تطوير منظومة الري واحد من أهم الملفات التي أولتها القيادة السياسية كامل اهتمامها، لتصحيح مسار استغلال هذا المورد الحيوي، وتحقيق أقصى استفادة مُمكنة من وحدة المياه، علاوة على تقليل مُعدلات الهدر والفاقد وتوجيهها صوب المزيد من المشروعات القومية التنموية، التي تستهدف حماية الأمن القومي المائي والغذائي، وتطبيق مفهوم التنمية المُستدامة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور ياسر عزت – أستاذ نظم الري بكلية الزراعية جامعة عين شمس – عن تطوير منظومة الري
نبذة تاريخية عن تطور منظومة الري
في البداية قدم الدكتور ياسر عزت نبذة تاريخية عن نشأة منظومة الري المصرية، مؤكدًا أنها واحدة من أعرق الدول التي لجأت لإدارة مواردها المائية، لتخفيف الآثار السلبية والكوارث التي كانت تسببها الفيضانات، مرورًا بإنشاء الرياحات والقناطر والسدود، قبل الانتقال لمواكبة التطور الحادث في هذا المجال، عبر التحكم في زيادة أطوال القنوات والممرات المائية، وصولًا للمشروع القومي العملاق الخاص بتبطين الترع، لتقليل الهدر وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من وحدة المياه.
أبرز التحديات التي واجهت تطوير منظومة الري
ألقى الدكتور ياسر عزت الضوء على أبرز التحديات التي واجهت تطوير منظومة الري في العصر الحديث، والتي عزاها لسببين أساسيين، الأول بشري ويخص سوء الاستخدام، والثاني يتعلق بالتغيرات المناخية، ما استدعي اللجوء إلى حلول بديلة وعلمية، للتغلب على هاتين الإشكاليتين.
حلول عاجلة
أوضح “عزت” أن التغلب على الإشكاليات المُشار إليها، حتم ضرورة اللجوء إلى حلول بديلة وعاجلة، وأبرزها تطوير طُرق ومنظومة الري المُستخدمة، والتي اعتمدت على شقين رئيسيين:
1. تطوير نُظم الري الضغطي والتي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي تم العمل بها في أستصلاح الأراضي الحديثة بقوة القانون.
2. طريقة الري السطحي بكل ما فيها من مشاكل خاصة بهدر المياه، والممارسات المائية الخاطئة
تطوير منظومة الري.. وتطبيق تقنيات الري التحويلي
وأشار “عزت” إلى أن تطوير المنظومة استدعى تطبيق تقنيات الري التحويلي، من طريق الري السطحي إلى النمط الضغطي، موضحًا أن هذا الملف موضوع ضمن حزمة المشروعات القومية وخطة التنمية الزراعية 2030.
موضوعات قد تهمك:
الاتصالات اللاسلكية.. اختراع مصري يُنتج 2مليار متر من المياه شهريًا
محاور تطوير منظومة الري وخطة التنمية 2030
ولفت إلى أن ملف تطوير منظومة الري الموضوعة ضمن خطة التنمية الزراعية 2030، يأتي على 3 مراحل:
1. المرحلة الأولى: تطوير خطوط نقل المياه، عن طريق تحويلها من القنوات المفتوحة إلى الأنابيب المُغلقة
2. المرحلة الثانية: تطوير نظام الري السطحي والتي يتم تنفيذها بعدة أشكال مثل الأنابيب المُبوبة أو المُثقبة
3. المرحلة الثالثة: إدارة وحدة المياه، وهي أصعب مراحل التطوير، والتي تحتاج إلى استدعاء أساليب حديثة تواكب هذا الهدف
إقرأ أيضًا:
“الحشائش” عدو المُزارعين الخفي.. 15 خسارة اقتصادية وعواقب صحية خطيرة
أبرز المشاكل الناجمة عن الري السطحي
كشف الدكتور ياسر عزت النتائج الكارثية المُترتبة على استخدام تقنيات الري السطحي بـ”الغمر”، والتي لخصها في النقاط التالية:
1. هدر نسبة كبيرة من المياه دون تحقيق العائد المرجو منها
2. ارتفاع منسوب ومستوى الماء الأرضي عن المُعدلات المسموحة
3. انهيار انتاجية المورد الأرضي الناجم عن زيادة نسبة الماء الأرضي
4. انخفاض مستوى إنتاجية الأرض
5. انخفاض العائد الاقتصادي لوحدة المياه
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الجمهورية الجديدة والمشروعات القومية
ربط الدكتور ياسر عزت بين الجمهورية الجديدة والمشروعات القومية التي أطلقتها الدولة، والتي وصفها بأنها تُمثل إدارة جديدة لفكر قديم، نظرًا لحزمة الأهداف التي وضعتها، لاستغلال المساحات والرقع التي تعثرت الجمعيات الأهلية على مدار ثلاثة عقود في إدارتها وتنفيذها بالشكل السليم.
وهي الإشكاليات التي تنبهت لها القيادة السياسية، لتضع أجندة الحلول المُناسبة لها، عبر إطلاق حزمة من المشروعات القومية الكبرى مثل “الصوب الزراعية، الـ1.5 مليون فدان”، علاوة على انتقاء الأصناف والمحاصيل غير التقليدية، لضمان أكبر نسبة من تسويق مُنتجات هذه المشروعات.
ولفت “عزت” بين مشروع الـ1.5 مليون فدان، كان واحدًا من الخيارات الصعبة، نظرًا لتباين طبيعة الأراضي التي يعتمد عليها، ومنها 20% أراضي ذات مُعدلات ملوحة مُرتفعة، وهو الأمر الذي تم وضعه في الاعتبار، بالاستثمار في “المحاصيل الزيتية” على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة للهدف الأسمى، والخاص بتوفير احتياجات المواطنين، وحماية الأمن القومي الغذائي والمائي.