تعقير الأرض واحد من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها مُزارعي محصول الخرشوف، ضمن حزمة الإجراءات غير الصحيحة، التي قد يقوم بها البعض منهم، دون دراية بعواقبها ومآلاتها الاقتصادية السلبية، على حجم الإنتاجية والعوائد المالية المُتوقعة بنهاية الموسم، ما يستدعي الاستماع إلى رأي الخبراء والمُتخصصين في هذا المجال، لتوضيحها والتعريف بسُبل تلافيها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم – الباحث بمعهد بحوث البساتين – عن تعقير الأرض كواحد من أبرز الأخطاء التي يقع فيها مُزارعي محصول الخرشوف، ضمن سلسلة من العادات الدارجة، التي تؤثر بالسلب على مدى نجاح الموسم، علاوة على تقديم سُبل تلافيها وعلاج آثارها الجانبية بالنسبة للمواسم اللاحقة.
عدم اتباع التوصيات الفنية = خسائر اقتصادية للمُزارعين
في البداية أكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن عدم التزام المُزارعين باتباع التوصيات الفنية الخاصة بمحصول الخرشوف يؤدي لتخفيض سقف العوائد المالية المُتوقعة، علاوة على ارتفاع تكلفة المُدخلات الخاصة بالمُعاملات التسميدية الخاصة به، ما يُحكم على الموسم بالفشل من البداية، ومن وجهة النظر الاقتصادية البحتة، والتي ينخفض فيها سعر النورة بمقدار أربعة أضعاف.
وأوضح أن محصول الخرشوف واحد من المحاصيل “المُجهدة للتربة”، نظرًا لطول فترة زراعته، والتي تصل لقرابة التسعة أشهر، ما يستدعي توفير كافة احتياجاته الغذائية في بداية الموسم، لضمان عبور الـ60 يومًا الأولى، دون حدوث أي أزمات مثل “فشل عملية إنبات التقاوي، أو فقد نسبة من المحصول بسبب الأعفان”، وذلك قبل تنفيذ جرعة التسميد الرئيسية للنبات.
خطورة تعقير الأرض على التُربة
حذر “عبد الحليم” مُزارعي “الخرشوف” من تكرار نفس المحصول بذات الرقعة، وهو الأمر الذي يعود بالسلب على حجم الإنتاجية المُتوقعة في نهاية الموسم، علاوة على الإضرار بالتربة إلى حد بعيد، لا يمكن تلافيه إلا عن طريق القيام ببعض المُعاملات المُوصى بها، للخروج من هذا المأزق بسلام، بالشكل الذي يُعزز من فرص نجاح المواسم التالية.
وكشف أستاذ معهد بحوث البساتين النقاب، عن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها المُزارعين، فيما يُعرف اصطلاحًا بعملية “تعقير الأرض”، والتي تؤدي لخسائر اقتصادية فادحة، علاوة على الإضرار بالتربة والرقعة الزراعية إلى حد بعيد.
موضوعات ذات صلة:
الخرشوف.. كيف تربح 300 ألف جنيه من الفدان الواحد؟
تعقير الأرض.. معناها وأبرز النتائج المُترتبة عليه
فسر “عبد الحليم” ظاهرة “تعقير الأرض” بأنها تكرار زراعة “الخرشوف” لعدة سنوات مُتصلة، في ذات الرُقعة والمساحة، وعدم الانتباه لما يترتب على هذا الخطأ من نتائج سلبية، والتي لخصها في النقاط التالية:
1. انخفاض إنتاجية الجورة، والتي تتوقف عند 20% من الحد المُتوقع، ما يعني خسارة 80% من المحصول
2. الإضرار بالتُربة وفقدانها لكافة العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنجاح زراعة أي محصول آخر
3. نشر العديد من الأمراض الفطرية والمُسببات المرضية داخل التربة
إقرأ أيضًا:
المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية وشروط استخدام المبيدات الكيميائية
روشتة علاج خطأ “تعقير الأرض”
قدم الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم روشتة علاج خطأ تعقير التربة، والتي تعتمد على تنفيذ دورة زراعية صحيحة، وعدم تكرار زراعة أي محصول بذات الرقعة لموسمين مُتتاليين.
ولفت إلى إمكانية تجاوز الآثار السلبية الناجمة عن الوقوع في خطأ – تعقير التُربة – تكرار زراعة ذات المحصول لعدة مواسم مُتصلة، وبالأخص بالنسبة لمحصول الخرشوف، عن طريق زيادة ومُضاعفة حجم المُقررات السمادية المُوصى بها، مع عدم توصيته بتنفيذ هذه الاستراتيجية، التي تؤدي لارتفاع تكاليف مُدخلات النشاط، وتقلل حدود الربح والمكاسب المادية والاقتصادية المُتوقعة.
وأكد أن اللجوء لهذا الحل يستدعي مُضاعفة حجم العناصر التسميدية “المعدنية” والعضوية التي يُقدمها المُزارع للتربة، لتعويض ما فقدته طوال الموسم الفائت، وهو الأمر غير المُستساغ أو المُحبب اقتصاديًا.
وأوضح أن تلافي هذا الأمر يكون بنقل تقاوي المحصول، وزراعتها في مساحة بديلة، لتحقيق العوائد الإنتاجية والاقتصادية المُتوقعة والمأمولة تواليًا.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أبرز الإرشادات الزراعية لإنتاج محصول وفير من الفراولة
سلسلة الأخطاء الدارجة التي يقع فيها المُزارعين
لخص “عبد الحليم” سلسلة الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين والتي تؤدي بالتبعية لانخفاض حجم الإنتاجية والإضرار بالتربة في عدة نقاط:
1. اختيار توقيت الزراعة الخاطىء “التبكير أو التأخير عن الموعد المُوصى به”
2. إضافة المُقررات السمادية في بنسب غير صحيحة وفي التوقيتات الخاطئة
3. إضافة مُنظمات النمو بطريقة عشوائية مُخالفة للتوصيات المُقررة
وهو الأمر الذي يؤدي لعرقلة النبات عن إتمام دورة حياته الكاملة بطريقة سليمة، علاوة على انهيار مُعدلات إنتاجيته عن حدودها الدُنيا المقبولة اقتصاديًا والمُتعارف عليها بالنسبة للخبراء والمُتخصصين.