تسميد القمح على النحو الصحيح، واحد من أهم ركائز نجاح الموسم الزراعي، والوصول لأعلى معدلات الإنتاجية المتاحة والمرجوة، وهي المسألة التي تستدعي إلمامًا ووعيًا تامًا، وتطبيقًا منضبطًا للبرامج الموصى بها، والواردة بشأن المحصول الذي ستتم زراعته.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول ياسر عطية – المهندس والخبير الزراعي – ملف أنواع الأسمدة والبرامج التسميدية الملائمة لكل مرحلة عمرية للنبات بالشرح والتحليل.
“ألف باء” زراعة
قواعد واشتراطات تسميد القمح
في البداية قدم المهندس ياسر عطية عددًا من النصائح حول برامج تسميد القمح الواجب اتباعها، خلال موسم زراعة محصول القمح، والتي ربطها بمراحل النمو المختلفة التي يمر بها النبات، مشددًا على أن الالتزام بها هو السبيل الأمثل نحو بلوغ النهايات المأمولة وحجم الحصاد المستهدف.
أوضح “عطية” أن البداية والركن الأساسي لنجاح باقي الخطوات والمعاملات الزراعية التالية، هو تجهيز وإعداد المهد الجيد للبذور والتقاوي، عن طريق تنفيذ عملية الحرث “سكتين متعامدتين”، لتفكيك المسام وإتاحة البيئة الملائمة لتهوية التربة وقتل البكتيريا والجراثيم الضارة الكامنة فيها.
وأكد أن معاملات تسميد القمح يمكن تطبيقها عبر عدة مراحل، الأساسية منها تبدأ مع تنفيذ معاملات الحرث وتجهيز التربة، ويتم خلالها إضافة 4 شكائر من السوبر فوسفات، و2 شيكارة من سلفات النشادر، و1 شيكارة من الكبريت.
مزايا الزراعة بالسطارة
أضاف “عطية” أنه يتوجب إتمام هذه الخطوة بتزحيف وتسوية التربة جيدًا، مع تخطيطها وزراعتها بالسطارة، لاستغلال ميزاتها الاقتصادية الملموسة، في توفير التقاوي والحفاظ على المسافات بين النباتات، والأمر عينه بالنسبة للعمق الأمثل لزراعة القمح.
فوائد المخصبات الحيوية
شدد “عطية” على ضرورة إضافة أي نوع من الأسمدة أو المخصبات الحيوية المعتمدة، وأبرزها “الميكروبين أو الـEM”، لمضاعفة تعداد البكتيريا النافعة بالتربة، والتي تعمل على تثبيت الآزوت، وزيادة قدرة النبات على امتصاص الفوسفور والبوتاسيوم.
انتقل “عطية” بعدها إلى ثاني مراحل تسميد القمح، والتي تبدأ بعد الإنبات، موضحًا أن لها برنامجًا خاصًا ومختلفًا، يبدأ وفيها يتم الاهتمام بعنصر الفوسفور بشكل أكبر، عن طريق إضافة أي من أشكال النترات المتاحة “(نترات النشادر، سلفات النشادر، اليوريا)، لتوفير الآزوت اللازم للنبات.
مناوبات التسميد الآزوتي
أوضح المهندس والخبير الزراعي ياسر عطية، أن إضافة الآزوت تتم على 3 دفعات، أثناء تنفيذ مناوبات الري، على ألا يزيد الفاصل الزمني بينها عن 21 يومًا، لافتًا إلى أن تنفيذ هذه الخطوة ضروري جدًا، لتنشيط النموات الخضرية وزيادة معدلات التفريع والاستطالة.
بدائل التسميد الآزوتي
كشف الخبير والمهندس الزراعي ياسر عطية أنه يمكن الاستعاضة عن أشكال التسميد الآزوتي التقليدية المتعارف عليها، بـ”الـNPK19/19/19″ أو”NPK20/20/20″، وذلك في حالة الأراضي الصحراوية، على أن تتزامن مع مناوبات الري، التي يتم تطبيقها مرة واحدة كل أسبوع.
الحل السحري لزيادة الاستطالة والتفريع
ىنصح “عطية” بإضافة “500 : 1000 جرام زنك مخلبي/للفدان” أو “سلفات زنك” أثناء تنفيذ مناوبات الري، مؤكدًا أنها الطريقة المثلى، التي تضمن للمزارعين زيادة معدلات التفريع، بالإضافة لتنشيط النموات الخضرية، وتطويل السُلميات قبل طرد السنابل.
تحذير وتفسير
حذر المهندس والخبير الزراعي ياسر عطية من الوقوع في واحد من أبرز الأخطاء الشائعة، التي يرتكبها قطاع عريض من أهالينا المزارعين، ألا وهو الاهتمام بتطبيق معاملات التسميد الآزوتي، وتجاهل التسميد بالعناصر الصغرى.
خطة التسميد بالعناصر الصغرى
أوضح “عطية” أن قائمة تسميد القمح بالعناصر الصغرى تضم “المنجنيز، الحديد، البورون، الزنك، النحاس”، مؤكدًا أنه وبالرغم من قلة معدلات إضافة تلك العناصر مقارنة بمعاملات التسميد الآزوتي، إلا أنها تمثل أحد أركان تغذية النبات على النحو الأمثل والمطلوب.
التسميد بالعناصر الصغرى
توقيت تنفيذها وعدد مرات تطبيقها
أكد المهندس والخبير الزراعي أن أفضل الخيارات المتاحة لإضافة العناصر الصغرى، هو أن تكون في صورة مخلبية، لتعزيز قدرة النبات على الاستفادة منها، وامتصاصها بشكل صحيح بما يحقق المستهدف منها، على أن يتم رشها من 2 إلى 3 مرات على أقل تقدير، تبدأ من عمر 60 يوم.
وأوضح أن معاملات رش العناصر الصغرى، تكون بفاصل زمني من 10 إلى 15 يومًا، للحيولة دون ظهور أعراض نقص العناصر، والتي تزداد إلى حد بعيد، خلال فترات انخفاض الحرارة والبرودة الشديدة، مع بدء فصل الشتاء، والذي يعجز فيه النبات عن امتصاص العناصر الصغرى، بسبب ارتفاع نسبة قلوية التربة “الـPH”.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القمح.. اشتراطات تجهيز التربة ومعاملات التسميد السابقة للزراعة
دبور الحنطة المنشاري.. ملامح الإصابة وخطورتها على محصول القمح
القمح.. أهمية اختيار التقاوي والأصناف الجيدة
دودة سنابل القمح.. أفضل استراتيجيات المكافحة الواجب اتباعها للتخلص منها