فى الأونة الأخيرة أدى الخلل فى النظام الغذائي العالمي الى معاناه أعداد كثيرة من سكان العالم من أمراض سوء التغذية المختلفة والتي قد تكون مرتبطة بعدة اسباب منها نقص الغذاء ، او عدم الفهم الصحيح للإحتياجات الغذائية الصحيحة للجسم.
ومن أهداف التنمية المستدامة هو القضاء علي الجوع وتحسين الصحه ولتحقيق ذلك يجب:-
– تحسين الأمن الغذائي أي توفر الغذاء وثبات هذه الوفرة وإتاحة و سلامة الغذاء.
– الاهتمام بالتثقيف الغذائي لجميع الأعمار.
وذلك من خلال بذل كافة الجهود الممكنه لزيادة الموارد الغذائية ويتم ذلك بعدة طرق علي سبيل المثال منها التوسع الرأسى و الأفقى فى الزراعة و تقليل الفاقد من المحاصيل الزراعية اثناء عمليات الحصاد والنقل والتداول و التخزين والتوزيع والاستهلاك. و كذلك الاستفادة من مخلفات او النواتج الثانوية الناتجه من اعداد وتجهيز الأغذية بصفة عامة والفاكهة والخضر بصفة خاصة سواء علي مستوي التصنيع الغذائى (المصانع) أو مستوي الإستهلاك الأسري. خاصة بعد ان أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية مدي اهمية هذه المخلفات او النواتج الثانوية للفاكهة والخضر حيث تعتبر مصدراُ للطاقة والبروتين والالياف الغذائية والمعادن بالإضافة إلي انها مصدر ممتاز للعديد من المركبات الحيوية (الفينولات – مضادات الاكسدة – الفيتامينات – الانزيمات – الزيوت العطرية – الصبغات الطبيعية).
ويتطلب ذلك تعاون وتكاتف المجتمع كله معاً سواء المسؤلين ومصنعي الاغذية وكذلك الأسر نفسها.
لوحظ في الفترة الاخيرة زيادة الطلب علي الفاكهة والخضر لما لها من قيمة غذائية عالية وانها جزء من النظام الغذائي الصحي المتوازن. ونتيجة لزيادة عدد السكان والظروف الاقتصادية و العادات الغذائية المتغيرة زادت المساحات المنزرعه من الفاكهة والخضر .
أشارت منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) الى ان ما لا يقل عن ثلث الاغذية المنتجة عالمياً يهدر كل عام اي حوالي ١٬٣ مليار طن ، كما اشارت الى ان اجمالى الفاقد والمخلفات او النواتج الثانوية من الفاكهة والخضر قد يصل الي ٦٠% وهذه المخلفات أغلبها قشور و بذور و تفل ناتجة عن عملية التصنيع
قضية هدر الطعام من أكثر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي. – فوفقا للأرقام الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، يُهدر نحو ثلث الأغذية المنتجة عالميًا كل عام، أي نحو 1.3 مليار طن، بقيمة تصل إلى تريليون دولار سنويا
هذه المخلفات او النواتج الثانوية تدخل في الصناعات الدوائية والصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل. حقيقة هي ثروة فلما لا تستغل خاصة اذا كان بإمكان كل اسرة اي كان مستواها الاجتماعي ان تستفيد من استهلاكها.
من امثلة مخلفات الفاكهة والخضر و التي يمكن لكل اسرة الإستفادة منها قشورالمانجو ولب نواة المانجو وقشور البرتقال وقشورالبطاطس وتفل الطماطم، حيث كل هذه القشور تحتوي علي:
– نسبه كبيرة من الألياف الغذائية ( السليلوز – الهيمي سليلوز- البكتين – اللجنين) التي لها فوائد عديدة علي صحة الانسان خاصة بسبب تأثيرها علي الجهاز الهضمي في وقايته ضد بعض أنواع سرطان القولون .بالإضافة انها تساعد في خفض نسبة الكوليسترول والسكر في الدم، كذلك تقلل الإصابة بالسمنه نتيجة للشعوربالشبع.
– تحتوي هذه القشور ايضاً علي المركبات الفينولية و الفلافونويد وفيتامين Cو فيتامين E التي تعمل كمضادات اكسدة لها دور في الوقاية من الأمراض السرطانية. وكذلك مضادة للميكروبات، مضادة للالتهابات و مضادة للفيروسات .
– احتواء هذه القشور علي العناصر المعدنية مثل الكالسيوم و البوتاسيوم والحديد والصوديوم والفوسفور والماغنسيوم، التي لها دور من الناحية الفسيولوجية للجسم مثل تنشيط الانزيمات، نقل الأكسجين ، نشاط مضادات الاكسدة، التوازن الحمضي القاعدي للدم، ضبط معدل ضربات القلب ، وصحة العظام والأسنان.
كيف يمكن تحقيق أقصي استفادة من هذه المخلفات ، وفي نفس الوقت دون تكلفة اقتصادية و سهولة تطبيقها بقدر المستطاع؟
اولاً: يجب عند شراء الفاكهة والخضر يتم اختيار افضل الثمار الناضجة والطازجة والسليمة ليس بها اي خدوش أو تشققات وكذلك المحافظة عليها عند النقل والتداول حتي لاتتعرض لتحطم و تهتك الأنسجة نتيجة للضغط.
ثانياً: عمليات التنظيف و الغسيل الجيد.
ثالثاً: التقشير للثمار ثم التجفيف علي حرارة 50 C° للحفاظ علي المركبات الحيوية الموجودةبها.
رابعاً: الطحن والنخل ووضعها في اكياس بولي ايثلين وتحفظ على درجة حرارة C° -18 لحين الاستخدام.
- من خلال الابحاث والدراسات تم دراسة تأثير استبدال دقيق القمح بنسب ومستويات مختلفة من مسحوق بعض مخلفات الفاكهةو الخضر علي العديد من منتجات المخابز
ولكم بعض النتائج والنصائح التي توصلنا اليها:-
١-يمكن استخدام قشور المانجو واستبدالها مع الدقيق بنسب 10% ،أو 20% و بحد اقصي 30% (حسب الكمية المتوفرة لدي الاسرة) .
٢-يمكن استخدام مسحوق لب نواة المانجو في إنتاج المقرمشات وهنا يمكننا استبداله بنسبة تصل إلي 30% من كميه الدقيق المستخدمة وكمية الزيت المستخدمة ايضاً لان لب نواة المانجو غني بالزيوت الطبيعية.علاوه علي ذلك تحسين خاصية القرمشة للمقرمشات.
٣-يمكن استخدام مسحوق قشور البرتقال بنسبة 10% او 20% وقشور البطاطس ايضاً في انتاج الكيك.
من هذه النتائج يمكن لكل أسرة ان تجمع القشور في موسمها و تقوم بتجفيفها و تخزينها للاستفادة منها في تصنيع منتجات مختلفة من المخبوزات واستغلالها في المناسبات والاحتفالات والاعياد وتصنيع مخبوزات بطعوم مختلفة جديدة وكذلك كمنتجات بصفة دائمه يحتاجها الاطفال وكذلك الكبار . علاوة على ذلك أن تقوم الأم بتوعية أطفالها بمدى الأهمية التغذوية و الصحية لهذه القشور و النواتج الثانوية
بذلك نكون قد امكننا تصنيع منتجات غذائية وصحية وغير مكلفة اقتصادياً ، وبذلك نكون ايضاً ساعدنا في الحفاظ علي الجانب البيئي.
وختاماً يجب علينا جميعاً مراعاة تنظيم الكميات المتناولة و كذلك التوقيت حتي لا يحدث إصابه بالسمنه. ونذكر انفسنا بقول الله تعالي
” بسم الله الرحمن الحيم”
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف:31 صدق الله العظيم
إعداد
د. ميادة محمد عبد الغفار- معهـــد بحوث تكنولوجيا الأغذيـة
اقرأ أيضا:
الاستزراع السمكي.. جهود “المركز الدولي” وتحديات الإنتاج والطاقة المتجددة
الاستزراع السمكي.. جهود الدولة لاستعادة وتطوير البحيرات وخريطة توزيع الإنتاج
لا يفوتك: دور مركز البحوث الزراعية فى التنمية وتحقيق الامن الغذائى