها، خصمًا من حساب العائد الاقتصادي المُتوقع منها في نهاية الموسم.