تسميد القمح واحد من أهم المُعاملات التي يجب الانتباه إليها، والالتزام باتباع التوصيات الفنية الواردة، بشأن آليات تنفيذ البرامج الموضوعة للذهب الأصفر، مع تصحيح المفاهيم الخاطئة وتسليط الضوء على أفضل الاستراتيجيات المُتاحة، للحصول على أفضل مُعدلات الجودة والإنتاجية والربحية المُتوقعة بحلول نهاية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر عبد الحكيم – الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء، المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر – ملف أفضل برامج تسميد القمح المُوصى بها بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز العناصر التي يتوجب الاهتمام بها عند تطبيق هذه المُعاملات.
تصحيح المفاهيم المغلوطة عن برامج تسميد القمح
في البداية أكد الدكتور ياسر عبد الحكيم على اختلاف احتياجات النبات الغذائية، والتي تتفاوت وتتعدل طبقًا لمرحلة النمو التي يمر بها، مُشبهًا إياها بمراحل نمو الإنسان، التي تبدأ بتكوين الجنين، مرورًا بالطفولة والمراهقة والشباب والنضج، وصولًا للكهولة والشيخوخة، والتي يستدعي كلٍ منها نظامًا غذائيًا، يراعي الاختلافات الخاصة بكلٍ منها.
وأوضح أن كل مرحلة نمو تستدعي برنامجًا تسميديًا خاصًا بها، ما يعني أن تطبيق برامج تسميد القمح دفعة واحدة وبذات الوتيرة، دون الالتفات لاحتياجات النبات من بعض العناصر الغذائية “الصغرى والكبري”، يُمثل أحد أكبر الأخطاء الشائعة، التي يقع فيها قطاع عريض من المُزارعين، ما يؤثر بالتبعية على حجم الإنتاجية والحصاد المُتوقع.
قسم الأستاذ المُساعد بمركز بحوث الصحراء الضوء مراحل نمو النبات، التي يتوقف عليها شكل واستراتيجيات تطبيق برامج تسميد القمح إلى مرحلتين رئيسيتين، لافتًا إلى اختلاف الاحتياجات والعناصر الغذائية المطلوية، لإتمام كلٍ منها على النحو الأمثل:
- المرحلة الأولى:
- إنبات
- نمو خضري وجذري
- تفريع
- زيادة في نمو الأوراق
- المرحلة الثانية
- تزهير
- مراحل نمو وتكوين الثمرة “طرد السنابل”
برامج تسميد محصول القمح تبعًا لمراحل النمو
قدم المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر عددًا من التوصيات الفنية، الخاصة باستراتيجيات تطبيق برامج تسميد القمح، تبعًا لمراحل النمو التي يمر بها الذهب الأصفر على مدار الموسم، والتي يمكن حصرها في النقاط التالية، بشكل أكثر وضوحًا:
1. مرحلة الإنبات والنمو الخضري والتفريع
تستدعي تلك المرحلة والتي تشهد انخفاضًا نسبيًا في درجات الحرارة والطقس، اهتمامًا أكبر بتنفيذ مُعاملات تسميد القمح بـ”اليوريا”، كأفضل البرامج الواجب اتباعها، بدلًا من التوجه نحو الاعتماد على “نترات النشادر”، وذلك على عكس المُعتقد الشائع لدى قطاع عريض من مُزارعينا.
وصحح “عبد الحكيم” المفاهيم المغلوطة حول “اليوريا”، موضحًا أنه ينتمي لفصيلة الأسمدة العضوية وليس المعدنية، مُعززًا فوائد استخدامه بأنه السماد الوحيد الذي يحتوي على أهم وأكبر نسبة من العناصر التي يحتاجها النبات بالنسبة لتلك المرحلة العمرية المُبكرة والأساسية لاستمرار وإتمام باقي المراحل التالية بشكل صحي سليم.
وأوضح أن اليوريا يحتوي على أهم أربع عناصر يحتاجها النبات في مرحلة الإنبات والنمو الخضري والتفريع، وهي الأكسجين والنيتروجين والهيدروجين والكربون، مؤكدًا أن توفيرها يُمثل 92% من البناء الكربوني للمحصول، ما يُعزز فُرص تكوين نمو خضري قوي للقمح، واصفًا إياها بأهم وأخطر نقطة للحصول على حصاد وإنتاجية مُرتفعة.
موضوعات قد تهمك
تسميد القمح.. الطرق والكميات الصحيحة بالأرقام
محصول القمح.. مخاطر التسميد بعد “السدة الشتوية”
البرامج التسميدية.. “باحث” يكشف أفضل “تركيبة” للتغلب على التغيرات المناخية
مزايا تطبيق برامج التسميد باليوريا
أكد المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر أن تنفيذ برامج التسميد باليوريا خلال تلك المرحلة، يضمن الحصول على عدة مكاسب فسيولوجية للنبات، وحصرها في النقاط التالية:
– الحصول على مساحة ورقة كبيرة
– أقصى ارتفاع مُمكن للنبات “بحسب الصفة الوراثية للصنف”
– الوصول لأقصى عدد أفرع مُتاح “بحسب الصفة الوراثية للصنف”
ولفت “عبد الحكيم” أن تنفيذ برامج تسميد القمح والاعتماد على اليوريا في تلك المرحلة، يضمن الحصول على أكبر حجم مُمكن للسنابل خلال مرحلة التزهير، شريطة اتباع البرنامج التسميدي الخاص بها على النحو الأمثل.
2. مرحلة التزهير وطرد السنابل
يحتاج النبات في تلك المرحلة إلى زيادة التسميد بـ”البوتاسيوم”، للحصول على أقصى امتلاء مُمكن للحبوب، بالإضافة إلى الرش بـ”الزنك” لتطويل السنبلة وزيادة حجم الحبوب، بالإضافة لعنصر “النحاس” اللازم لمُضاعفة نسبة بروتين “الجلوتين”، والأخير هو المسؤول عن تحسين صفات “دقيق القمح”، المُستخدم في صناعة المخبوزات.
ونصح المُستشار العلمي لمشروع مُستقبل مصر بالمداومة على رش “3سم زنك مع سكريات كحولية” + “1سم نحاس مع سكريات كحولية” لكل لتر مياه، من مرحلة طرد السنابل وحتى ما قبل الحصاد بشهر، بمعدل مرة كل 15 يومًا، وبحد أقصى 3 مرات خلال هذه الفترة.
المكاسب الاقتصادية المُتوقعة من تطبيق التوصيات
كشف “عبد الحكيم” عن حجم المكاسب الاقتصادية المتوقعة، جراء الالتزام بتطبيق توصيات هذه المرحلة، وتنفيذ الإرشادات الواردة بشأن برنامج تسميد القمح بالشكل الصحيح، مؤكدًا أنها تضمن مُضاعفة إنتاجية المحصول، وحجم الحصاد المُتوقع بحلول نهاية الموسم، بنسبة لا تقل عن 30% على أقل تقدير.
ملخص توصيات برنامج تسميد القمح
اختتم “عبد الحكيم” توصياته بأن مرحلة النمو الخضري تحتاج لتوفير 13 عنصرًا غذائيًا مع الالتزام بزيادة نسبة النيتروجين خلال هذه الفترة من خلال استخدام اليوريا، موضحًا أن كمية البوتاسيوم والماغنسيوم المُقدمة للنبات من بداية الموسم وحتى نهايته تُعتبر شبه ثابتة، ونفس الأمر ينطبق على العناصر الصغرى والتي لا تتغير تقريبًا طوال الموسم.
واختصر المعادلة الخاصة بتطبيق معاملات تسميد القمح فيما يخص “العناصر الصغرى”، مُشددًا على ضرورة تسميد فدان القمح بـ1 كجم من مخلوط “العناصر الصغرى” مرة كل أسبوعين على الأقل، منذ بداية الموسم وحتى نهايته، مع الالتزام بزيادة مُعدلات وتركيز “البوتاسيوم” عند الوصول لمرحلة طرد السنابل، مُقابل تثبيت نسبة الآزوت، وتقليل نسبة الفوسفور، مع رش عنصري “الزنك والنحاس” على سكريات كحولية حتى ما قبل الحصاد بشهر.
إقرأ أيضًا
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وخسائر الزراعة “المبكرة والمتأخرة”
محصول القمح.. التوقيت الأمثل لتنفيذ مُعاملات الري وشروط تأجيل “رية المُحاياه”
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
لا يفوتك